ما سبب الإفرازات البنية أثناء الحمل؟ وماذا تعني؟

0 1657

السؤال

السلام عليكم.

أنا حامل بآخر الشهر الرابع –والحمد لله-، منذ بداية حملي والأمور تجري على ما يرام، ولكن قبل أسبوعين نزل مني إفراز بني مع الإفرازات البيضاء، وكان وقت مراجعتي للطبيبة، وعندما فحصتني تبين أن كل شي على ما يرام، فلم تعطي الموضوع أهمية, وقد توقف نزول الإفراز البني، والآن منذ يومين قد عاد مجددا، وهو بني داكن, فماذا من الممكن أن يكون سببه؟ وهل هناك خطر منه في هذه المرحلة من الحمل؟ وهل من الطبيعي أن أشعر مرات بمغص خفيف مثل مغص الدورة ولكن خفيفة جدا؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم خوفك وقلقك -يا عزيزتي-, وبشكل عام أقول إن نزول الدم أو الإفرازات البنية (وهي عبارة عن دم قديم) في أي مرحلة من الحمل، فإنه يستوجب عمل متابعة دقيقة للحمل, خاصة إن لم يتم معرفة سبب النزف.

إن نسبة الإجهاض تنخفض كثيرا بعد ظهور نبض الجنين، وإكمال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل, إلا أنها لا تنعدم, ولتوضيح هذا الأمر لك أقول: إن نسبة الإجهاض في أي حمل طبيعي قبل انتهاء الأشهر الثلاثة الأولى تبلغ تقريبا 15%, وهذه النسبة تنخفض بشكل كبير بعد ظهور النبض، وإكمال الحمل الشهر الثالث لتصبح 2 % فقط، وهذا في حال لم تكن السيدة تعاني من نزول أي دم أو إفرازات بنية, لكن في حال كان هنالك نزول للدم حتى لو كان بلون بني وخفيف, فإن النسبة لا تكون 2% بل تصبح أعلى قليلا وتقريبا 5%، أي أن الخطورة عندك هي تقريبا 5 %, وبالطبع فنحن لا نعتبرها نسبة عالية لكنها أعلى من النسبة الطبيعية.

وبما أن الطبيبة قد تأكدت من أن كل شيء عندك طبيعي, ولم تجد سببا واضحا لنزول هذا الدم, فإن التفسير الغالب هو أحد احتمالين:

الأول: أن يكون مصدر الدم من عنق الرحم, أي خارجي وليس من الحمل, وهذا يحدث بنسبة كبيرة في الحمل, لأن عنق الرحم في الحمل يتضخم ويتورم, وتتكاثر خلايا باطنة (وهي خلايا من طبقة واحدة ورقيقة) ثم تخرج فتكون ظاهرة, فتنزف لأي مجهود أو ملامسة, كما في الوقوف لفترة طويلة، أو الجماع، أو بعد الفحص في العيادة.

الاحتمال الثاني: هو أن يكون طرف المشيمة قد أصابه انفصال بسيط جدا, لدرجة لا يظهر بالتصوير التلفزيوني, ثم تجمع بعض الدم وبدأ يخرج على شكل إفرازات بنية.

ويجب على طبيبتك الآن عمل فحص لعنق الرحم, فهذه خطوة هامة جدا, مع أخذ مسحة منه, فإن تبين أن المسحة سليمة ولا يوجد التهاب في عنق الرحم ولا قرحة حقيقية, فإن الاحتمال هنا يكون بحدوث انفصال في المشيمة بسيط جدا وغير مرئي, وهو يتطلب الراحة والتوقف عن الجماع (خاصة وأن لديك ألم في البطن) إلى أن يتوقف نزول الدم أو أي إفراز بني, فهنا يكون قد التأم مكان الانفصال -إن شاء الله-, وهو ما يحدث في غالب الحالات -بإذن الله تعالى-.

نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية, وأن يتم حملك على خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات