السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعاني من الوزن الزائد منذ سنوات, وقد مارست الرياضة منذ أربعة أشهر، ككرة القدم، ورفع الأثقال خفيفة الوزن، واستطعت - بعون الله وتوفيقه - إنزال 4 كيلو في غضون أربعة أشهر؛ حيث كان وزني السابق 100 كيلو، وقد نصحني بعض الأخوة: أن أترك رياضة رفع الأثقال بعد نزول الوزن؛ لأنها تضر بالجسم، وأن أمارس الرياضات الخفيفة, فهل هذا صحيح؟ وهل أستمر على ما كنت عليه، أو أعمل بالنصيحة التي ذكرت لكم؟ وما هو مستوى تحمل العضلة؟
ولقد قرأت في موقعكم: أن من الأفضل ترك التحلية بعد الأكل؛ لأن ذلك يساعد على حرق السكر بشكل سريع, ولكن لماذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الإفطار يبدأ بتمر (سكريات) بدل الأكل؟ فهل يعني ذلك أن من الأفضل أكل التحلية، ثم أكل أي وجبة أخرى?
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ممارسة رياضة القدم، ورفع الأثقال الخفيفة، وتمارين الضغط، ليست رياضات شديدة؛ فهذه التمارين عادة ما يتوقف الإنسان عنها عندما يشعر بالإرهاق، ويضطر إلى أن يرتاح - والحمد لله - أنها قد ساعدت على تنزيل وزنك، ولو أنه ببطء، إلا أنه يجب أن تعلم أن الجسم يتأقلم على النزول البطيء، ولا يتأقلم على النزول السريع؛ ولذا فإنه يمكن الاستمرار على ما تقوم به، فهذه لا تعتبر رياضة شديدة.
بالنسبة لك فإنك ترفع الأثقال ليس لأنك ستدخل مسابقات؛ لذا لا يفضل زيادة الوزن أكثر مما تقوم به، وإن كنت تريد أن تزيد الجهد المبذول، فيمكن زيادة عدد المرات.
أما سؤالك عن التحلية بعد الأكل؛ فإنه من الأفضل تناول التمر في الصباح 7 حبات، كما جاء في السنة النبوية، وأما عن تناول الفاكهة، فإن من الأخطاء الغذائية الشائعة تناولها مباشرة بعد الطعام، والعكس صحيح، والأفضل تناولها قبل الطعام الدسم، قال تعالى: ( وفاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون)، لأن (الانزيمات) المسؤولة عن تنشيط عملية هضم السكريات في الفواكه تختلف عن (الانزيمات) المسؤولة عن تنشيط هضم البروتين، والدهن.
فالنبي - صلى الله عليه وسلم - أوصانا أن نفطر على التمر، أو الرطب، أو الماء؛ لأن التمر غني بالسكريات الأحادية التي تعطي سعرات حرارية عالية في فترة زمنية قصيرة، لسهولة هضمه، فيعوض الجسم ما فقد من سكريات في يوم الصيام، وقد أوضحت الدراسات العلمية، والطبية الحديثة صحة، وفاعلية ما نصح به الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصائمين عند بدء إفطارهم، والأطباء عادة ينصحون الصائمين الذين يشعرون بالدوخة، والتراخي، وزوغان البصر؛ ينصحونهم بتناول بضع تمرات عند إفطارهم، فتزول عنهم تلك الدوخة خلال نصف ساعة من تناولهم للتمر.
وبالله التوفيق.