السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في التاسعة عشرة من العمر، طالبة في بدايات المرحلة الجامعية، مشكلتي أني أخوف من المستقبل، وأحس بأن إيماني ضعيف في بعض الأحيان، محافظة على صلاتي، وعلى صيام النوافل، لكن لم يسبق لي أن استشعرت الخشوع في صلاتي، أو عند ذكري، سوى مرة واحدة في حياتي، صليت فيها ركعتين في جوف الليل وعند دعائي أحسست بشعور غريب يغمرني، وأحسست بخشوع في دعائي، أنا دائمة الدعاء لله أن يحقق لي حلما أريده بشدة ولا أريد غيره، وأن يجعل لي فيه الخير و يقربه مني في أقرب الأوقات، لكنني أخشى أن لا يستجيب الله لي، أو أن يحرمني منه فهو الشيء الوحيد الذي أريده وقائم على أسس شرعية.
أيها الكرام: كيف لي أن أقوي إيماني؟ وكيف لي أن أعمل حتى يحقق الله لي ما أريده؟
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يبارك لك، وأن يحفظكـ وأن ييسر لك ما عسر عليك.
وبخصوص ما تحدثت عنه فنحب أن نجيب من خلال النقاط التالية:
أولا: اعلمي أختنا الفاضلة أن القرب من الله عز وجل له جلال وهيبة، والعبد كلما اقترب منه كلما من الله عليه من فضله، وما استشعرته أختنا الفاضلة يدل على أنك إن شاء الله على الطريق الصحيح، وهذا يقتضى منك الاستمرار فيه، وتلمس سبل النجاة من الكسل، لأن أهل العلم قد ذكروا أن الإيمان يزيد وينقص، زيادته بالطاعة ونقصانه بالمعصية، ولا شك أن الشعور الذي أتاك كان منسوب الإيمان فيه متقدما، مدى ما وصلت إليه أخرى وجدت من عطاء الله وفضله ما يذهب همك وغمك ويسعد قلبك، فاجتهدي أختنا الفاضلة، وأكثري من ذكر الله -عز وجل-، واحرصي على أن يكون لك مع الله حال في الليل، وستجدين أثر ذلك في حياتك إن شاء الله.
ثانيا: بالنسبة لما تريدينه وما تتمنيه من استجابة الله لك فيما أردت، فاعلمي -أختي الفاضلة- الدعاء نافع في كل حال، وعلى المرء ألا يقطع رجاءه في ربه، وقد قال أهل العلم "لا يكن أمد تأخر العطاء موجبا ليأسك، فالله قد ضمن لك الإجابة فيما يختاره لك لا فيما تختارينه أنت، وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد" والمعنى أن الله قد يؤخر العطاء عن العبد لمصلحته، فقد يكون في منحه إياه مضرة له فيحجبها عنه ويوفيه الإجابة في وقت آخر.
وقد يدعو العبد بدعاء يظنه الخير، ويدعو بدعاء مشروع ليس فيه إثم ولا قطيعة رحم، ويصرف الله عنه الإجابة لفضل أعظم يدخره الله له.
وبعض العبيد لهم منزلة عند الله، يؤخر الله دعاءهم لسماع صوتهم وإثابتهم على ذلك، فلا تتوقفي عن الدعاء فكله خير، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذا نكثر. قال: الله أكثر).
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يعطيك فوق ما أردت. والله الموفق.