ما حكم البقاء مع زوج تارك للصلاة وشارب للخمر والحشيش؟

0 468

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة منذ شهر، وزوجي تارك للصلاة نهائيا حتى صلاة الجمعة لا يؤديها نهائيا، ويشرب الخمر كل فترة ويريدني أن أشرب معه كما أنه يشرب الحشيش يوميا باستمرار مع العلم أنه مهندس وله مهنة ثابتة.

كنت أعلم هذا كله منذ فترة الخطوبة، لكني لم أتركه؛ لأنه كان يحبني كثيرا وخفت أن يعاقبني الله إن تركته ودعوت الله أن يهديه، لكن الآن بعد شهر من الزواج لم يتغير أي شيء والحقيقة أنني لم أكن أعلم أن البقاء مع زوج تارك للصلاة حرام، وإلا لم أكن لأتمم الزواج، لأنني لم أتخيل مدى الحرمانية التي قرأتها صدفة على الانترنت.

الآن أنا حائرة تماما مما قرأته، فلم أجد غير الاستشارة، مع العلم أن زوجي يحبني كثيرا، ومن دوني تنهار حياته، وهذا سبب جعلني أتمسك به، لكن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لأنه يريدني أن أشرب معه الخمر، ولا يهتم لصلاتي، وكلما تحدثت معه حول هذه الأشياء كأنني لم أتحدث معه.

كما أنه يحب بشدة مشاهدة الأفلام الإباحية وهذا ما علمته بعد الزواج، ويطلب مني كثيرا أن أشاهدها معه لكني أرفض، وهو لا يهتم لنصائحي، والآن لا أعرف ماذا أفعل معه، وما الحكم الشرعي لحالتي؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبا بك – أختنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يصلح زوجك ويرده إليه ردا جميلا، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يجري الخير على يديك، ويجعلك مفتاحا للخير مغلاقا للشر.

لا شك – أيتها الكريمة – أن أهم صفات الرجل الذي ينبغي القبول به زوجا: حسن دينه وحسن خلقه، لما يترتب على هاتين الصفتين من آثار حميدة على الحياة الزوجية، وطالما أنك قد تزوجت بهذا الرجل وقدر الله تعالى إتمام هذا الزواج، فنصيحتنا لك أن تبدئي أولا بمحاولة إصلاح هذا الزوج، فبإصلاحه ستظفرين - بإذن الله تعالى – بثواب كبير، فإن الله وملائكته وأهل السموات وأهل الأرض يصلون على معلم الناس الخير، أي يدعون لمن علم الناس الخير، والدلالة على الهدى والصلاح، النصوص الشرعية في فضلها وفضل فاعلها كثيرة، وهذا الزوج بلا شك أحوج ما يكون الآن إلى من يأخذ بيده ويرده عن غيه، وأنت الآن أقرب الناس إليه.

فإذا احتسبت أجرك عند الله تعالى وبذلت وسعك في محاولة إصلاحه لعل الله تعالى يجعل هدايته على يديك، ووسائل إصلاح هذا الزوج كثيرة، أهمها: وعظه وتذكيره بالله تعالى وبلقائه، تذكيره بالجنة والنار، بالثواب والعقاب، فحاولي أن تسمعيه بعض المواعظ التي تصف له أهوال يوم القيامة وما فيها من شدائد، والنار وما فيها من كروب وهموم وعذابات، وفي المقابل أسمعيه ما في أوصاف الجنة من نعيم مقيم لمن أطاع الله تعالى واتبع رضاه.

حاولي كذلك – أيتها الأخت – أن تسلطي عليه الأقارب الصالحين، فإن الإنسان يتأثر بمن يجالسه ويصاحبه، حاولي أن تنشئي علاقات أسرية مع الأسر الصالحة، لعله يتأثر بالرجال.

واجتهدي في دعاء الله تعالى وسؤاله أن يصلحك ويصلح زوجك، وتحري أوقاتا يغلب فيها الرجاء بالإجابة كالدعاء في آخر الليل وبين الأذان والإقامة، وفي حال السجود، وأدبار الصلوات، فإذا بذلت ما في وسعك في محاولة إصلاح هذا الزوج ورأيت أنه لا يتغير ولا يستجيب لمحاولة الإصلاح فإن الخير لك في فراقه، هذا كله ما لم يؤد بقاؤك معه إلى وقوعك في معاصي الله تعالى، فإذا كان سيكرهك على شرب الخمور – والعياذ بالله – أو نحو ذلك من المفاسد والآثام، فإن عليك أن تفارقيه، فإن من مبررات طلب المرأة للطلاق فساد دين الرجل، ولا فساد أعظم من تركه للصلاة، وارتكابه لهذه المحرمات الكبيرة كشرب الخمر والحشيش، ولكننا نصحناك أولا بمحاولة إصلاحه، لعل الله تعالى أن يهديه ويصلح شأنه، فإذا رأيت أن هذا لم يتحقق أو أنك ستقعين في مفسدة فبادري إلى فراقه، وسيجعل الله عز وجل لك خلفا وعوضا، فإنه قال سبحانه وتعالى: {وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته}.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات