السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في مقتبل العمر، أحلم بالزواج ورجل يسترني، لكنني لجهل مني تحت ضغط العائلة والأصحاب الذين يتساءلون عن تأخر زواجي، ذهبت لأحد الدجالين! أوهمني بأني ممسوسة بجن فقام بذبح ديك أسود لفك ذلك، وأعطاني بعض البخور للقبول ولطرد العين، كما أمرني بحمل حجاب ووضع آخر في وسادتي لجلب الحظ، كل يوم أكتشف فظاعة ما قمت به، وأسأل الله المغفرة، خاصة أنني تبت إلى الله توبة خالصة، وتحجبت -والحمد لله - لكن ذنبي هذا يؤرقني كثيرا لأنه بمثابة الشرك بالله -والعياذ بالله- مع العلم أنني ما نويت ذلك ولكن لضعف إيماني آنذاك.
أسألكم أن تغيثوني، فأنا لست أدري ما العمل؟ هل أحرق الحجابات أم أرميها؟ أنا أخاف أن يصيب أذاها غيري، كما أسألكم دعاء أو صدقة أو غيره يغسلني من آثار السحر وأعمال الدجال، أقسم أني ندمت وأستغفر الله صباح مساء، لكني ذنبي هذا أثقل كاهلي وأتعبني، أرجوكم ساعدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلمة تائبة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبا بك - ابنتنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يتوب عليك.
لقد أحسنت - أيتها البنت العزيزة - حين أدركت خطر ما قمت به من الذهاب إلى الدجالين والمشعوذين، وذاك ذنب كبير بلا شك، ولكن مهما عظم الذنب وكبر فإنه بالتوبة يمحى ويزول بإذن الله، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) وأخبر الله في كتابه أنه بالتوبة يبدل سيئات التائبين حسنات، فأبشري بعظيم فضل الله تعالى ورحمته، وأحسني توبتك باستكمال أركانها، وذلك بالندم على ما مضى، والعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل، والإقلاع عنه في الحال، فإذا فعلت ذلك فإن الله تعالى جواد كريم وعدك بأنه سيتقبل التوبة، فقال سبحانه في كتابه: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون}.
فأحسني ظنك بالله تعالى، وهوني عليك، فالأمر - بإذن الله تعالى - يسير، فإن من تاب تاب الله تعالى عليه.
وأما في كيفية إبطال السحر الموجود إن كان هناك تعاويذ أو نحو ذلك مما كتبها هذا الكاهن ويخشى أن تكون سحرا، فإن أمثل طريقة أن تذاب في الماء، ثم يرمى بهذا الماء الذي أذيبت فيه في الماء الجاري الذي يجري، وبذلك يؤمن شره بإذن الله تعالى.
وأما عن الرقية من السحر فإن الرقية الشرعية مشروعة وجائزة لكل أحد سواء أصابه شيء أو لم يصيبه، فإن الرقية تنفع مما نزل بالإنسان ومما لم ينزل به، فهي نافعة - بإذن الله- على كل تقدير، ولا شك أن رقيتك لنفسك من أنفع الرقى، فإن قلب صاحب الحاجة أقرب إلى الله تعالى من قلب غيره، والمنكسر الذليل بين يدي الله أقرب لإجابة الدعاء من غيره.
فحسني ظنك بالله، وثقي به وتوكلي عليه، وأكثري من استماع القرآن وحافظي على الأذكار، لاسيما أذكار الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ ودخول الخلاء والخروج منه، فإن الذكر من أعظم أنواع التحصين التي يتحصن به الإنسان، وقد جرب الصالحون رقى نافعة لإبطال السحر كما ذكر ذلك العلماء، ومنهم ابن القيم - رحمه الله تعالى - ذكر عن بعض السابقين أن هناك آيات مخصوصة إذا قرئت على ماء ثم صب هذا الماء على رأس المسحور فإنه ينتفع - بإذن الله تعالى - وهذه الآيات قوله سبحانه وتعالى: {فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين}، وهذه الآية في سورة يونس، والآية الثانية قوله تعالى: {فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون} وهذه في سورة الأعراف، وقوله سبحانه وتعالى: {إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى} وهذه في سورة طه. إذا قرئت هذه الآيات - الدالة على بطلان السحر - قرئت في ماء ثم صب هذ الماء على المريض فإنه يبرأ - بإذن الله سبحانه وتعالى - .
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء ومكروه، وأن يرزقك الرزق الحسن، ويقر عينك بكل ما تتمنين.