شاب يشغل تفكيري بعد رفضي الزواج به، هل هي مشكلة نفسية؟

0 358

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المميز.

أنا فتاة عمري 21 سنة، أعمل مترجمة، تقدم لخطبتي شاب لا أعرفه ولا أعرف أهله، تعرفت على أهله في بيتنا عندما تقدموا لخطبتي، ولم أتعرف عليه، فكرت عائلتي في الموضوع وقرروا أنه غير مناسب لأنه يبلغ من العمر29، مع أني لم أجدها مشكلة، والسبب الثاني أنه لم ينهي دراسته بعد ولكنه يعمل، واقتنعت أنا برأيهم في وقتها، ولكن المشكلة أن الشاب يشغل تفكيري ولا أعرف لماذا، مع أنني لم أره في حياتي ولا أعرف عنه شيئا، والتفكير به وتذكر الموضوع يزعجني كثيرا، فلا أعرف إن كانت مشكلة نفسية أم ماذا؟

أريد إفادتكم ومساعدتكم، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نشوة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن عليك بزوج صالح طيب مبارك، يكون عونا لك على طاعته ورضاه، كما نسأله جل وعلا أن يقدر لك الخير حيثما كان، وأن يرزقك الرضا به.

وبخصوص ما ورد برسالتك – ابنتي الكريمة الفاضلة – فرغم أنك لم يحدث بينك وبين هذا الشاب أي لقاء أو تعارف، ورغم أن أهلك قد رفضوه للظروف التي أشرت إليها، إلا أن المشكلة تكمن في أنه بدأ يشغل تفكيرك، وهذا التفكير بدأ يزعجك، وتسألين: هل هي مشكلة نفسية أم ماذا؟ في الواقع هي ليست مشكلة نفسية ولا غير ذلك، وإنما كما قال الشاعر (ولكن صادف قلبا خاليا فتمكنا)، بما أنك ابنة فاضلة وعفيفة ومحترمة ولم تجربي العلاقة مع الرجال فقلبك نقي، ليس فيه شواغل، وليس فيه أحد قد احتله بحب أو عاطفة لأحد من الشباب أو الرجال.

ولذلك هذا الشاب عندما تقدم قلبك لم يكن مشغولا بأحد، ليس فيه حب لأحد، فانشغل بهذا الشاب وتعلق به، فهذا الكلام انتقل إلى قلبك، وبدأ يؤثر هذا التأثير في نفسك، وهذا ليس خاصا بك وحدك، وإنما هذا يحدث مع كل رجل قلبه نظيف ونقي عندما يبدأ الحديث مع فتاة بقصد الارتباط بها -أو حتى لغير ذلك – فيتعلق بها، لأن هذه مرحلة سنية من طبيعتها هذا التعلق السريع. كذلك يحدث الأمر نفس عندما تشعر فتاة بأن هناك إنسان مهتم بها أو معجب بها أو أنه يرغب في الارتباط بها بهذه الطريقة التي وردت في رسالتك، فإن القلب يبدأ يستقبل هذا الضيف الجديد استقبالا حارا وغير عادي، مما يجعل التفكير يسيطر على صاحب هذا القلب النقي النظيف، ويشغله.

وهذا ليس فيه حقيقة دلالة على أنه لك أو ليس لك، لأن هذا بيد الله سبحانه وتعالى، وإنما كل ما في الأمر أن قلبك كان فارغا فاستقبل هذا الضيف الجديد بنوع من الترحاب ونوع من التعلق، والشيطان كذلك يلعب دورا في هذا، لأن كل شيء يؤدي إلى إثارة العواطف وتأجيج المشاعر يحرص الشيطان على استغلاله لتعكير صفو مزاج المسلم.

فعليك - بارك الله فيك – بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، هذا أولا، وكذلك أيضا عليك بتشتيت هذه الفكرة وعدم الاستسلام لها، بمعنى أنك كلما شعرت بأن هذه الفكرة سوف تسيطر على ذهنك حاولي أن تخرجي مما أنت عليه، وأن تغيري الواقع الذي أنت فيه، فإذا كنت وحدك حاولي أن تخرجي من الغرفة، تتكلمي مع الوالدة أو مع أخواتك أو مع أي أحد. كذلك أيضا إذا كنت جالسة فقومي، تحركي، وحاولي أن تغيري الواقع الذي أنت فيه وأن تشغلي نفسك بأي شيء من حولك حتى تمر هذه العاصفة. هذا الأمر يسمى بـ (تمرين العقل والقلب) ومع تكرار هذا التمرين سوف تنجحين في هذا الموضوع وغيره، في الأول الأمر قد يحتاج إلى شيء من المعاناة، لكن هو -بإذن الله تعالى– سوف يكون، ما دام الرجل قد تم رفضه والأمر قد انتهى والباب قد أغلق، فإذن ما الداعي التعلق به وهو أصبح بالنسبة لنا شيئا مرفوضا؟! أي شيء يتم التعلق به أنت تصبحين على استعداد لأن تتخلصي منه في أسرع وقت، ولكن هي ليست مسألة نفسية، وليست هي مشكلة، ولكن كل الذي ذكرت أنه مجرد أن قلبك خال من أي تعلق، وهذا الشاب عندما تقدم تعلق به قلبك، حتى وإن كان مجرد سماع وإن كان مجرد ذكرى وليست هناك رؤية أو تلاقي مباشر.

عليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يصرف الله عنك ذلك، ما دام الرجل قد تم رفضه، كذلك عليك بالإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ولا مانع أيضا من عمل رقية شرعية من باب الاحتياط، وهي قطعا إذا لم تنفع فيقينا لن تضر، ولكن الاحتياط مفيد، فعليك بذلك، وأسأل الله تعالى أن يصرف عنك هذا الأمر، وأن يعافيك من أي تعلق لا يرضيه سبحانه وتعالى، وأن يمن عليك بزوج صالح طيب مبارك، وكل الذي أتمناه أن تعلمي أنها مسألة عابرة أو طارئة، وسوف تنتهي على خير - بإذن الله تعالى - .

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات