السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله عنا خير الجزاء لما تقدمونه لنا من مساعدات ونصائح.
مشكلتي هي أني أعاني من سلس الريح، سبق وأني أرسلت لكم عدة رسائل بهذا الخصوص. حيث ذكرت أني أعاني من هذا المرض منذ 10 سنوات، ذهبت لعدة أطباء باطنيين ولكن لم أستفد من أحد منهم.
لا أعاني من الغازات أو كثرتها؛ إنما أعاني من خروجها لا شعوريا -أي لا أشعر بها عندما تخرج- وهذا قد سبب لي الكثير من الإحراج.
ذكرتم لي في الاستشارة السابقة، أنه ربما يكون ناسورا شرجيا أو خللا بالمعصرة، ولكن عندما راجعت أحد الأطباء الجراحين، وبعد فحص المنطقة، قال لي: إني لا أعاني من خلل بالمعصرة، ولم يذكر ما إذا كان هنالك ناسور أم لا؟ ولكن قال لي: إني أعاني من بواسير من الدرجة الثانية.
والغريب في الموضوع أني الشخص الوحيد الذي يعاني من هذا المرض! فلم أرى في حياتي شخصا لديه نفس هذا المرض؛ ولقد تعبت نفسيتي بشكل كبير من هذا الداء.
فأرجو منكم أن تفيدوني بطريقة للتخلص من سلس الريح، حتى وإن اضطرني الأمر للسفر إلى الخارج للعلاج، المهم أن أتخلص منه، لأن حياتي أصبحت جحيما بسببه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلقد ذكرت أنه تم فحصك من قبل أحد الأطباء الجراحين، وأن المعصرة طبيعية وليس هناك ضعف ولله الحمد وأنت تقول إنها تخرج لا شعوريا، فهذا الوصف الذي تقول عنه يعني أنك لا تسيطر عليه مطلقا وهذا يحصل كما ذكرنا في حال فقدان السيطرة على المعصرة.
إلا أن هناك فرقا بين أنك لا تشعر به أو أنك تشعر به، إلا أن يخرج دون استطاعتك السيطرة على خروجه، فالغازات تتجمع في المنطقة السفلية عند المستقيم فيشعر الإنسان بها ويحاول أن يمنعها إلا أنها تضغط على المعصرة الداخلية، ولتفهم كيف أن الناس لا يستطيعون التحكم بها، فهناك معصرتان شرجية:
الأولى: داخلية، وهذه لا تخضع تحت تحكم الإنسان، وتسمى المعصرة اللاإرادية.
والأخرى خارج الأولى: وهي إرادية، أي أن المخرج الأخير للبراز والغازات تحت تحكم الإنسان، إلا أنه مع وجود الغازات بكثرة فإنها تتحرك حتى تصل إلى المنطقة ما قبل المعصرة الداخلية غير الإرادية، فتزداد كميتها هناك، وترفع الضغط داخل القولون، فيولد ذلك الإحساس الداخلي بالحاجة لإخراج ما في القولون، فتحصل تقلصات في القولون، ومع ازدياد الضغط في المنطقة قبل المعصرة الداخلية وتقلصات القولون فإن الجسم يستشعر وكأنه في حالة إفراغ ما فيه (مثل حالة التغوط).
إن هذا يؤدي إلى ارتخاء المعصرة الداخلية اللاإرادية، وتصل هذه الغازات إلى ما قبل المعصرة الخارجية، فيحدث ذلك شعورا بعد الارتياح، وصعوبة شديدة في إبقاء المعصرة الخارجية متقلصة، ويجد الإنسان أنه لا بد وأن يرخي هذه المعصرة فيخرج الريح، ويفسره الإنسان أنه عدم تحكم في الريح أو الغازات، إلا أنه بالمعنى الطبي يعني عدم القدرة على مقاومة الغازات التي تصل إلى المعصرة الخارجية.
من ناحية أخرى فقد تكون البواسير هي السبب عندك إن لم يكن هناك أي سبب، ففي بعض الأحيان فإن البواسير قد تسبب أيضا خروج قطع من البراز دون الشعور بها، ولذا يفضل علاج البواسير بوضع تحميل خاصة للبواسير، وتجنب الجلوس الطويل، وعلاج الإمساك، والمغاطس الشرجية يوميا.
ومن ناحية أخرى يجب أن تقوم بتقوية عضلات الشرج, وعضلات العجان, فهذه تساعد على التحكم في خروج الغازات, وهذه التمارين يمكن أداؤها في أي وقت، وفي أي مكان, وفي الوضعية التي تناسبك، تأخذ هذه التمارين مجرد بضع دقائق من وقتك.
- اجلس أو قف وركبتاك متباعدتان قليلا، وركز جهدك على فتحة الشرج، لا تتوقف عن التنفس, ولا تضغط على مؤخرتك, وأبق بقية جسدك مسترخيا، كل التمارين الآتية يجب تأديتها عشر مرات يوميا.
- شد عضلة الشرج بأكبر قدر ممكن، كأنك تحاول إيقاف خروج الريح, حافظ على هذه الوضعية لمدة ٥ - ١٠ ثوان (يعتمد على قوة العضلة), استرخ مدة ٥-١٠ ثوان (أعد أداء التمرين ١٠ مرات).
وهناك تمارين قدرة التحمل:
- شد عضلة الشرج بمقدار ثلاثة أرباع القوة المذكورة في التمرين السابق, حافظ على هذه الوضعية لأطول فترة ممكنة (٤٥ ثانية).
- استرخ لمدة ٥-١٠ ثوان (أعد أداء التمرين ١٠ مرات).
تمارين لإعادة تشغيل سرعة العضلة:
- شد وأرخ عضلة الشرج بأسرع قدر ممكن.
- أعد التمرين ١٠ مرات.
- استرخ لمدة ٥ -١٠ ثوان (أعد أداء التمرين ١٠ مرات).
وقد ذكرت أنك لا تعاني من أي غازات في البطن، أما إن كنت تعاني من الغازات فيجب علاج السبب، وتجنب الحليب والأطعمة التي تسبب الغازات، وشرب المشروبات الغازية، وإن كنت تستطيع السفر فيمكنك السفر إلى إحدى الدول التي يكون في مستشفياتها مركز لجراحة القولون والمستقيم COlon and Rectal Center .
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.