تقدم لخطبتي رجل مطلق فهل أقبل به أم لا؟ أرجو أن ترشدوني

0 509

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله كل خير على هذا الموقع، والذي نجد فيه من يسمع أصواتنا.

تقدم لخطبتي رجل يحمل صفات جيدة، تزوج لمدة سنتين ثم طلق، وكانت زوجته إحدى قريباته، وسبب الطلاق عدم الاتفاق.

أنا الآن في حيرة من أمري، صحيح إن أمر الطلاق يهمني، وكنت أود لو لم يسبق له الزواج، ولكن الطلاق لا يعيب الرجل ولا المرأة، ولكن مشكلتي في كون طليقته هي قريبته؛ بمعنى أنه إذا كان هنالك نصيب سوف أراها، ولا أعلم ماذا سوف تكون ردة فعلي؟

لا أريد أن أتخذ قرارا يضيع فرصة من يدي، ولا أريد أن أبدأ حياتي بمقارنات بمن حولي، وفي نفس الوقت لا أعلم عن مشاعرها ومشاعره تجاه بعضهما، لأن مدة زواجهم كانت طويلة بعض الشيء.

أرشدوني أرشدكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ف .ن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونشكر لك الحرص على السؤال، والاستشارة تدل على أنك - ولله الحمد - ناضجة، وقد صدقت وأحسنت فإن الطلاق ليس عيبا في الرجل ولا عيبا في المرأة، ولكن ربما لا تسير الأمور ولا تمضي بين الناس، بل قد يكون الرجل طيبا والمرأة طيبة، وكلاهما على خير، لكن لا يحصل الوفاق، فإن أمر القلوب أمر عجب، ولذلك أرجو ألا تترددي في القبول بهذا الرجل، ولا تفكري بهذه الطريقة.

واعلمي أنه قد يئس منها ويئست منه، وأنه لا علاقة لك بها، بل ينبغي أن يكون بينكما الاحترام والتقدير، ولا تذهبي مع هذه المشاعر التي يريد بها الشيطان أن يشوش عليك، فليست هي أول من تطلق، ولست أنت أول من تتزوج برجل طلق زوجته الأولى أو الثانية أو الثالثة، فهذا مما اعتاده الناس، فلا تعطي الأمور أكبر من حجمها، واعلمي أنك قادرة على السيطرة على قلب زوجك.

وأيضا هذا الرجل الذي جاءك وطلبك من دون النساء ومن دون الفتيات دليل على أنه ما جاء عبثا، لأنه خاض تجربة، وجاءك بعد تدقيق وفحص وسؤال، فهو جاء يميل إليك ويريدك أن تكوني زوجة له، والمقارنة ستكون معدومة، فقد ترك الأولى وحصل الطلاق، وأنت جاءك مقبلا عليك، ومهما كان وما حصل منه في تلك السنتين فإنك تستطيعين السيطرة على قلب هذا الزوج وبناء علاقة زوجية ناجحة، بل ينبغي أن تعلمي أن مثل هذا الرجل يكون أحرص على الوفاق، وأحرص على أن يستمر في الحياة الجديدة، لأنه لا يريد أن يكرر نفس الموقف، ولا يوجد إنسان يحب الطلاق على وجه هذه الأرض.

ولذلك أرجو أن تطمئني ولا تترددي في القبول به، فإن الرجل الطيب فرصة نادرة، صاحب الدين والخلق، فرصة من أندر الفرص، والذي يضيع الفرص يندم عليها طويلا.

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ولأنك في مقام البنت والأخت الكريمة؛ فإنا نخلص لك النصح، ونتمنى ألا تترددي، وتقبلي بهذا الرجل، ولا تعطي الأمور أكبر من حجمها، وإذا قابلت زوجته الأولى أو لم تقابليها فليس في ذلك حرج في كل الأحوال، وعليك أن تحسني معاملتك مع جميع من تقابليهم، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات