العادة السرية وأثرها على العلاقة الزوجية

0 609

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

كنت أمارس العادة السرية منذ أن كنت في سن 16 سنة، وأنا الآن أبلغ من العمر خمسة وعشرين سنة، ولست متزوجا، لكني مقبل على الزواج، وقد شعرت أن ممارستي العادة السرية قد سببت لي مضاعفات، وشعرت بتأثيرها علي من الناحية الجنسية، مع العلم أني في بداية فترة الممارسة كنت أمارسها يوميا، ثم بدأت أمارسها بشكل غير يومي، يعني بشكل متقطع، والآن أنا لم أمارسها منذ فترة بعيدة، وبدأت أشعر بضعف في الانتصاب مع القذف السريع.

كنت أحتلم بين الحين والآخر فانقطع الاحتلام، وذهب عني الانتصاب الصباحي، وعندما أتبول لا أشعر بالإفراغ الجيد، حيث توجد عندي صعوبة في الإفراغ بعد التبول مرة أخرى؛ فبعدما أتبول بدقيقة أو دقيقتين تخرج قطرات صغيرة جدا قبل التبول، لونها أبيض شبه شفاف، وعندما أتبرز ومع الضغط للتبرز؛ يخرج سائل لزج يشبه السائل المنوي، وأشعر باحتقان في الخصية ومنطقة الحوض، مع العلم أني عندما أحاول إثارة نفسي يحدث انتصاب لكنه ضعيف، ولا أخفي عليكم عندما أكون مع فتاة لا أشعر بالانتصاب الكافي أو ضعف الرغبة.

ذهبت إلى الطبيب وأخبرته بكل ذلك؛ فتم الكشف على الخصية والقضيب، ولم يجد مشاكل عند الضغط عليهم، ولم أشعر بألم عند الضغط على القضيب أو الخصية، ثم بعد ذلك كشف عن البروستاتا بأصبعه لخروج السائل، ثم ذهبت لتحليل السائل فوجدت نسبة الصديد في البروستات من 10 إلى 12%، ثم وصف لي دوار بروسالين اقما، وبروستانورم، واكس اد، ومضادا حيويا اسمه سيبروسين، أقراصا وحقن تراى بي في العضل، يوما بعد يوم، وفيتامين (e) وأخبرني أنني سوف أشفى بعد الالتزام بالدواء لمدة شهر، مع العلم أنني آخذ الدواء منذ شهر ولم أشعر بتحسن، ولم يحدث عندي الانتصاب الصباحي.

بالله عليكم أفيدوني ماذا أفعل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن للعادة السرية علاقة بالتغيرات التي تطرأ على الجهاز البولي والتناسلي، خاصة أن احتقان أو التهاب البروستاتا التي تؤدي إلى الأعراض التي تشتكي منها، وفي البداية نوضح أن العلاج دائما يبدأ بتجنب الأسباب المؤدية للأعراض، وفي مثل حالتك يكون السبب الأساسي هو التعرض المستمر للمؤثرات الجنسية، لذا أنصحك بالآتي:

- تجنب المؤثرات الجنسية إن كانت أفلاما أو صورا أو أحاديث جنسية.
- الحرص على الرياضة المنتظمة المجهدة؛ لتفريغ الطاقة الكامنة بداخلك.
- تجنب الجلوس لفترات مطولة، وتجنب الملابس الضيقة.
- والأهم من ذلك تجنب ممارسة العادة السرية.

من خلال ما شرحته من أعراض في استشارتك، من ضعف الانتصاب، وسرعة القذف، وقلة الاحتلام، ووجود صديد عند فحص البروستاتا، من الأرجح أنك تعاني من التهاب البروستاتا، مع احتقان في الأجهزة التناسلية أيضا، ورغم أخذك العلاج إلا أنك لم تزل تشعر بنفس الأعراض.

أنصحك بعمل مزرعة، واختبار حساسية للميكروب لإفراز البروستاتا، أو لإفراز السائل المنوي، حتى يمكنك أخذ المضاد الحيوي الحساس للميكروب، والذي يحدده اختبار الحساسية في المزرعة، وعند استعمال المضاد الحيوي المناسب لابد من استعماله لمدة لا تقل عن أربعة شهور متواصلة، حتى تقضي على ميكروبات البروستاتا؛ لأن التهابات البروستاتا عادة ما تكون مزمنة -أي أنها تخف ثم تتكرر ثانية- وذلك بسبب وجود كبسولة مغلفة للبروستاتا، مما يمنع القضاء على الميكروب الذي يصيب البروستاتا بسهولة.

ليس هناك ما يمنع من الزواج بعد أن تتحسن الحالة -إن شاء الله- وقد يكون في زواجك العلاج الشافي من كل ما تشتكي منه الآن، فتوكل على الله، ولا تتردد، وأتمنى لك من الله الشفاء.
_________________________________

انتهت إجابة الدكتور/ سالم عبد الرحمن الهرموزي، أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية
تليها إجابة الدكتور/ أحمد الفرجابي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:
_________________________________

نرحب بك - ابننا الكريم- ونسأل الله لك التوفيق والسداد والشفاء العاجل، ونبشرك بأن التوبة النصوح لها ثمار، ولها آثار، كما أن للمعاصي شؤما، فإذا تبت إلى الله تعالى من هذه الممارسات الخاطئة فسترى خيرا وستجد أثر ذلك في عافيتك وفي حياتك، ولا عذر لمن هيأ الله تبارك وتعالى له الحلال إذا فكر بهذه الطريقة.

وأرجو أن تعلم أن الرجل ينبغي أن يبتعد عن النساء، ولا يخلو بالنساء؛ لأن الشيطان ثالث، وعليك بأن تتقيد بأحكام هذا الشرع في كل صغيرة وكبيرة من أمرك، فإن الإنسان إذا تمسك بآداب هذه الشريعة، وامتنع عن الوقوع في المعاصي التي هي سبب الضعف، وهي سبب الخور الذي يصيب الإنسان، فسوف ينعم بحياة طيبة، وصحة وعافية، فقد كان السلف الذين حفظوا جوارحهم يعيش الواحد سنوات عديدة، ويبلغ أمثالهم من الكبر عتيا، ثم يقفز ويتحرك كما يفعل الشباب، فلما قيل له في ذلك؛ قال: جوارح حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر.

فغض بصرك، وابتعد عن مواطن الشبهات، ومواطن النساء، وكل ما يمكن أن يثيرك كرجل، وتب إلى الله تبارك وتعالى، وأقبل على حياتك الجديدة، واعلم أن ما عند الله من التوفيق للخير والاستقرار ومن السعادة واللذة لا يمكن أن ينال إلا بطاعة الله تبارك وتعالى، وأرجو أن لا تشغل نفسك طويلا بعد أن أخذت الأدوية وعرضت الأدوية من الطبيب، وما عليك إلا أن تمضي مستعينا بالله تبارك وتعالى، فإن الإنسان إذا كان مشغولا من الناحية الذهنية ومن الناحية النفسية، فإنه قد يحدث فيه شيء من الخلل الذي ذكر في السؤال.

والذي يهمنا من الناحية الشرعية بعد أن استمعت إلى الطبيب، أن تتوقف عن كل ممارسة خاطئة، وأن تغض بصرك، وأن تجتهد في أن تطيع الله تبارك وتعالى، وتتقي الله تبارك وتعالى في خلوتك، وعندما تكون مع الناس فاتق الله حيثما كنت، واعلم أن ما عند الله من التوفيق ومن الخير لا ينال -كما قلنا- إلا بطاعة الله تبارك وتعالى.

نسأل الله أن يكتب لك الشفاء العاجل، ونتمنى أن نسمع عنك خيرا، ونوصيك وأنفسنا بتقوى الله تبارك وتعالى، ثم بكثرة اللجوء إليه، ثم المواظبة على ذكره وشكره، وسؤال التوفيق فإن الخيرات بيده، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات