السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 27 سنة, وغير متزوجة، منذ مدة لربما شهرين أو أكثر أعاني من تنميل في أطرافي, وخاصة اليد اليمنى, كان من قبل التنميل في جميع أطرافي, أي حتى في القدمين, لا أشعر بأقدامي, وحتى أكون صادقة كنت أعاني من التنميل في رجلي كاملة, أي من القدم إلى الفخذ, ولكن هذا الأمر زال وبقيت يدي اليمنى, وأحيانا يدي اليسرى.
أحيانا أشعر أن أظافري في يدي ستنفجر، وأحيانا أصحو من النوم على ألم في يدي، وهنا أقصد اليدين من ناحية الألم والإحساس بالضغط, وكأنها ستنفجر, كما أنني أعاني من ألم في الرقبة, وهذا الألم أصبح له ما يقارب الأسبوع إلى الأسبوعين.
وأحيانا أشعر بألم في رأسي, ليس صداعا, بل ألم مثل الضغط، وأحيانا عندما أستلقي يزداد الألم، وفي بعض الأيام عندما أستلقي أشعر بأن المكان يدور من حولي.
كما أنني أعاني من دوخة على فترات بسيطة, ولكني لا أقع, والدوخة لا تكون شديدة، وفي فترة من الفترات كنت قد لاحظت أنني عندما أذهب للنوم -وعندما لاحظت أنني أشعر بدوخة عند النوم- لاحظ أنني لا أنام وإنما أفقد الوعي لدقائق بسيطة, وبعدها أعود للوعي, كما أنني لا أنام بشكل متواصل خلال الأيام الفائتة وكذلك الآن.
كما أنني أعاني من ألم أسفل الظهر, أشعر بأن ظهري سينكسر, ولا أرتاح بالجلسة, ولكنه ليس دائما, الألم على فترات متباعدة, وخصوصا عندما أنام على بطني أشعر بألم كبير, وربما يؤثر على يدي، لا أعلم.
وألم الرأس يقلقني، ولا يوجد مكان محدد للألم, ولكنه متفرق, أول مرة شعرت بألم كان فوق أذني اليسرى, وكان كأنما أحد يضغط على الأعصاب أو الشرايين, لست أعلم كان شديد جدا، وبعدها اختفى الألم، وفي يوم من الأيام شعرت بألم خلف الرأس من الجهة اليمنى, وبالوسط, وعندما أضغط بيدي يزداد الألم, أشعر بقلق شديد, وهذا أثر على دراستي، وأصبح شغلي الشاغل.
أعذروني لو أن الكلام غير مرتب, ولكن أتمنى أن تكونوا قد فهمتموني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سكينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن أعراض التنميل مع وجود الدوخة وكذلك الصداع يجب أن نفرق هل أسبابها نفسية أم أسبابها عضوية، وهذا التفريق في بعض الأحيان لا يمكن أن يتم إلا من خلال إجراء الفحوصات.
أنت لديك مؤشرات كثيرة تدل أن أعراضك الجسدية المتعددة هذه في أغلب الظن أنها ناتجة من حالة نفسية تعرف بالتجسيد، ويقصد به تعدد الأعراض العضوية دون وجود سبب مرضي جسدي عضوي، وتفسير هذه الحالات أنها في الغالب ناتجة من نوع من الاكتئاب النفسي المقنع –أي الخفي– أو ما يمكن أن نسميه بـ (معادلات/موازيات الاكتئاب النفسي).
الموضوع بالطبع سبب لك القلق، وهذا القلق -إن شاء الله تعالى- تتخلصين منه، وذلك من خلال أن تذهبي إلى الطبيب –طبيب الأعصاب أو طبيب الباطنية– وذلك بهدف إجراء الفحوصات اللازمة، هنالك فحوصات ضرورية في مثل حالتك: التأكد من نسبة الدم، وظائف الكلى، الكبد، الدهنيات، وظائف الغدة الدرقية، مستوى فيتامين (ب12) وفيتامين (د) وربما تحتاجين أيضا لإجراء صورة مقطعية للدماغ.
هذه الفحوصات ركيزة أساسية وجوهرية، وذلك حتى تطمئني تماما، وإن اتضح أن الحالة ليس لها أساس عضوي –وهذا هو الغالب إن شاء الله تعالى– ففي مثل هذه الحالة يكون العلاج نفسيا وسلوكيا، وفي مثل هذه الحالات تعطى الأدوية المضادة للاكتئاب، دواء مثل البروزك (مثلا) سيكون مفيدا جدا، وفي ذات الوقت من المهم جدا أن تغيري نمط حياتك، تكوني أكثر حيوية، وتنظيما لوقتك، هذا -إن شاء الله تعالى– يصرف انتباهك تماما عن هذه الأعراض الجسدية المتكررة.
والرياضة لها أهمية خاصة في علاج هذه الحالات، ويفضل أن تكون ممارسة الرياضة متدرجة، يعني تبدئي بمعدل بسيط، مثلا المشي لمدة عشرة دقائق يوميا لمدة ثلاثة أو أربعة أيام، ثم بعد ذلك يرفع المعدل حتى تصلي إلى ساعة في اليوم (مثلا). الرياضة فائدتها عظيمة جدا، وأود أن أؤكدها لك بصورة قاطعة، فأرجو أن تكوني حريصة عليها.
اجعلي حياتك أيضا ذات نمط صحي، فالنوم المبكر مهم جدا، وأن تأخذي قسطا كافيا من الراحة، وأن توزعي وقتك بصورة توفقي فيها ما بين راحتك الشخصية والقيام بواجباتك الدراسية، وتطوير المهارات، والاطلاع، والقراءة، واكتساب المعرفة، وصلة الرحم، ومشاركة الأسرة في أنشطتها وفعاليتها، هذا كله جزء من العلاج الذي تحتاجين له.
هذا -إن شاء الله تعالى- يزيل عنك هذا القلق، ويصرف انتباهك تماما عن الأعراض التي تعانين منها، والتي أعتقد أنها أعراض تجسيدية نفسية وليست عضوية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.