صرت بعد الالتزام أرى إعفاء اللحية رياء .. فما النصيحة؟

0 462

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب كنت قد بدأت الالتزام, ولكن مع مرور الوقت ضعفت نوعا ما, وإيماني نقص, بعدها والحمد لله أصبحت أفضل من ذي قبل, لكن لم أعد أستطيع أن أعفي لحيتي, أو أن أتكلم مع أحد في الدين, وأصبحت أرى كل شيء رياء, ومنها اللحية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ العرباوي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب, وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت, وإنا لنسأل الله الكريم أن يبارك فيك, وأن يرزقنا وإياك حسن الطاعة وحسن العمل.

الأخ الحبيب: نحب أن نجيب على تساؤلك في عدة نقاط:

1- لقد أخرج عدد كبير من الأئمة كأحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" والحديث يشير إلى أن الخطأ والمعصية وارد أن يقع فيها بعض أهل الصلاح, لكن سريعا ما يعودون إلى ربهم ويندمون على ما فعلوا, ويعزمون على عدم العودة.

2- أهل الصلاح والطاعة يفترقون كذلك فيما بينهم, فهناك من يجلس ليحلل الأسباب التي أوقعته في المعصية, ويجتهد في حلها, وهذا يعلو منسوب إيمانه؛ لأنه يتفقد نفسه ويحاسبها, وقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).

وأما الصنف الآخر فهم الذين يتأثرون بالمعصية, ويبكون على فعلها ويندمون, ولكنهم سرعان ما يعودون إلى ذلك، وآفة هؤلاء إن مضى الوقت عليهم مع كثرة الذنوب يجرؤهم -والعياذ بالله- عليها, حتى يأتي عليهم الوقت الذي لا يبالون بما يفعلون، أعاذنا الله وإياك والمسلمين من ذلك, فانتبه واسلك طريق من نجا.

3- من أساليب الشيطان إذا رأى العبد يهرول إلى ربه أن يلبس له الحق بالباطل، فيأتيه ليخبره مثلا: أنه لا ينبغي أن يعظ غيره حتى إذا وقع هو في الخطأ لا يلام الإسلام بسببه, أو يزهده في إعفاء اللحية حتى لا يسيء إلى أهل الصلاح، أو يوسوس إليه أن عمله رياء حتى يقعده عن العمل.

وهذه كلها أساليب شيطانية, والغرض منها صرف العبد عن الطاعة وأهلها، فالأمر بالمعروف وفق الضوابط الشرعية واجب، والتقيد به يربي عند المسلم الشعور بالمسؤولية تجاه الدين، ويبصر المجتمع به على أنه من أهل الصلاح، وهذا يدفعه إلى عدم ارتكاب المعاصي على الأقل أمام من عرف الناس صلاحه، وهذا يجعل احتمال المعصية متضائلا, ولذلك يقذف الشيطان مثل تلك الوساوس.

أما الرياء فهو مصيبة -نسأل الله المعافاة منها- لأنه يحبط العمل، لكن هناك فارق بين العمل والرياء, وهذا يجب أن تنتبه إليه، فإذا أتاك الشيطان موسوسا لك على عمل تقوم به أنه للناس وأنت تفعل هذا الخير فلا ينبغي عليك أن تتوقف, بل يجب عليك أن تجدد النية فقط، وتبادر إلى العمل, ولا يضرك بعد ذلك ما يقذفه الشيطان في قلبك.

واستمع إلى الإمام الذهبي وهو يقول " العمل لأجل الناس رياء ........ لكن ترك العمل من أجل الرياء شرك" فأقدم -بارك الله فيك- على كل عمل دعوي، وننصحك بما يلي:

1- الاجتهاد في التعرف السريع على صحبة صالحة تقية نقية, فإن المرء ضعيف بنفسه, قوي بإخوانه, والذئب إنما يأكل من الغنم القاصية.

2- الاجتهاد في أن يكون لك ورد لا يعرف به أحد إلى الله, وهذا ينمى عندك الإقبال على الله ومراقبته, وبذلك يزيد الإيمان.

3- دراسة أسباب الوقوع في المعصية بطريقة هادئة ومنصفة, والعمل على إزالتها.

4- كثرة الدعاء إلى الله في السحر, فإن للدعاء سرا, وسهام الليل لا تخطئ, والله قال: "ادعوني استجب لكم"

نسأل الله أن يبارك فيك, وأن يحفظك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات