السؤال
أنا طالب جامعي، وبعمر عشرين سنة، أحببت فتاة مطلقة، وهي ليست من أقربائي, ولم يسبق لي الزواج من قبل, فهل أتزوج فتاة مطلقة؟ فقد أصبحت أفكر بزوجها السابق, وأتعب كثيرا من التفكير، رغم أني أحبها، ولكني أتخيلها معه، وكيف كانوا, وتفكيري أتعبني جدا.
أنا أعطي نفسي الأمل دائما إذا تزوجت بها أن أنسى؛ لأن فكرة الزواج قريبة, وهي مظلومة، وهي بعمر 18 عاما، فهل أتقدم لخطبتها؟ فأنا أخاف من شدة تفكيري، وأخشى أن يهدم حياتنا، ولا أريد أن أظلم البنت معي؛ لأني أفضل الزواج ببكر، لكني أحببت هذه الفتاة, فهل تنصحوني أن أتقدم لها؟ وذلك سيكون قريبا - إن شاء الله - وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ naif حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك - أيها الابن الكريم - في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يستخدمنا وإياك في طاعته، وأن يجعلنا ممن يتأدب بآداب هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة التي تدعوك إلى أن تخطب تلك الفتاة المطلقة، مكسورة الخاطر، ولكننا - إذ نؤيد هذه الفكرة, ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة - نريد أن نقول لك وبمنتهى الوضوح:
نحن لا ننصح بالاستمرار ما دام أنه توجد مثل هذه الوساوس، وهذه المشاعر، أما إذا تخلصت من هذه المشاعر السالبة وتخلصت من تلك الذكريات القديمة، فإننا نبشرك بأجر وثواب عند الله تبارك وتعالى.
أما إذا كانت الوساوس موجودة, وهذا الشعور موجودا, وستجد نفسك بعد ذلك في دوامة وفي أزمة، فالأفضل لك أن تترك الآن, فرغم صعوبة الترك الآن وكون القلوب مالت إلى بعضها – كما أشرت – إلا أن التمادي هو الأصعب، والدخول في علاقة مثل هذه هو الأصعب الذي سيجلب المشكلات، وقد يكون بعد ذلك الخروج منها من الصعوبة بمكان.
لذلك نحن نتمنى أن تقف مع نفسك, فإذا كانت هذه المشاعر السالبة مشتدة ومتراكمة، ولا يمكن التخلص منها, فلا ننصحك بالارتباط بهذه الفتاة، كما أرجو أن تعلم - وتعلم الفتاة – ضرورة إيقاف هذه العلاقة - التي لا أظن أن لها غطاء شرعيا -فالفتاة أجنبية عنك، فإذا كنت قد عرفتها فينبغي أن تتوقف، وبعد ذلك تحاول أن تأتي البيوت من أبوابها، وتحاول أن تطرق باب أهلها، ومن حقك أن تسأل عن أهلها وأسرتها، ومن حقها أن تتعرف على أهلك وأسرتك.
العلاقة بين الرجل والمرأة ليست مجرد علاقة فقط، لكنها حياة، ولكنها مشوار طويل، وممارسة ترتبط فيها المرأة برجل، وقد ينتج عن هذا الرباط ذرية وأبناء وحفدة.
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان, ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونتمنى أن تسأل العقلاء والفضلاء ممن حضرك وحضرها إذا كان هناك استعداد في البيئة وفي المجتمع لمثل هذه الزيجات؛ لأن هذا مما ينبغي أيضا أن ينظر له الإنسان بعين الاعتبار، وفي ذلك مصلحة للرجل ومصلحة للمرأة، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.