ما سبب الغازات والانتفاخ الدائم في البطن؟

0 777

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية: جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من خدمة في هذا الموقع المتميز.

أنا أعاني من انتفاخ دائم في بطني، وأحيانا تكون الغازات كثيرة، وهذا الانتفاخ لا ينتهي، حتى وإن كانت بطني خالية من أي طعام! كما أن بطني لا يتناسب مع جسمي النحيف، ولا توجد ببطني أية دهون، وقد ذهبت إلى الطبيب وطلب مني تحليل براز، وكانت النتيجة هي: طعام غير مهضوم, ونسبة مخاط، فقمت بتحليل صورة دم كاملة، وكانت النتيجة سليمة – ولله الحمد -.

وقمت بعمل سونار على البطن، وكانت النتيجة غازات كثيرة بالبطن، وأعطاني بعض الأدوية وهي: (نورفلوكساسين تي زد) 500، و(كولونا) لمدة شهرين, ثم (كولوفيرين د)، ولم يحدث أي تحسن, وأشعر بالضعف والتعب من أقل مجهود، مع أني غير مدخن، كما أني أعاني من جفاف في جلدي، وعدم التركيز، مع العلم أن وجباتي الغذائية ممتازة، وآكل ثلاث أو أربع مرات في اليوم، ولم تحدث زيادة في الوزن، وألاحظ أن براز الصباح يكون لينا، وأحيانا يكون إسهالا، فهل أنا أعاني من طفيليات مثل: الجارديا أو غيرها؟

وآسف جدا على الإطالة, ولكن هذا الموضوع سبب لي مشاكل نفسية بسبب التعب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد صلاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: أود أن أشرح لك أسباب كثرة غازات البطن؛ لتتعرف عليها، فقد يكون عندك أحد هذه الأسباب فتتجنبها أو تعالجها.

1- تناول الطعام بشراهة وبسرعة دون مضغ؛ مما يساعد على دخول كميات كبيرة من الهواء مع الطعام.

2- المشروبات الغازية التي تحتوي على ثاني أكسيد الكربون، وهذه الغازات التي تتحرر تتجمع في المعدة، فإما أن نخرجها بشكل تجشؤ أو أنها تنزل إلى الأمعاء.

3- الإمساك الذي يؤدي إلى بقاء الطعام فترة طويلة؛ مما يسبب تخمرا في الطعام، وبالتالي الغازات.

4- بعض الأطعمة مثل: الحليب ومشتقاته تسبب زيادة في تشكل الغازات، خاصة عند الناس الذين يشكون من نقص خميرة، وخاصة بهضم الحليب، ويلاحظ المرضى آلاما وإسهالا وغازات كلما شربوا الحليب، ولا يحصل هذا الشيء مع تناول الزبادي ( اللبن).

4- البقوليات، والملفوف، والقرنبيط، والفجل، واللفت من الأطعمة المولدة للغازات.

5- استعمال النرجيلة، لأنها تدخل كمية كبيرة من الدخان أو الغازات إلى البطن، ومضغ العلكة - اللبان - والتدخين من العوامل التي تزيد من عملية بلع الهواء.

لذا: فعليك معرفة الأسباب التي ذكرتها والابتعاد عنها، فإن أكثر الطرق شيوعا لتقليل الإزعاج الناتج عن كثرة الغازات والانتفاخ هي: تغيير العادات الغذائية، وتناول الأدوية، وبعض الأعشاب، وتقليل كمية الهواء المبلوع قدر الإمكان.

6- هناك ما يسمى بزيادة عدد الباكتيريا في الأمعاء Small intestinal bacterial Overgrowth، وهي تنجم عن زيادة عدد الجراثيم الطبيعية في البطن، وتسبب الانتفاخ في البطن، وأحيانا التعب والإسهال، وفي بعض الأحيان نقص الوزن.

ولا بد أن الطبيب المعالج قد فكر في مثل هذه الإمكانية؛ ولذا أعطاك (نورفلوكساسين)، فإن لم تتحسن على هذا الدواء، فإنه يمكن تناول دواء آخر وهو: Augmenti 1000 mg مرتين في اليوم لمدة أسبوع.

وهناك بعض الأدوية التي تساعد على التقليل من غازات البطن بعد محاولة علاج الأسباب التي ذكرتها، ومن هذه الأدوية دواء يسمى: dysflatly ثلاث مرات في اليوم، والفحم المنشط الذي يعمل على تقليل الغازات فيزيائيا من خلال عملية الامتصاص.

بالإضافة إلى مركبات الإنزيمات الهاضمة التي تساعد بصورة كبيرة على هضم النشويات والكربوهيدرات، وتسمح للناس بتناول الأطعمة التي تسبب لهم غازات عادة.

أيضا الأدوية التي تحتوي على محلول - ألفا جالا كتوسيداز - وهو إنزيم ينقص الجسم لهضم السكريات الموجودة في الفول والبقول التي كانت لا تهضم أصلا، وتسبب الغازات، ويذكر أن الطهي الجيد للطعام، خاصة البقول يقلل الغازات المعوية، والانتفاخات بشكل ملحوظ.

ويجب أن نذكر هنا أن الغازات، وانتفاخ البطن من أعراض القولون العصبي الذي يترافق مع آلام في البطن، والتي يمكن أن تأتي أثناء القلق والتوتر، وقد يكون سبب الألم عندك: قيادة السيارة، خاصة مع الطرقات والزحمة، فإن الإنسان يتوتر ويقلق ويخشى أن يتأخر عن عمله، وهذا من شأنه أن يسبب ألما في البطن.

يفضل أيضا: عمل تحاليل لسوء الامتصاص، فإنه يمكن أن يسبب مثل هذه الأعراض، وكذلك عدم زيادة الوزن، ويسمى الداء الزلاقي anti-tissue transglutaminase antibodies (tTGA) or anti-endomysium antibodies (EMA

وإن كان طبيبك مختصا بالجهاز الهضمي، فيمكن أن يقوم بإجراء منظار، وأخذ عينة من أعلى الأمعاء الصغيرة.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مواد ذات صلة

الاستشارات