هل أوافق أهلي وأتزوج ابن عمي أم لا أتسرع في اتخاذ القرار؟

0 448

السؤال

أبلغ من العمر20 عاما, ولا أستطيع أن أتخذ قرارا بشأن زواجي من ابن عمي, فأنا أحب دراستي كثيرا, وحلمي أن أكمل الدراسات العليا, وأتزوج من شاب غني, لكن أهلي يريدون زواجي منه, وقد كنت في السابق أعاني من مرض نفسي بسبب المس الشيطاني, وحالتي تحسنت - والحمد لله - لمداومتي على الصلاة والأذكار والقرآن.

انشغالي بالتفكير بالزواج من ابن عمي الذي يبلغ من العمر25 عاما لا يتوقف, خاصة أني لا أعرف رأيه في الموضوع, وإذا وافقت فسوف أشفى - بإذن الله - وأخاف أن أكون تسرعت في قراري؛ لأنه قرار صعب.

أهلي موافقون, وهم يقولون لي دائما: نريد سعادتك، وأهل ابن عمي موافقون - خاصة أمه, فقد طلبت يدي - ولا أعرف رأي ابن عمي, فهو شاب يحب عمله, ويكرس كل وقته له, وهو يسكن في منطقة أخرى خارج الدولة, ولم أره منذ زمن طويل, فأرجو مساعدتي.

شكرا لتعاونكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

فلا شك أن ابن العم بالمنزلة الرفيعة والقرب الشديد، وهو أولى من يرعى الفتاة, ويقوم بالاهتمام بها، فنسأل الله أن يسهل أمرك, وأن يقدر لك الخير حيث كان, ثم يرضيك به.

ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، وهذه الثقة في الموقع، ونحن نؤيد ما ذهبت إليه العائلة والأسرة، وأهل الفتاة لا يريدون لها إلا الخير؛ لأن الفتاة عند أهلها درة غالية، وفي مثل هذا الوضع الصحيح يصلح معك ابن العم؛ لأنه بينك وبينه أكثر من رابطة، فهو أخ لك في الإيمان، وهو قريب لك بصلة القرابة والدم، وهو كذلك سيكون زوجا لك وأبا لأولادك، وهو يحبك قطعا؛ لأني لا أتصور في هذا الزمان أن أسرة تقدم على خطوة دون أن تطلع صاحب المصلحة في ذلك.

وعلى كل حال, فإن هذه هي الخطوة الأولى, وستتلوها خطوات، وسوف تتبين لك رغبة ابن العم واضحة جلية، ولا شك أن الأسرة لا تستطيع أن تقدم على خطوة كهذه دون أن تعود إلى صاحب المصلحة، ونحن نؤكد هذا المعنى.

ولا يخفى عليك أن المسلمة إذا احتارت في أمر فإنها تسارع إلى صلاة الاستخارة، التي فيها الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولأهمية هذه الصلاة فإن رسولنا - عليه صلوات الله وسلامه - كان يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، فتوجهي إلى الله تبارك وتعالى، وصلي صلاة الاستخارة، واعزمي أمرك، وأعطي الموافقة المبدئية، وهذه الخطوة لا شك ستتلوها خطوات، ولا تشغلي نفسك بالتفكير، فإن التفكير في حد ذاته يجلب الأمراض والأسقام الشديدة، وهو من الشيطان الذي يريد أن يبغض لنا الحلال، ويريد أن يحول بيننا وبين ما فيه مصلحة.

بما أن ابن العم في بلد آخر بعيد عنك فإن الجاذبية وروح الشوق والمشاعر ستكون متوفرة وطافحة، وهذا ما نتوقعه دائما في مثل هذه الحالات، كما أن من سعادة الفتاة أن تجد شابا متقنا لعمله, حريصا على الخير، ونتمنى أن تتأكدي من الدين والصلاح أيضا، وهو مع ذلك أيضا من رشحته العائلة ورضيت به؛ فالإنسان إذا تزوج بوفاق في العائلة فإن هذا يعينه على أداء الواجبات، خاصة أن أم الشاب هي التي طلبت يدك، فأنت مطلوبة عزيزة, لا طالبة ذليلة.

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يكتب لك الشفاء العاجل، ولا ندري ماذا نقول لمن أقبلت على كتاب الله! وكتاب الله هو كل الخير، فاجتهدي في التلاوة وحفظ كتاب الله، واحشري نفسك في زمرة الصالحات، واعلمي أن الله سيقدر لك الخير، فالله يدافع عن الذين آمنوا، وهذا القرآن ذخر لأهله في الدنيا والآخرة.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات