السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة ملتزمة في ديني، وكنت دائما أتمنى زوجا متدينا ملتحيا وما إلى ذلك، التحقت بالجامعة، وهناك تبين لي أن أستاذا (لا يدرسني) معجب بي في الغالب، فهو دائم التحديق بي، وقد رأيت أنه شخص عادي أي ليس متدينا، حتى أنه يدخن السجائر، ولهذا السبب لم أبادله النظرات أبدا، رغم وسامته، وهو مثقف وأي فتاة مثلي قد تحلم بنظرة منه.
ما أخشاه الآن هو أن يتحدث إلي، ويفصح عن إعجابه بي، وأنا لا أستطيع صنع علاقات بالهاتف مثلا، أو حتى بالكلام بحكم أنها محرمة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا أريد أن أخسره بعبارة أخرى، أريد الارتباط به، لكن بالحلال، فكيف يمكنني أن أصل له هذا إذا ما حصل وتحدث إلي؟
أرجو مساعدتي، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الوردة الخجولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.
أختنا الفاضلة: إننا نتفهم تماما ما تعانيه وإنا لنحمد لله لك هذا التدين الذي هو - بإذن الله - عاصم من الوقوع فيما حرم الله، ونود هنا أن نجيب عليك من خلال النقاط التالية:
أولا: الكون وما فيه ومن فيه يسير وفق قضاء الله وقدره، ولا يقع في هذا الكون، ولا يحدث فيه شيء صغر أم كبر إلا بعلمه وإرادته، قال الله سبحانه وتعالى: إنا كل شيء خلقناه بقدر {القمر:49}، وقال تعالى: وخلق كل شيء فقدره تقديرا{الفرقان:2}.
وهذا يعني أن الزوج الذي كتبه الله لك في عالم الغيب قد قدره الله، فلا الحرص يأتي بها ولا تفويض الأمر لله يمنعه، والمؤمن حين يعلم ذلك يسعد؛ لأنه لن يستجلب طاعة الله بالمعصية، ولن يعلق قلبه فيما لا يحل له.
ثانيا: قد حدد الإسلام معاييرالاختيار، وبين أن المؤمن الحريص على دينه هو من يجتهد في الظفر بصاحب الدين، كما قال - صلى الله عليه وسلم -:(إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، فالدين والخلق شرطا القبول عند التقدم، وهذا يعني أن هذا الأستاذ لو تقدم فالقبول به محل نظر.
ثالثا: إن الشيطان له خطوات يتلو بعضها بعضا، فقد يحملك على النظر إلى ما حرم الله، وإنما يأتي من أبواب أخر، كأن يمنيك أن هذا الرجل قد يكون صالحا، وقد تستطيعين تغييره، وقد تكون هدايته على يديك، هدفه من ذلك شغلك، وشغل قلبك على الطاعة بالمعصية، وعن المذاكرة بالتفكير، فاقطعي دابر الشيطان واتركي الأمر، وحين يأتي للتقدم يكون لهذا الحديث محل تفكير، أما الآن فلا.
رابعا: كل فتاة يعرف عنها الدين والخلق تكون محط أنظار أهل الصلاح، وربما هي لا تراهم بعينها، لكن تدينها والتزامها يسير على ألسن الناس، فإذا زلت وسقطت عياذا بالله نفر الناس عنها وابتعدوا، وتحدثوا عنها بما لا يحل ولا يليق.
خامسا: نوصيك أختنا الفاضلة أن تمسحي الأمر بالكلية من رأسك، وأن تثقي في أن الزواج رزق والله قد قدره، ولا معقب لحكم الله ولا راد لقضائه، فاشغلي نفسك بطاعة الله، ثم بتحصيل العلوم فهذا هو الأنفع لك.
وأخيرا أكثري من الدعاء لله عز وجل أن يصرف عنك همزات الشياطين، وأن يشغلك بطاعته، نسأل الله أن يبارك فيك.
والله الموفق.