السؤال
أولا: أشكركم على جهودكم، وسعة صدوركم لمشاكلنا التي وجدت الجهة الموثوقة لاستشارتها.
أنا مقبل على الزواج، وقد خطبت واستمرت الخطبة فترة سنة، وهي من أقاربنا وبيننا توافق وانسجام إلى حد بعيد رغم أنها تصغرني بـ 9 سنوات.
وقد تم عقد القران، وتمت بيننا 4 لقاءات؛ لأني قبل هذا ممنوع من رؤيتها، وكان تواصلنا بالمحادثة -المسنجر- فقط، وقد تم العقد نظرا لظروف عملي ببلد شقيق، ولتسهيل إجراءات الإقامة.
في الحقيقة تساورني مخاوف متنوعة من الزواج بين الخوف من قلة الرزق كأن تكثر طلبات الزوجة والمصاريف، خصوصا أننا في زمن أصبحت الكماليات شبه أساسيات مثل الجوالات وغيرها.
أتخوف من الملل خصوصا أننا سنكون ببلد غربة، وليس لدينا معارف وأقارب، وبالتالي أغلب الوقت سنكون وحدنا، خصوصا بعد عملي من الصباح الباكر حتى المغرب.
نحن بطبيعتنا في بلدنا العلاقات الاجتماعية تستهلك وقتا طويلا، وتسلية عظيمة للمرأة، بحيث يصبح هناك توازن وإشغال لها، وأخشى أن يكون فراغها أو بقائنا وجها لوجه وقتا طويلا يجر المشاكل والملل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يبارك لك في أهلك، وأن يبارك لهم فيك، وأن يلهمهم السداد والرشاد، إنه ولي ذلك والقادر.
نريد أن نقول أن الرزق بيد الله تبارك تعالى، والمسلم لا يخاف على رزقه؛ لأن الله تكفل بالأرزاق، والزوجة تأتي برزقها، والأطفال يأتون بأرزاقهم، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، ونسأل الله أن يوسع عليكم في الرزق، وأن يبارك لكم في أرزاقكم.
لسنا مكلفين في الهم والغم من أجل الرزق؛ لأن العظيم تكفل به، بل كتبه ونحن في بطون أمهاتنا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أما بالنسبة للمسألة الثانية: وهي المسألة المتعلقة بكونها: ستكون في غربة، وأنكم وحدكم، بالعكس نحن نعتقد أن الزوجين في بداية حياته الزوجية هم بحاجة إلى مثل هذه الفرصة حتى يتعرفا على بعضها أكثر، وأرجو تجديد الحياة والخروج إلى مراكز إسلامية، أو إلى أماكن نظيفة، وبتغيير روتين الحياة، وديكور البيت، وبشغل هذه الزوجة بالأشياء المفيدة كمتابعة هذا الموقع، ومتابعة الأشياء المفيدة، وحفظ القرآن وجلب المحاضرات الطيبة، وتتعاونوا على البر والتقوى.
بالعكس ربما يكون الأزواج بحاجة إلى هذه الفرصة، خاصة مع بدايات الحياة الزوجية حتى يحصل التعارف، ثم التفاهم وصولا إلى التآلف، وهذه معاني جميلة جدا، ونتمنى من الله تبارك وتعالى أن يعينكم على الخير، وأن يستخدم الجميع في طاعته، وأرجو أيضا أن تكون كثير الشفقة على المرأة في هذا الوضع، والفراغ لا يكون مشكلة إلا لمن كان فارغ العقل، فارغ النفس، أما المؤمن فإن الواجبات عنده أكثر من الأوقات، فحاولوا أن تنوعوا وتتفننوا في إدارة حياتكم.
نسأل الله لك ولها التوفيق والسداد.