كيف أستطيع خدمة ديني عن طريق تخصصي؟

0 339

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا اسمي ناصر الدين، وعمري 16 سنة، أدرس بالسلك الثانوي، أولى باكالوريا علوم رياضية، وأريد أن أصبح عالم دين، لهذا أريد منكم أن تمدوني بجميع الطرق التي توفقني لكي أكون عالم دين أو داعية إسلاميا، والحمد لله لدي رغبة شديدة في ذلك.

شكرا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ ناصر الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

نرحب بك -ابننا الكريم- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، إنه ولي ذلك والقادر عليه، ونشكر لك هذه الرغبة الجيدة، ونسأل الله أن ينفع بك البلاد والعباد، وأرجو أن يعلم الجميع أن الدعوة ميادينها واسعة، وأن الإنسان الذي يتعلم علما مما ينتفع به وينوي بذلك نفع البلاد والعباد، وأن تستغني الأمة عن الحاجة إلى غيرها؛ لأن أبناءها تعلموا، ومن حرص على أن يكون دائما داعية للهداية والخير، فإنه يعتبر داعية، سواء كان من علماء الفيزياء أو من علماء الكيمياء، أو غيرها.

وعندنا عدد من العلماء البارزين، الأصل في دراستهم أنهم كانوا مهندسين، لكنهم بعد ذلك توسعوا في الدراسات، وبعضهم صيادلة مثل الشيخ الزنداني، وغيرهم من المشائخ الذي كان تخصصهم بالأصل في علم ما، ثم بعدما درسوا العلوم الشرعية، وتخصصوا في جانب من جوانبها، وبرعوا فيها، واجتهدوا في نصر هذا الدين ونشره، فنتمنى أن تكون مثل هؤلاء وعلى دربهم تسير، من أمثالهم الشيخ محمد صالح المنجد وهو مهندس، والدكتور محمد المقدم وهو طبيب، هناك عدد كبير من الدعاة إلى الله تعالى؛ قدموا خدمات جليلة إلى الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، وهم بالأصل ليسوا خريجي من العلوم الشرعية.

فالإنسان برغبته وباجتهاده بعد توفيق الله يستطيع أن يقدم الكثير، ودائما الإنسان إذا طور المهارات، وسمع مقالات النبي -صلى الله عيه وسلم- فوعاها فأداها كما سمعها، وحرص على أن يفهم مقاصد الشرع، ويحضر عند مجالس العلماء، ويتواصل معهم حتى يأخذ العلم من أصوله وعن طريق المشائخ، فإنه يستطيع أن يصبح داعية، فهذه الرغبة تحقيقها ليس بالصعب، والحساب والرياضيات من المواد التي تفتح الأذهان؛ حتى كان الشافعي يقول: من تعلم الحساب نبل؛ لأنه يفتح للإنسان آفاق التفكير الصحيح المركب، ثم بعد ذلك إذا أقبل الإنسان على العلوم الشرعية، ودرسها وفهمها، فإنه يستطيع أن يصبح داعية في أي موقع كان، وفي أي بلد كان.

وحبذا لو كانت عنده لغات إضافية حرصا على أن ينقل معاني الشريعة إلى تلك اللغات، ليكون داعية إلى الله تبارك وتعالى على هدى وبصيرة، فالداعية إلى الله يحتاج إلى أن يتعلم الإسلام ثم يتعلم طريقة الدعوة، ثم يتعلم أصناف الناس وميولهم وطبائعهم وواقعهم، وإذا اجتمعت المؤهلات وكان قبلها وبعدها وفيها الإخلاص لله تبارك وتعالى، فإن الإنسان يصبح داعية، وسيفتح عليه الكثير، فنتمنى أن تستمر في هذه الرغبة، وتحول هذه النية إلى مجهود وعمل واجتهاد.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات