السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خالتي لم ترزق بأطفال، وهي الآن تكفل طفلا، الطفل الآن له ثلاث سنوات، هي تسأل هل من الأفضل أن تتركه معها ليتعلم منها، أم ترسله إلى الحضانة ليخالط الأطفال؟ مع العلم أنه يرهقها في البيت، ولا تستطيع التركيز في صلاتها، نظرا لخوفها المفرط عليه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ines حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نشكر لك ولخالتك هذا الحرص على الخير والرغبة في الإحسان لهذا الطفل، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلحه وأن يسدده وأن يكتبه لها ولنا ولكم الأجر والثواب، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونرحب بكم في هذا الموقع، ونشكر لكم الاهتمام والسؤال، نسأل الله أن يعيننا على الوصول إلى الإجابة المناسبة التي ترضي الله تبارك وتعالى.
الشيخ العثيمين -رحمة الله عليه- كان يرى في مثل هذه الأحوال أن الأفضل أن يكون الطفل في الحضانة، وأن نتولى الاشراف عليه والإنفاق عليه، ولا بأس أن نجمع الحسنيين، أن يكون في الحضانة في بعض الأوقات ثم باقي الوقت يعود إلى هذه الخالة التي أحسنت إليه، من أجل أن تكمل هذا المشوار، وجود مثل هذا الطفل في الحضانة له آثار كبيرة؛ لأنه سيندمج في تلك البيئة وسيندمج مع الناس الذين هم المستقبل، فالأطفال سيجتمعون في المستقبل ليكون المجتمع في صورته الجديدة، أطفال اليوم هم نصف الحاضر، لكنهم كل المستقبل، ومن المصلحة لأي طفل أن يخالط هؤلاء الصغار، خاصة عندما يكون في مراكز عليها إشراف مرتب وعليه تعليم أيضا منسق عليه مجهودات إدارية مرتبة.
إذا وجد هذا فإن الخير له أن يكون في الحضانة في الأوقات التي فيها حضانة، ثم بعد ذلك يعود إلى البيت لتستكمل معه الخال دور الراعية والاهتمام لتطوير المواهب التي عنده، حتى ينشأ -بإذن الله تعالى- عنصرا نافعا في مجتمعه وفي حياته، وأيضا من المناسب جدا أن الخالة ليس لها أطفال، فكون هذا الطفل عندها لن يسبب الكثير من الإزعاج، وأتمنى إذا كان الطفل صغيرا أخذته أيضا، ونحن دائما نتمنى أن يكون أمثال هؤلاء الأطفال في بيوت كهذه البيوت، حتى لا تحصل إشكالات في مسألة المحرمية بعد أن يبلغوا، ونتمنى إذا كانوا صغارا جدا أن تجتهد في أن ترضعه أو ترضعها إحدى الأخوات، حتى تتكون نوع من العلاقة عن طريقة الرضاعة الذي يوسع دائرة الحنان والعطف والشفقة والترابط بين الناس في المجتمعات.
على كل حال السؤال واضح ومحدد، والمصلحة أن يكون في الحضانة، ثم باقي الوقت يكون معها، وأيضا هناك مصلحة أخرى، وهو خوفها المفرط عليه وشفقتها الزائدة عليه لن تكون في مصلحة هذا الطفل، وسيفقد جزءا من هذا عندما يكون في الحضانة مع الأطفال، ولذلك أيضا تكون المصلحة له من الناحية النفسية والناحية التربوية، وهو أيضا في مصلحة له بالنسبة للمستقبل، فإن خوفنا الزائد على أبنائنا والحماية الزائدة لهم لا تعود عليهم بالخير.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وسوف نكون سعداء إذا تواصلت معنا الخالة وتواصلتم معنا لنتابع مسيرة هذا الطفل الذي نسأل الله أن ينبته نباتا حسنا، وأن يثبت أجرنا وأجوركم جميعا، وأن يلهمنا السداد والرشاد، هو ولي ذلك القادر عليه.
وبالله التوفيق والسداد.