أعاني من آلام القولون، فما رأيكم بدواء فيرين؟ وهل أستمر عليه؟

0 1084

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من آلام القولون منذ سنين، ولم أكتشف أنه قولون إلا الآن، ولقد صرف لي الطبيب دواء(نيكسيوم) 28 قرص، ودواء (فيرين لتهيجات القولون) 30 كبسولة، فما رأيكم بهذا الدواء؟ وهل أستمر عليه حتى تنتهي الأقراص؟ وهل المرض خطير؟

أنا قلقة كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن القولون العصبي مرض شائع جدا، فنسبة انتشار اضطراب القولون العصبي هي 20%، أي تقريبا (الخمس)، ولكن فقط 10% من هؤلاء يستشيرون أطباءهم بسبب الأعراض الهضمية، ولا أحد يملك مناعة ضد الإصابة به، فالكل معرض لذلك، ولكن سن بداية ظهور الأعراض يكون غالبا في مرحلة المراهقة، أو سن الشباب، ولأسباب غير معروفة، ويعتبر النساء أكثر احتمالا - خاصة قبل الدورة الشهرية - للإصابة باضطراب القولون العصبي من الرجال بمقدار ثلاثة أضعاف.

وفي مرض القولون العصبي فإنه لا يكون هناك أي خلل أو اضطراب عضوي، فالأعراض ليست بسبب التهاب، أو جراثيم، أو أورام، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بالتقلصات والاضطراب في حركة الأمعاء.

وتتردد الأعراض، فتزداد في فترة معينة، وتخف في أخرى، أو تزول لفترة معينة، وتظهر مرة أخرى فيما بعد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات، وفي فترات استقرار الحالة النفسية.

ومن ناحية أخرى: فإن الأعراض قد ترتبط بأنواع معينة من الأغذية والأطعمة: كالحليب، والبهارات، والفلفل، والبقوليات، وتختلف من مريض لآخر.

ومن أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض: أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالبا ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره، ولا تقتصر أعراض القولون العصبي على ما سبق، بل هناك أعراض كثيرة قد تحدث في أجزاء أخرى من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ولكن مهما عمل الطبيب من فحوصات، فإنه لا يجد أي سبب آخر، ومنها:

1- شعور بالإرهاق والتعب العام.
2- شعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقت طويل بعد الوجبة السابقة.
3 - آلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحيانا الشعور بالحصر.
4- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها.

وهناك حاجة مهمة، وهي أن هذا المرض ليس عضويا، ولهذا فإن الفحوصات التي يجريها الطبيب غالبا ما تكون نتائجها كلها سليمة، وهذا المرض مزمن، وقد يستمر طوال العمر، ومهما طالت مدة المرض، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف، أو التهاب، أو سرطان، ولا إلى غير ذلك، وإنما يسبب الأعراض التي تم ذكرها.

وهناك بعض المثيرات المباشرة للقولون العصبي، وليس هناك مثير واحد لكل الناس، إذ تختلف المثيرات من شخص لآخر، ولكن القائمة التالية تحتوي أكثر ما يشكو منه الذين يعانون من القولون العصبي:

• التدخين.
• المشروبات الغازية.
• بعض العقاقير الطبية.
• القهوة والشاي.
• الأطعمة المقلية.
• التوابل والبهارات.
• البقوليات (الحمص، العدس)، وبعض أنواع الخضار (الكرنب، الملفوف، الملوخية,الباذنجان).
• الإجهاد النفسي، والغضب، والضغوط، والقلق.
• التعرض لتيارات الهواء الباردة.
• وجبة كبيرة على غير المعتاد.
• أكل الطماطم بقشرها ( أما بدون القشر لا تثير القولون).
• اللبن والحليب.

والعلاج: هو علاج الأعراض، والابتعاد عن الأمور التي تزيد الأعراض، سواء: التوتر، والقلق، أو أطعمة معينة، فعليك أن تتخير الأطعمة التي تراها مريحة بالنسبة لها، ولا بد وأنك قد تعرفت على كل الأطعمة التي تزيد الأعراض عندك.

وعليك أن تتعلم الاسترخاء، فهذا يساعدك كثيرا، ويمكنك تطبيق تمارين الاسترخاء، وذلك بأن تجلسي في مكان هادئ كالغرفة قليلة الإضاءة، وألا تشغلي نفسك بأي أمور حياتية، وأن تفكري في شيء سعيد وجميل، وتغمضي عينيك، ثم تأخذي نفسا عميقا وبطيئا، ويجب أن تملئي صدرك بالهواء حتى ترتفع البطن قليلا، ثم بعد ذلك احبسي الهواء قليلا في صدرك، ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم، ويجب أن تخرجيه أيضا بكل قوة وبكل دقة وبطء، وعليك أن تكرري هذا التمرين خمس مرات صباحا، وخمس مرات مساء، لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وسوف تجدين أنه مفيد - إن شاء الله -.

ولقد وجد بأن التمارين الرياضية مفيدة - أي نوع من التمارين الرياضية - وخاصة تمارين المشي أو الجري.

وبالنسبة للعلاج الدوائي: فهذا الدواء الذي تتناولينه يخفف من الأعراض، وعليك الاستمرار على تناوله، وهناك أدوية أخرى مثل: (دسباتالين) للتقلصات ثلاث مرات في اليوم، مع (دسفلاتيل) للغازات ثلاث مرات في اليوم.
وقد وجد في إحدى الدراسات: أن أفضل خطة دوائية علاجية: هي مشاركة العقارين التاليين لعدة أسابيع:

• ميبفرين 3مرات/ اليوم قبل الطعام بـ 20 دقيقة. Mebeverine
• دوغماتيل 50 ملغ 3 مرات/ اليوم.Dogmatil

وأرى أن تستمري على العلاج الذي تتناولينه، وفي حال عدم التحسن، فإنه يمكنك مناقشة الطبيب المعالج حول الأدوية التي تم ذكرها.

مواد ذات صلة

الاستشارات