ندمت على علاقتي المحرمة بشاب أحببته.. ولكن ماذا أفعل؟

0 433

السؤال

أشعر بالندم، ولكن لا أدري ماذا أفعل أشعر بأنني خسرت نفسي، أغرمت بشاب منذ فترة طويلة، مع أنه لم يعدني بشيء، لكن وجوده معي كان أكبر، كنت أتكلم معه في اليوم بما يتراوح من 10- 12 ساعة يوميا، كان كل شيء لي، استمرت علاقتنا لمدة سنتين، كنا نتكلم ونتكلم دون توقف.

كنت أتركه ولا يقبل أبدا غير أن نكون سويا، كنت أبكي ولم أكن أعرف أنه لا يجوز، ولكن وجوده معي كان ينسيني كل شيء، كنا نتكلم عن كل شيء، وكنا نتكلم (على الكاميرا) كان يراني من دون حجاب.

مرت الأيام وقال لي: إنه خطب، ولا يريدني أن أتركه يريدني أن أبقى معه، قال: إنه لا يعتبرني زوجة، بل يراني كأي شخص معه فقط، قال: إنه يحبني، وأني كل شيء بالنسبة له، ولكنه لا يعتبرني زوجة، ويترجاني أن أبقى معه، لكنني رفضت؟ لم يتقبل عقلي الوضع، قال لي: (إن الأمل عمى على عيونه) كنت أريده أن يتغير، ولكنه لم يتغير، ولم يعدني بشيء، لكنه يحبني بكيت كثيرا، وتعبت كثيرا، ليس عليه، ولكن على حالي، لقد قتلني، لم أعد أعرف من أنا، فأنا أصلي وأصوم وأعرف الله، أحب أهلي كثيرا، أشعر بأني خسرت كل شيء، فأنا أشعر الآن أني لست بنت أبي، لست الفتاة التي وثق بها الناس، أشعر أني غششت كل شخص أعرفه، وخنت كل شخص.

لم أعد أعرف من أنا! عندما يمدحني شخص أحبس نفسي بالغرفة، وأجلس أبكي؛ لأني سيئة، كنت أتكلم معه دون حجاب، دون مرعاة الله دون أي شيء، كنت أخاف أن أخسره، كنت أخاف من الدنيا عليه، وهو لم يفكر بي، ندمت على كل دقيقة.

الشعور بالذنب سيقتلني، أشعر أني سيئة، وأنانية، فتاة أتت من الشارع، أرغب أحيانا أن أقول لكل الناس، أني لست كما تظنون، وأني سيئة جدا، ماذا أفعل لست أدري؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ muna حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة – ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ابنتي الفاضلة: لا تبكي على اللبن المسكوب، وعودي إلى الله علام الغيوب، ولا تقولي (لو كان كذا فعلت كذا)، ولكن قولي: (قدر الله وما شاء فعل) فإن لو تفتح عمل الشيطان، والبكاء على تلك الأيام التي مضت، وتلك الأخطاء التي وقعت فيها، والدوران حول النفس، هذا ما يريده الشيطان من أجل أن يدفع بك إلى الهاوية، حتى تفضحي نفسك وتخرجي عن وقارك، فتوبي إلى الله، فإن الله تواب، رغم الإساءة والتقصير فإن الله يغفر الذنوب جميعا، بل هو غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى.

فأنت مطلوب منك أن تتوبي إلى الله توبة نصوحا، ونبشرك بأن التائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، وأن الله تبارك وتعالى يقبل من يعود إليه ويرجع إليه، وهو القائل: {وأنا التواب الرحيم} وهو القائل: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات} وهو القائل: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}.

مهما كانت صفحات الإساءة، ومهما كانت أيام الإساءة، {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.

وما حصل بينك وبين هذا الزميل المذكور ليس حبا بل هو إعجاب، مجرد إعجاب، وكان تضييعا للوقت، ولكن على كل حال: احمدي الله تعالى على أن هذه العلاقة لم تتطور إلى ما هو أسوأ، وأقبلي على حياتك الجديدة بأمل جديد وبثقة في الله المجيد سبحانه وتعالى.

وإذا كان الناس يظنون بك الخير، فأنت أعلم بنفسك من الناس، والله أعلم بك منك، لكننا دائما ننصح من يحسن الناس الظن به أن يرتفع إلى حسن ظنهم، وأن يترك ما يغضب الله تبارك وتعالى، وأن يجتهد في أن يكون في أعلى، وفي أكمل وفي أحسن درجات التقرب إلى الله تبارك وتعالى.

عليك إذن أن تبدئي صفحة جديدة، وأن تطوي صفحة ذلك الإنسان، ولا تقفي طويلا أمامها، فإن ما كان يحدث لم يكن يرضي الله تبارك وتعالى، ويؤسفنا أن يوجد في الشباب ذئاب يعبث بمشاعر البنات، والإسلام (ابنتي) لا يعرف بعلاقة زمالة بين رجل وامرأة إلا في حدود الوظيفة، وبالقدر الذي يتطلبه العمل، والأفضل ألا يكون هناك اختلاط، والإسلام لا يعترف بعلاقة ليس لها أهداف نبيلة معلنة هدفها الزواج، ولا يعترف بعلاقة تكون في الخفاء، ونحن بلينا بوجود النساء مع الرجال، والإسلام دين يباعد بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال.

من هنا نحن ندعوك إلى التوبة، وإلى الستر على نفسك، وإلى طي تلك الصفحات، وتذكري أن هذا الزميل الذي كنت مخدوعة به فيه من العيوب ما لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى، وكفى بهذا الإهمال، وعدم التجاوب عيبا، والإسلام لا يعترف بهذه العلاقة التي ليس لها هدف، ولا يرضى بهذه العلاقة التي كانت خلف علم الأهل وعلم الناس جميعا تتمدد في هذا الفضاء، وفي هذا الفراغ الذي يقودكم فيه الشيطان عدونا نحن معشر الإنسان.

لا تبالي بما يحدث من الناس، ولكن تعاملي مع رب الناس سبحانه وتعالى، وإذا كان الناس قد أحسنوا بك الظن، فنحن ندعوك إلى أن ترتفعي إلى مستوى ظنهم، وتستري على نفسك، فإن الإنسان إذا مدحه الناس ينبغي أن يمدح رب الناس الذي ستره وستر عيوبه عن الناس، فإنما يحصل لنا من احترام وإكرام هو دليل على جميل ستر الله علينا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يعينك على ستر نفسك، وطي تلك الصفحات إلى الأبد، وأرجو أن تتخلصي من كل ما يوصلك لذلك الرجل، حتى لو اضطررت أن تغيري مكان العمل، وتغيري الهاتف، وتغيري وسائل الاتصال، وتبدئي صفحة جديدة، كوني فيها مع الصالحات، وتوجهي فيها إلى رب الأرض والسموات، واعلمي أن خيرا للمرأة أن تبتعد عن أماكن الرجال والشبهات.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، والأمر بيدك، فلا تنظري بهذا المنظار الأسود، واحمدي الله الذي سترك، وتوبي إليه فإنه يقبل توبة التائبين، ويحب التوابين ويحب المتطهرين، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات