أشعر أني أعمل كالإنسان الآلي ولا أشعر بوجودي.. أفيدوني

0 313

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أود أن أشكركم على هذا الصرح العملاق الذي ساعد أناسا كثيرين على تشخيص حالاتهم دون الرجوع إلى طبيب، ونسأل الله تعالى أن يكون هذا في ميزان حسناتكم.

منذ ثلاثة أشهر انتابتني حالة من الخوف الشديد جدا، واستمرت تلك الحالة لمدة أسبوع، ثم انتابتني مرة أخرى، ومن بعدها أشعر بشعور مزعج للغاية، ويكاد هذا الشعور أن يفقدني صوابي، وهو أني أصبحت غريبا عن نفسي أو أني شخصية غير موجودة، ولا أشعر بوجودي شخصيا، وأشعر أني أعمل كالإنسان الألي، وهذا الشعور سبب لي حالة من القلق الدائم، وكثرة التفكير ليلا ونهارا، ولا أستطيع التخلص من هذا التفكير.

وأخذت عقارا يسمى كالميبام 3 مل شعرت معه براحة إلى حد ما، وكنت أستطيع النوم، ولكني لم أتناول منه سوى 5 حبات، ثم تركته لأني لم أجد أحدا يرشحه، وعندما بحثت عن استشارات مشابهة لحالتي وجدت أن من الأفضل تناول عقار سيبرالكس 10 .

وبالفعل منذ ثلاثة أيام، وأنا أتناول نصف حبة بعد ترك الكالميبام مباشرة بالإضافة إلى عقار دوجماتيل 50، ولكن السبرالكس سبب لي أرقا كبيرا قبل النوم، وأثناء النوم، وكل ما أود منكم هو التشخيص الدقيق؛ لأني لا أستطيع الذهاب إلى الدكتور، ولا أستطيع تحمل هذا الشعور، كما أني أخشى من تطور الوضع، وأريد من سيادتكم، وصف دواء يساعدني من الخروج من تلك الأزمة، ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معتصم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، وثقتك بإسلام ويب، وعلى كلماتك الطيبة، وإسلام ويب تحاول أن تساهم بقدر المستطاع كما ذكرت وتفضلت في مساعدة الناس، ولكن قطعا لا نستطيع أن نقول أن إجابتنا على الاستشارات هي بديل عن مقابلة الطبيب، ففي بعض الأحيان مقابلة الطبيب قد تكون مهمة، ونحن دائما نحرص على توجيه الإخوة والأخوات لمقابلة الأطباء متى ما كان ذلك ضروريا، أشكرك مرة أخرى أخي على مشاعرك الطيبة.

وبالنسبة لشكواك قطعا أنت تعاني من شيء من القلق الاكتئابي، لكن -إن شاء الله تعالى- درجته ليست درجة كبيرة، أو مطبقة -فيا أخي الكريم- المزاج قد يتعسر، وقد يصاب الإنسان بالكدر والقلق لأسباب حياتية سلبية، أو في بعض الأحيان يكون الأمر ليس ناتجا من أي سبب.

من المخارج الطيبة في مثل هذه الحالات -أخي الكريم- هو أن يلجأ الإنسان إلى التفكير الإيجابي، وأن يعيش على الأمل والرجاء، وأن يكثر من الدعاء، وأن يكون أقرب إلى الله تعالى فهذا -يا أخي الكريم- لا شك أنه يبعث على الطمأنينة.

الأمر الآخر، والذي أراه مهما جدا هو أن تسير حياتك ضد مشاعرك، متى ما أتتك الرهبة، أو الخوف، أو القلق، أو الاكتئاب فاهزم كل ذلك من خلال إدارة وقتك بصورة ممتازة، وأن تصر على أن تقوم بواجباتك، والأفعال والأعمال، وكل متطلبات الحياة، واعلم أن ذلك يحتاج إلى مجاهدة كبيرة، لكن -أخي الكريم- من جرب هذا المنهج، وصبر عليه وجد في نهاية الأمر أن المشاعر تتبدل بصورة إيجابية جدا.

فيا أخي الكريم: هذا التأمل الإيجابي مطلوب جدا ليخرج الإنسان نفسه من حالات القلق والاكتئاب.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أتفق معك أن عقار سبرالكس عقار متميز، لكنه فعلا قد يؤدي إلى الأرق؛ لذا أنصحك بتناوله في فترة الصباح، جرعة الـ(5) مليجرام أجعلها يا أخي (10) مليجرام تناولها صباحا، وفي المساء تناول عقار تربتزول Tryptizol والاسم العلمي هوامترتلين Amtriptyline تناوله بجرعة (25) مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم توقف عنه واستمر على السبرالكس بجرعة (10) مليجرام لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، وبعد ذلك اجعلها (5) مليجرام يوميا لمدة شهر ثم (5) مليجرام يوما بعد يوما لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

بالنسبة للدوقماتيل لا مانع من تناوله لمدة شهر أو شهرين، بعد ذلك توقف عنه، أما بالنسبة لكالميبام فهذا الدواء فيما يظهر لي أنه ينتمي لمجموعة البنزودايزين، وهي أدوية بالفعل تساعد على الاسترخاء والنوم، لكنها قد تؤدي إلى الإدمان، فيا -أخي الكريم- حاول أن تبتعد عنه، وأعتقد أنك قد اتخذت هذا القرار الراشد، فأرجو أن تحسن صحتك النومية من خلال ممارسة الرياضة، وتجنب شرب الشاي والقهوة في فترات المساء، وأحرص على الأذكار، وحاول قبل النوم أن تكون في وضع استرخائي.

وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات