كيف أتخلص من الهواجس التي تنتابني حول زواجي بمطلقة؟

0 488

السؤال

أنا شاب أعزب، لم يسبق لي الزواج، قمت بخطبة امرأة مطلقة عفيفة صاحبة دين وخلق, وقد ارتحت لها، وتوسمت فيها خيرا من حسن خلقها ودينها، ولكني -عفوا- أتخيل دائما حالها مع زوجها السابق في الفراش، مما يحرق قلبي ويبكيني أحيانا، وأنا أعلم أنها كانت زوجته على سنة الله ورسوله، ولكن غيرتي عليها تقتلني، ولا أعرف ماذا أفعل لأذهب هذه الأفكار والتخيلات التي تدمي قلبي!؟

أرجو النصيحة؛ لأنني لا أستطيع النوم، وقد أصبحت مقصرا بعملي، وبدأت علاقاتي تتدهور مع أصدقائي وأهلي.

أرجو من فضيلتكم الجواب الشافي بأسرع وقت ممكن؛ لأنني أتألم، وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونهنئك بوجود الغيرة في نفسك، فهي من علامة الفحولة، ومن علامة الرجولة، ومن مكملات الرجولة، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

وأرجو أن تعلم أن العلاقة التي كانت لزوجتك أو مخطوبتك مع زوجها -كما قلت- كانت علاقة شرعية وعلى كتاب الله وعلى سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، والنبي عليه الصلاة والسلام لم يتزوج بكرا سوى عائشة رضي الله عنها، وكل زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- كن من الثيبات -كما هو معروف بالنسبة لك- لذلك الزواج من الثيب فيه خير كثير، فينبغي أن تكون هذه الغيرة معتدلة، والإنسان يغار إذا كان في مكان ريبة، وفي مكان لا يرضي الله تعالى، وإذا كان في مكان فيه مخالفات شرعية، فأما أن تكون المرأة زوجة لرجل كما قلت على كتاب الله وعلى سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، خاصة بعد أن خطبها وتقدم وطلب يدها، وارتاح لدينها، وارتاح لأخلاقها، وتوسم فيها الخير، وحسن خلقها، وحسن دينها -كما هو الحال معك- فينبغي أن تطرد عن نفسك هذه الوساوس؛ لأنها من الشيطان الذي همه أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله تعالى، فتعوذ بالله من مثل هذه المشاعر السالبة، وإذا ذكرك الشيطان بذلك الوضع فتعوذ بالله تعالى من الشيطان، واعلم أن المؤمن والمؤمنة يتقيدان بأحكام هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تعالى به.

نتمنى من الله تعالى أن يعينك على الخير، وأن يذهب عن نفسك هذه المشاعر السالبة، وأن يعينك على الخير، وأرجو أن لا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، ونتمنى من الله تعالى أن يكمل لك هذا المشوار على الخير، واكتم هذه المشاعر التي في نفسك، واعلم أن قدوتك في الزواج من الثيبات هو الرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة الكرام عليهم من الله الرضوان، فالصحابية من أمثال عاتكة تزوجها أربعة أو خمسة من الصحابة الكرام الكبار، كذلك أسماء بنت عميس رضي الله عنها وأرضاها، وهذه أشياء مألوفة ومعروفة، وهؤلاء الكرام مع غيرتهم الشديدة ما انتابتهم مثل هذه المشاعر التي تنتابك الآن، ونتمنى أن تطرد عنك هذه الوساوس، خاصة بعد أن قمت بعملية الخطبة، وبدء الرباط الشرعي، فإن تركك لها قد يلحق بها الضرر وبسمعتها.

نسأل الله تعالى أن يعينك على إكمال هذا المشاعر، وأن يسعدك بطاعته، وأن يسعدك معها، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات