أنفر من زوجتي ولا أحبها لأنني لم أرها قبل الدخلة، فما الحل؟

0 305

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب متزوج منذ 10 أشهر, وعمري 26 سنة, وأنا جامعي, وغير مدخن, ولا أفعل أي محرمات.

عندي مشكلتان, وأريد استشارتكم:

المشكلة الأولى: أعاني من نفور من زوجتي ولا أحبها, ولا أستطيع العيش معها, والسبب أني لا أراها جميلة أبدا, وقد تزوجتها على العادات القديمة بدون نظرة شرعية, واكتفيت برؤية أهلي لها, ولكن أهلي كذبوا علي ولم يذكروا أنها ليست جميلة, واتفقوا فيما بينهم على الكذب علي بحجة أن تدينها يكفي.

وبعد الزواج صدمت برؤيتها, ولم أصدق نفسي وحاولت جاهدا أن أتقبلها؛ لأنه لا مجال للطلاق, وليس لها ذنب, ولكن دون جدوى, والحال لم يتحسن, وأخاف أن تتغير معاملتي لها وهي الآن حامل.

المشكلة الثانية: لا أفرح, ولا أحزن, ولا أشعر بالمتعة خارج أو داخل المنزل.

كنت أبكي في أول شهر من الزواج؛ لأني في وضع صعب, والآن لا أستطيع البكاء.

قبل شهور توفى عمي, وبعدها بأيام توفت جدتي ولم تنزل مني دمعة.

عسى الله أن يكتب لكم الأجر والثواب, على هذا الموقع المتميز.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ mohmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك – ابننا الكريم – في الموقع، ونقدر ما أنت فيه من معاناة ومشاكل، ونشكر لك هذا التواصل، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونسأل الله الذي يؤلف بين القلوب, أن يؤلف بين قلبك وقلب هذه الزوجة.

الذي أسعدنا وأعجبنا أنك قلت لا ذنب لها، وأرجو أن تعلم أن جمال الدين هو الجمال الفعلي، ورغم خطأ الأهل فيما ذهبوا إليه إلا أنك مضيت في هذه العلاقة حتى أصبح لها جنين، فأرجو أن تحسن إليها، وتعطف على طفلها، لأن أي توتر وضيق في هذه المرحلة سيلحق أضرارا كبيرة بهذا الجنين، ونسأل الله أن يعينك على احتمال هذا الوضع.

ونذكرك بأن أي امرأة لها حسنات، فحاول أن تتذكر إيجابياتها وحسناتها، وتذكر أن أي امرأة قد يكون فيها أيضا إيجابيات ولها كذلك سلبيات، فمن الذي ما ساء قط، ومن له الحسنى فقط؟!

لذلك نرجو أن تعيد النظر مرة ثانية، والنبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخرا) فحاول ثم كرر المحاولات، وتذكر الإيجابيات، وضخم هذه الإيجابيات، وتذكر أن لها مولودا سيكون ابنا لك، واعلم أن الإنسان إذا صبر على مثل هذه الأحوال, واحتسب عند الله - تبارك وتعالى - سينال الأجر الكثير والثواب العظيم عند الله - تبارك وتعالى -.

ولا يخفى عليك أنه لا مانع مستقبلا من أن يتزوج الإنسان بزوجة ثانية، لكن ليس له أن يظلم الأولى, أو يقصر في حقها, أو يظلمها بأخطاء غيرها، ونسأل الله أن يعينك على حسن التعامل مع هذا الوضع، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يرزقك الذرية الصالحة التي تعوضك عن هذا الذي فقدت.

وبهذه المناسبة نوجه لومنا لكل أسرة تتخذ هذا السبيل، وتمنع الشاب من أن يرى المخطوبة، أو تمنع الفتاة، وأن تجبر الفتاة على شاب معين، فإن هذا لا يرضاه الله - تبارك وتعالى- ويدفع ثمنه الأبناء والبنات، بل الأطفال من بعد ذلك، ونسأل الله أن يرفع الجهل عن أمة النبي - صلى الله عليه وسلم – وأن يردنا جميعا إلى الحق ردا جميلا، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أما بالنسبة للمسألة الثانية: فلا تحمل نفسك فوق طاقتها، ولا تحاول أن تعيد شريط المصيبة التي حصلت معك, والواقع الذي حدث معك، لأن إطالة زمن الأحزان نهايته الأمراض، وأكثر أمراض العصر على صلة بهذه التوترات, وعلى صلة بهذا الضيق، واعلم بأن سعادة الإنسان في أن يكون راضيا بقضاء الله تعالى وقدره، ومما يعينك على الصبر على هذا الوضع: أن تنظر دائما إلى من هم أقل منا في العافية وفي الدين وفي المال، وفي كل شؤون الدنيا، أما في الدين فينبغي أن ننظر إلى من هم فوقنا.

إذن في الدنيا ننظر إلى من هم أسفل منا، إلى من هم أقل منا، حتى نحمد الله ونعرف مقدار النعم، أما فيما يتعلق بالآخرة فننظر إلى من هم فوقنا في ديننا، فنتأسى بهم، ونسير على دربهم وركابهم.

نكرر شكرنا لك على التواصل مع الموقع، ونسأل الله تعالى أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يؤلف بينك وبين زوجتك، وأن يرزقكم الذرية الصالحة، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات