السؤال
أنا الآن حامل في الأسبوع السادس والعشرين، وأنا أشعر بألم في بطني من أسفل - مثل ألم الدورة - منذ الأسبوع الثامن عشر, مع ألم أسفل ظهري، يأتي على شكل نوبات متفرقة مدتها ليست متساوية، ونزل مني دم مرتين على شكل نقاط خفيفة، ومع الفحص ظهر عندي التهابات واحمرار في عنق الرحم، وأخذت خمسة أنواع من التحاميل والكبسولات، لكنها تعود من جديد, وعملت فحوصات شاملة وصورة للبطن بشكل عام, ولا يوجد شيء - والحمد لله - ولا يوجد توسع، والمسكنات لا تأتي بنتيجة، وعند الوجع أشعر بجفاف في الفم، وألم ينزل إلى الأرجل من الأمام، وأشعر أن عظم الحوض ضعيف –أي: لا أستطيع المشي في وقت النوبة - وأشعر أن جسمي منهك من الألم, فما سبب هذه الآلام؟ وهل طلب الولادة في هذه المرة -حتى أرتاح من الألم- قرار سليم؟ وماذا أفعل عند النوبة فبطني يتحجر، والجنين لا يتحرك؟ وهل يوجد خوف على الجنين؟
أرجو منكم الاهتمام، والرد العاجل, وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
هناك تقلصات طبيعية تحدث للسيدات الحوامل، وتختلف قدرة السيدات على التأقلم، وتحمل هذه التقلصات من سيدة إلى أخرى، وتسمى تقلصات براكستون هيكس، وتزيد هذه التقلصات كلما اقترب موعد الولادة، حيث تشتد عضلة الرحم 30-60 ثانية - وربما حتى الدقيقتين - وهي تدعى أيضا تقلصات تدريبية؛ حيث تهييء الرحم للتقلصات الحقيقية أثناء الولادة.
وتوصف هذه التقلصات بأنها غير منتظمة الشدة والتواتر، وغير متكررة بانتظام، ولا يمكن التنبؤ بها - مفاجئة – وهي غير مريحة أكثر منها مؤلمة، ولا تزداد شدتها، وتنقص تدريجيا ثم تختفي.
وربما يرجع سبب هذه التقلصات إلى تدريب واستطالة عضلات الرحم؛ حتى تتمدد أكثر وتتسع لزيادة وزن الجنين، وكلما اقترب موعد الولادة فإن هذه التقلصات تعتبر مخاضا كاذبا، ويمكنها توسيع وتليين عنق الرحم.
وتحدث هذه التقلصات عندما تكونين مفرطة النشاط، أو جنينك مفرط الحركة، وعند لمس السرة، أو عندما تمتلئ المثانة البولية، وبعد الجماع، وعند هبوط الضغط، والشعور بالجفاف ونقص السوائل.
ومن الأشياء المفيدة التي تساعد على تخفيف ألم هذه التقلصات تغيير الوضع من الوقوف إلى الاستلقاء، وإذا كنت مستلقية فيمكنك الوقوف والمشي، ثم خذي دشا حارا لنصف ساعة أو أقل، ثم اشربي كأسي ماء لتجنب الجفاف المحرض للتقلصات، مع شرب كأس دافئ من الأعشاب أو الحليب، ومحاولة تفريغ المثانة البولية، وعمل تدليك خفيف على الرحم، ومحاولة النوم، ولا خوف على الجنين من هذه التقلصات.
المهم هو المتابعة مع الطبيبة المعالجة، وعمل تحليل بول وسكر أثناء الصوم، ومتابعة الجنين بالسونار للاطمئنان على مراحل النمو المختلفة, هذا فيما يتعلق بأسباب هذه التقلصات، وطريقة التعامل معها.
أما التفكير في الولادة في عمر 26 أسبوعا للجنين، فهذا غير مقبول طبيا؛ لأنه يعرض حياة الجنين للخطر، حيث يبلغ طول طفلك من رأسه إلى أخمص قدميه مع ساقيه الممدودتين حوالي 35.6 سنتيمترا، ويزن أكثر من 760 غراما بقليل، والوزن القياسي للجنين مكتمل النمو نحوا من ثلاثة كجم، والطول 50 سم؛ لذلك ما زال الجنين في هذه المرحلة بعيدا عن الوزن والطول الذي يضمن له الحياة حتى في الحضانة.
والحمل جهاد المرأة، وعليك بالصبر، ولك الأجر.
وفقك الله لما فيه الخير.