السؤال
السلام عليكم
ابني عمره سنتان، عصبي لأبعد الحدود، يصرخ ويبكي ولا ينام ليلا ويقاوم النوم، ولا يحب أن يلعب بشيء، وعندما يبكي يبقى لمدة ساعة أو أكثر، ولا يرضيه شيئا، ونومه بالنهار لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات، وهذا لعدم نومه في الليل، لا يشتكي من مرض، أخذناه عند أطباء كثر فقالوا بأنه: لا يوجد عنده شيء، ويقولون هذا طبعه.
أنا تعبت من قلة النوم، ماذا أفعل أريد الحل؟ لقد جربنا معه كل الوسائل فلم نستفد شيئا، وعندما يستيقظ من نومه ليلا يستيقظ بالصراخ، ويستيقظ في الساعة الرابعة صباحا رغم أنه يكون نائما في الساعة الواحدة، ويبقى يصرخ طويلا، أريد الحل فأنا لا أنام.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم المجد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر لك التواصل مع إسلام ويب أيتها الفاضلة الكريمة أولا، وأسأل الله تعالى أن يحفظ ابنك وأن يجعله من الصالحين!
الأمر الثاني: أنت تحملت بالطبع الكثير من صعوبات الحمل والولادة، وأنت الآن تواجهين بصعوبة لتنشئة هذا الابن، ونحن نقول لك هذه هي الحياة، وأن تتذكري أن هذا الابن نعمة عظيمة من رب العالمين، هذا يخفف عليك كثيرا.
الأمر الثالث: الأطفال يتفاوتون في طباعهم، هنالك من هو هادئ جدا، وهنالك من هو غير ذلك.
ونقطة أخرى مهمة: وهو أننا كثيرا ما نبني طباعا معينة في أطفالنا، خاصة في مرحلة النمو المبكر، وبعد ذلك يعتاد الطفل على منهجية معينة نجد من الصعوبة أن نتحملها بعد ذلك.
هذا الطفل حفظه الله ربما يكون يشتكي من مغص في هذا السن، والأطفال يشتكون من آلام البطن، والطفل في هذا السن لا يعبر إلا من خلال البكاء، أنا لا أحتم على هذا كثيرا، لكنها احتمالية كبيرة لا يمكن تجاهلها أبدا وأطباء الأطفال هم أكثر دراية في هذا الأمر، أنا أتصور أن الطفل في هذه المرحلة يتغذى من ثديك ومن المفترض أن لا تكون أي شوائب.
فلبن الأم هو أفضل شيء، أما إذا كان ابنك لا يرضع من ثديك فهنا أقول لك أن احتمالية عدم تحمله وسوء هضمه للحليب الخارجي قد يكون سببا، هذه مجرد احتمالات أحاول أن أضعها، فحاولي أن تذبي بابنك للطبيب مرة أخرى، واجعليه يقيمه، ويعرف أن هنالك ما يعرف بعد بالمسكنات البسيطة للأطفال قد تعطى من جانب الطبيب المختص؛ وذلك ليكون الطفل أكثر هدوء، هذا المنهج لا أؤيده كثيرا لكن لا أمنعه أيضا لكن إذا كان هنالك حاجات حقيقية يعطى الطفل دواء معين أو مسكن معين كما تفعله كثيرا من الأمهات هذا يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب المختص، فاقدمي على هذه الخطوة.
نقطة أخيرة مهمة جدا، أنا أؤكد لك أن هذه الأمور عابرة في حياة الأطفال، وعابرة في حياة الأمهات، وأنا أعتقد أنك إذا تجاهلت بكاء وصراخ الطفل سوف يتطبع على ذلك، لا تجعليه يتوقف عن البكاء من خلال التغذية، ويدخلك في إشكالات كثيرة، حاولي أن تأخذي قسطا من الراحة حين يكون طفل نائما حتى وإن كان نومه قصير.
عليك بالدعاء لطفلك، هذا مهم أيتها الفاضلة الكريمة، وتذكري أن هذه الذرية نعمة عظيمة من نعم الله تعالى، أنا أذكرك بهذه الأمور البسيطة، لكنها هامة ولا تحمل على نفسك عبئا ثقيلا.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.