السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 14 عاما، مشكلتي هي الإمساك الشديد ( أقل من ثلاث مرات في الأسبوع )، وطبعا يسبب لي هذا الإمساك الألم الشديد في البطن، وقد بدأ هذا الإمساك منذ سنة كاملة, وصاحبه ظهور رائحة كريهة في جسمي مع حرارة، خصوصا في منطقة البطن، ويزداد عندما يكون الجو حارا، عادة أنا لا أشم الرائحة، بل يشمها من حولي.
مع العلم أني محافظة على نظافتي الشخصية، فأنا أغتسل مرتين يوميا, وأستعمل مضادات التعرق، والكريمات المعطرة والمرطبة, وأحافظ على نظافة أسناني.......الخ.
نتيجة لهذا أصبحت في حزن شديد، وانعزال عن الناس، وكرهت المدرسة لتهامس الزميلات علي، ولظلمهم لي ( يعتقدون أني غير محافظة على النظافة الشخصية )، وأيضا منعت نفسي من كثرة الثوم والبصل، وكثرة البهارات، فهل للإمساك علاقة برائحة جسمي الكريهة؟ وإن كان كذلك ما علاجه؟
وفوق هذا كله، فأنا أعاني أيضا من غازات ورياح كثيرة، وانتفاخات في البطن تسبب لي الإحراج الشديد، وقد بدأ هذا معي منذ أربع سنوات، ولم تتوقف حتى الآن، منعت نفسي من الفول والعدس .... الخ، لكن هذا لم يجد نفعا, جربت شرب بعض الأعشاب كالنعناع وأزهار البابونج، ولم تنفع أيضا، فما علاج هذه الغازات؟ وهل هذا كله يعني أني مصابة بالقولون؟ وإن كان كذلك فما علاجه؟
وفي النهاية أشكركم مقدما، وأعتذر عن كل هذا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ همسي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن الإمساك قد يسبب خروج غازات ذات رائحة نفاذة، إلا أنه لا يسبب أن يكون هناك رائحة للجسم، فإن كان هناك للبراز رائحة شديدة، فقد يحصل هذا عند من يتناول كميات كبيرة من اللحوم, وعند النباتيين بسبب طبيعة الأكل, وبعض الناس لا يقوم الجسم بهضم بعض الأطعمة، فيسبب ذلك رائحة براز كريهة عند تناول كميات زائدة من البيض, وبعض الأطعمة, ويمكن ملاحظتها بنفسك؛ لكي تعرفي إن كان هناك نوع معين من الأطعمة, خاصة البصل, والثوم, أو أنواع أخرى تزيد معها الرائحة.
وللتخلص من الإمساك عليك بالإكثار من الخضار، والإكثار من شرب السوائل والمشي اليومي إن أمكن، وتعويد الجسم على التغوط اليومي، وعدم كبت الإحساس بالحاجة للتغوط حسب الإمكان، والإقلال من الشاي ومشتقات الحليب، وتناول تفاحة خضراء يوميا في الصباح، وإن أمكن تناول التين المجفف المنقوع في الماء.
وبالنسبة للغازات، أهم أسباب زيادة الغازات في البطن:
- "بلع الهواء" يعتبر أحد أكثر الأسباب شيوعا للإصابة بالغازات في المعدة، ويفعل الجميع ذلك دون أن ينتبهوا لذلك وهم يتناولون الطعام والشراب، ويعتبر الأكل بسرعة، ومضغ العلكة (اللبان)، والتدخين من العوامل التي تزيد من عملية بلع الهواء هذه.
- بعض الأطعمة مثل البقوليات والملفوف والزهرة (القرنبيط)، وأكثر الطرق شيوعا لتقليل الإزعاج الناتج عن كثرة الغازات والانتفاخ هي تغيير العادات الغذائية، وتناول الأدوية، وبعض الأعشاب، وتقليل كمية الهواء المبلوع قدر الإمكان.
- والعديد من الأدوية التي لا تستلزم وصفات طبية لصرفها متوفرة لعلاج الأعراض الناشئة عن زيادة الغازات، بما في ذلك مضادات الحموضة المحتوية على مستحضر السايميثاكون، والفحم المنشط الذي يعمل على تقليل الغازات فيزيائيا من خلال عملية الامتصاص.
- للتخلص من الغازات يجب التوقف عن المشروبات الغازية، ويجب مضغ الطعام ببطء وجيدا، والفم مغلق، وعدم استخدام العلكة.
- الطهي الجيد للطعام، خاصة البقول كالفول والبازلاء، يقلل الغازات المعوية والانتفاخات بشكل ملحوظ.
يمكن تناول دواء Dysflatyl ثلاث مرات في اليوم إن لم تنجح الإجراءات السابقة، ووجود الامساك والغازات هي من أعراض القولون العصبي إلا أنه يمكن للإمساك أن يسبب الغازات، فإن لم يكن هناك آلام، وإن لم يكن هناك خروج للمخاط، فقد يكون السبب هو فقط الإمساك، ويمكن عند التخلص من الإمساك أن تتخلصي -إن شاء الله- من الغازات.
بالنسبة لرائحة الجسم النفاذة، ففي معظم الأحوال يكون السبب هو النظافة الشخصية, ولا أعتقد أن هذه هي المشكلة عندك؛ لأنك تغتسلين كما قلت مرتين في اليوم, إلا أنني أفترض أنك تغتسلين يوميا للتخلص من التعرق في الجسم, وما يتركه من فضلات على الجلد, تسبب رائحة غير مقبولة, وخاصة أن بعض الأشخاص لهم رائحة تعرق نفاذة, بسبب زيادة نمو البكتيريا في الإبطين بسبب الرطوبة المستمرة.
من أسباب الرائحة غير المقبولة تناول بعض الأطعمة, مثل: البصل, والثوم, والبهارات, وهذه الروائح تخرج مع العرق, فتكون في جميع الجسم, ومنه أيضا اضطراب الهرمونات - كما هو في مرحلة المراهقة- فتجد لهم رائحة نافذة, وكذلك تخرج رائحة نافذة عند من يعانون من اضطرابات نفسية, أو الإجهاد الجسدي.
في بعض الأحيان يكون السبب وراثيا, كأن يكون هناك نقص في أحد الإنزيمات في الجسم, والذي يتبعه تراكم بعض المنتجات في الجسم, والتي قد تسبب هذه الرائحة.
من الأمراض التي تسبب رائحة زائدة هي السكري عندما لا يكون منضبطا, أو بسبب أمراض الكلى, أو الكبد, أو اضطرابات الغدة الدرقية.
لذا فإن عليك الاستحمام يوميا بالصابون, واستخدام فوطة مبللة بالماء والصابون لتنظيف مناطق الإبط, والمغبن, ومنطقة الشرج, ويفضل أن يكون حماما بخاريا, أو ساونا، فهذا يخلص الجسم من المتبقي على الجلد.
ويمكن وضع ماء الأكسجين (Oxygen peroxide 3%) ملعقة في كوب من الماء, ومسح الإبطين به للتخلص من الرائحة الزائدة, وكذلك استخدام مثبطات التعرق.
ويجب تنظيف منطقة الشرج بالماء بشكل جيد, ثم تنشيفها بلطف, ويجب لبس الملابس القطنية الفضفاضة.
ويمكن تناول ملعقة من الكلوروفيل, وهو يباع في الصيدليات بشكل سائل, ثلاث مرات في اليوم مع الطعام, ويمكن وضع بودرة في مناطق التعرق, أو على الجسم بعد الاستحمام اليومي.
إن استمر الوضع فيجب مراجعة طبيبة.
والله الموفق.