الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خاطبي السابق يريد ترك مخطوبته والرجوع إليّ، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة طب في السنوات الأخيرة، تحدثت مع أحد أقاربي يدرس في الخارج، لفترة لا بأس بها، وفي السنة الثانية تقدم لخطبتي، ورفضت أمي، بحجة إكمال دراستي، وبأن مشواري طويل، لأنهم كانوا يريدون الخطبة والزواج فوراً.

المهم تناسيت هذا الشخص تماماً، كونه لا يوجد بيننا نصيب، علماً بأنه يحاول دائماً أن يبقى على تواصل معي، وأنا أرد عليه بالمعروف، وبعدها قام بخطبة بنت أخرى، هي قريبة إحدى قريباتي.

قبل خطبة هذه الفتاة ب 10 أيام أخبرتني قريبتي قالت: إنه لا يرغب بها، وقد فسخ خطبته، وأنه لا يزال يريدك ويحبك. أنا قلت لها: النصيب قد وقع، وهو قام بخطبتها وانتهى الأمر، بعد ذلك تراجع عن فسخ الخطبة، وبحكم أنه قريبي ذهبت لحضور الحفل، وعندما عدت كررت على مسامعي قريبتي هذه أنه لا يرغب بالمخطوبة، ومن الواضح أنه لا شيء بينهما غير هذا الحفل.

هنا لعب الشيطان بعقلي، وقلت لها لنتأكد من حقيقة مشاعره، فأنزلت حالة خاصة (private story) على الواتس آب، وقلت فيها أفصح عن حقيقة مشاعرك، وإذا بي أتفاجأ أنه يرد علي، ويقول لي: إنه يريدني، وأن ما حصل كان سوء فهم، وهو كان ينوي إبطال زواجه، سواء تكلمت معه أم لم أتكلم.

الآن أشعر بعظيم ما فعلت، وبكبير الجرم الذي صنعت، كان يجب علي السكوت والانتظار حتى يقرر هو إن كان سيكمل أو يترك، ولكنه دخل علي بحقيقة مشاعره، فهو قد أتم عقده على غيري.

لقد قمت بظلم فتاة بريئة، لا ذنب لها، والآن أتحرج من طلب العفو منها؛ لأن ذلك يترتب عليه مفسدة كبيرة، ولربما تقوم بفضحي، رأيت أن أصارحها عند خطبتها، ولكن ربما يطول الأمر.

أشيروا علي -جزاكم الله خيراً-: ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ unknown حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به، فإننا نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: قد أحسنت التوصيف حين قلت: لعب الشيطان بعقلي، فقد كان هذا من كيد الشيطان ومكره، وقد ضعفت له فقوي عليك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ثانياً: إننا نوصيك أن تبتعدي -وفوراً- عنه، أرسلي له رسالة أنك لا تنظرين إليه إلا على أنه أخ، وأنك لن ترتبطي به، أغلقي الباب فوراً؛ حتى لا يفكر ولا يلعب الشيطان بعقله، لا تفتحي له أي باب أمل، بل أغلقي دونه كل الأبواب، فلا يخفاك عظم الذنب لمن خبب رجلاً على امرأته أو العكس.

ثالثاً: لا نرى في مثل هذا الشاب المتقلب المزاج والمواقف -بين الفتيات والمخطوبات- أنه سيكون زوجًا مناسبًا لك، فما يرديك أن يتركك غدًا لغيرك؟ وما أدراك أنه لم يكن يعرف قبلك أو بعدك فتاة أخرى، ويحن إليها؟ إذًا فاحمدي الله تعالى أنه قد صرف عنك مثل هذا الشاب، ونسأل الله أن يبدلك خيرًا منه، من تقر به عينك، ويكون أهلًا لتحمل المسؤولية.

رابعاً: لا تتحدثي مع أحد، ولا تخبري البنت أو أحداً من أهلها بما كان منك، واحذري أن تفصحي عن تلك الرسالة؛ فإن الناس لن تغفر، والبنت هذه لن تسامحك، ولها الحق.

خامساً: أنت تعلمين -أختنا- أن الزواج رزق مقدر، وأن من كتبه الله لك زوجاً لن يكون لغيرك، وأنت مؤمنة، وتعلمين أن أقدار الله ماضية، وأنها الخير لا محالة، فلا تعلقي آمالك بهذا الشاب مطلقاً، فأنتم جميعاً أقارب، وسيكون لهذا الفسخ في التوقيت الحالي وقع سيء على البنت وأهلها، وحتى على الشاب وأهله.

سادسًا: أكثري من الدعاء لهما أن يصلح الله لهما ما بينهما، واجعلي رسالتك له شديدة الوضوح في أنك لن تتزوجيه لأنه مثل أخ لك، واجعلي الكلام حاسماً معه.

نسأل الله أن يصلح ما بينهما، وأن يكتب لهما الخير، وأن يرزقك الزوج الصالح التقي البر، إنه جود كريم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً