السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
القائمون على هذا الصرح الشامخ، أسأل الله العلي القدير أن يجزيكم عنا خير الجزاء.
سؤالي: لدي قلق واستخدمت دواء سبرالكس، وبدأت بجرعة 5 مل، وفي أول يوم من تناول الدواء سبب لي ضعفا في التركيز، وتشتتا في الانتباه، وكأنني في عالم آخر أو أشعر كأنني في حلم، ثم بعد مرور أكثر من 24 ساعة من وقت تناول الدواء رجعت إلى وضعي الطبيعي، وفي اليوم التالي أخذت الدواء وسبب لي نفس المشكلة: ضعف التركيز.
سؤالي: هل أوقف الدواء؟ ولماذا أصبت بهذه الحالة؟ وهل الدواء يسبب ضعف تركيز؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه توجد مجموعة من الأدوية ينتمي لها عقار سبرالكس، هذه المجموعة تسمى بـ (مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية) هذه أدوية ممتازة ورائعة جدا، وبجانب السبرالكس يوجد عقار بروزاك، وزيروكسات، وفافرين، وأدوية أخرى.
هذه الأدوية يعرف عنها أنها تعمل من خلال تنظيم كيمياء الدماغ، وهناك مواد معينة في الدماغ تعرف باسم (المستقبلات العصبية) تؤثر عليها هذه الأدوية، وفي بعض الحالات –حالات نادرة– حوالي 5-10% من الذين يتناولون هذه الأدوية –ومنها السبرالكس كما ذكرت– في الأيام الأولى يحدث نوع من الحساسية الزائدة لهذه المستقبلات العصبية، مما يحدث عنه فورة أو تهيج في إفراز مادة السيروتونين، وهذا قد يؤدي إلى قلق وتوتر وضعف في التركيز – كما ذكرت –.
إذن العملية عملية فسيولوجية بسيطة جدا، ويعرف أن هذا العرض غالبا يختفي بعد 5 إلى 6 أيام من الاستمرارية في تناول الدواء، وذلك بعد أن تحدث بعض المعادلة، أو الاستواء، أو الاستقرار الكيميائي.
هذا هو التفسير العلمي، ذكرته لك بصورة مبسطة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرته لك.
إذن الدواء لا يسبب ضعف التركيز أبدا، لكن حالة التفاعل الشديد أو الفورة التي حدثت، هي التي أشعرتك بذلك، وأنت بدأت بداية صحيحة وهي تناول الجرعة الصحيحة وهي 5 مليجرام.
نتعامل مع هذه الحالات من خلال طريقتين:
إما أن نخفض الجرعة، نجعلها 2.5 مليجرام يوميا لمدة أربعة أيام، بعد ذلك ترفع إلى 5 مليجرام لمدة أسبوع، ثم ترفع إلى 10 مليجرام.
والطريقة الثانية: والتي أفضلها أن نضيف أحد الأدوية التي تؤدي إلى استقرار كيميائي يمنع فورة وتهيج المستقبلات العصبية التي تفرز مادة السيروتونين – كما ذكرت لك–.
ومن هذه الأدوية دواء بسيط جدا، يعرف باسم (فلوناكسول) واسمه العلمي (فلوبنتكسول)، وهو من الأدوية الرائعة جدا في علاج القلق والتوتر، والجرعة التي نعطيها في مثل هذه الحالات هي نصف مليجرام صباحا ومساء لمدة أسبوع، ثم نصف مليجرام صباحا لمدة أسبوع أو أسبوعين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
فأخي الكريم: أمامك خيارات طيبة وجيدة، وأنا أعتقد تناولك للفلوناكسول –وهو متوفر في المملكة، ولا يتطلب وصفة طبية– قد يكون هو الحل الأمثل بالنسبة لك، وفي ذات الوقت يمكن أن تستمر على السبرالكس.
أما إذا حدثت لك صعوبات ومشاكل في التركيز بعد تناول الفلوناكسول مع السبرالكس، فهنا أقول لك أن السبرالكس في مثل هذه الحالة –إن حدث– يصبح دواء غير مناسب لك.
وهنالك خيارات كثيرة جدا، يمكنك من خلال التواصل مع طبيبك أن تتخير أحد هذه الخيارات الأخرى.
لدي نصيحة مهمة لك:
فيما يتعلق بالتعامل مع القلق، القلق يجب أن نحوله إلى قلق إيجابي، وذلك من خلال استثماره من أجل الانخراط في الأنشطة المختلفة: الرياضة، العمل -وأنا ألاحظ أنك لا تعمل، وهنا أدعوك بأن تبحث عن عمل (التواصل الاجتماعي بجميع أنواعه يساعد الإنسان كثيرا في القضاء على القلق، الصلاة في وقتها، والإكثار من الاستغفار، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم– وتلاوة القرآن، والالتزام بأذكار الصباح والمساء، فيه تفريج كبير للقلق، وللهم، وللغم.
أضف إلى ذلك أن تطبيق تمارين الاسترخاء والحرص عليها أيضا فيه خير كثير، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها، وتحاول أن تطبق ما ورد فيها من إرشاد، وأسأل الله أن ينفعك بذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.