عشت مع عائلة وعرفتهم وعرفت ابنتهم وأريد الزواج بها لكني خجل فما أفعل؟

0 223

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب من الشباب الطموحين, تعرفت على عائلة محترمة جدا, حيث أنهم استضافوني في بيتهم كابن لهم, ومع طول الزمان تعرفت على ابنتهم, فوجدت بأنها النصف الآخر لي.

ولكن للأسف! لا يمكن التقرب إليها؛ خجلا من طيبة أهلها, والمؤسف أكثر أني غير مستعد لربط القران بها.

وأنا خجل من التحدث في الموضوع, والأهم من ذلك: أنا جدا متمسك, وعاقد العزم على ألا أتزوج بفتاة أخرى غيرها, وفي نفس الوقت خائف من أن أظلمها.

فمن فضلكم أريد حلا سريعا لهذه المشكلة, مع العلم بأني لا أرى أي فتاة أمامي غيرها.

والله يبارك فيكم, وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رشيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك – ابننا الكريم – في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل، ونشكر لك الاهتمام بالسؤال، ونحي فيك هذا الخجل الذي منعك من تجاوز حدود الله، وهو في الحقيقة حياء, لأن الحياء هو: الجانب المشرق، في حين أن الخجل هو: الجانب السلبي، ولكن على كل حال, نحن نحي فيك الرغبة في الخير، ونشكر لك الثناء على هذه الأسرة.

ونبين لك أن من أراد الخير ينبغي أن يسلك سبله الصحيحة، فإذا أعددت نفسك لهذا الأمر, وتهيأت للزواج, فعند ذلك لا مانع من أن تبدأ بطلب يد الفتاة بطريقة رسمية، وبعد أن تأتي البيت من الباب, وتقابل أهلها الأحباب، وتأتي بأهلك للتعارف، بعد ذلك يبدأ التواصل؛ لأن التواصل الذي نريده مع الفتاة لا ينبغي أن يكون إلا بغطاء شرعي، ولا ينبغي أن يحصل إلا بعد: موافقة, وقبول, واستجابة من الطرف الثاني, والأسرة الثانية التي أنت ضيف عندها.

لا بد أن تحصل استجابة، فلا تفعل ما يفعله الشباب من عكس المسألة، فإنه يبدأ العلاقة بمخالفة شرعية، بعلاقة خفية، بفتاة لا تحل له، ثم يأتي بعد سنوات يحاول أن يعلن الأمر، وعندها يطارده شؤم المعصية، وعندها قد يفاجئ برفض أهل الفتاة, أو رفض أهله أيضا.

لذلك نحن لا نريد أن تقع في هذا الخطأ، وأنت لست بحاجة أيضا لهذه العلاقة؛ لكونك تربيت في هذا البيت, وعرفت من أخلاقهم ما لا يعرفه غيرك، فالفرصة أمامك كبيرة من أجل أن تكون أمينا, وتؤدي لهم هذا المعروف الذي قاموا به تجاهك بطريقة صحيحة، بتقيدك بأحكام الشرع الحنيف الذي شرفنا الله ـ تبارك وتعالى ـ به.

من هنا نحن ندعوك إلى الاهتمام بإعداد نفسك، وأعجبني أنك طموح، والإنسان الطموح إذا توكل على الله بذل ما عليه من الأسباب، فإن الله يفتح عليه من الأبواب ما ليس له بداية, وليس له نهاية، فمقاليد الأمور بيد الله، وخزائن الله ملئا، وخزائن الله لا تنفد - سبحانه وتعالى -.

فإذا تهيأت, وأعددت ما تستطيع، فلا مانع من أن تطلب من أسرتك عند ذلك أن يقوموا بزيارتهم، ثم يطرقوا أمامهم موضوع رغبتك في الزواج بابنتهم, وأنت أعرف بالأسرة، وقد عرفوك أيضا، فعند ذلك إذا حصل الوفاق, والقبول, والرضا فلن ير للمتحابين عند ذلك أفضل من النكاح.

لكن حتى يحصل ذلك نتمنى أن تستمر على ما أنت عليه، وتراعي حشمة العائلة، والحياء الذي عندك وعندها، فإن الحياء لا يأتي إلا بخير.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات