تزوجت بفتاة لها ماض سيء، ولكن بعد الزواج قتلتني الشكوك، فتركتها!

0 387

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب في الـ 29 من عمري، أعمل في شركة كبيرة ومرتاح - والحمد لله - وأحب عملي وأصلي وأصوم، لا أقول إني ملتزم دينيا، ولكن - الحمد لله - أسعى للالتزام دينيا أكثر وأكثر.

وفي يوم من الأيام قررت الزواج، فتعرفت على فتاة في محيط عملي، وبنفس مستواي العلمي، فقررت الزواج منها رغم أني من عائلة محافظة - لا تسمح للمرأة بالخروج من منزلها إلا لحاجة ضرورية - ولكني كنت أتمنى أن أتزوج من امرأة متعلمة ومثقفة، فصادفت هذه الفتاة وقررت الزواج بها، وقلت: لا بأس أنها معي في نفس الشركة، فخطبتها.

وبعد الخطبة جاءت الطامة حينما صارحتني الفتاة بعلاقتها السلبية بزميل معي في نفس الشركة، وأن هذه العلاقة تجاوزت إلى أمور لا ترضاها المرأة العفيفة لنفسها، ولكن لم تصل إلى حد الفاحشة - والعياذ بالله - وكل هذا في مقر عملها، فاسودت الدنيا في وجهي، وقررت تركها، وفي لحظة ضعف مني نتيجة لبكائها - ولا أعرف أهو حقيقة أم كذب – ضعفت، وقررت أن أسامحها، وحاولت نسيان الأمر، لكنه كان صعبا جدا جدا، فسرعان ما أخبرتها لاحقا أني لا أريد أن أكمل معها؛ لأن الشك دخل في، ولا أستطيع أن أثق بها بعدما أخبرتني، وعادت وبدأت بالبكاء، فأخبرتها أني سأجلسها في المنزل بعد الزواج، أي: أنها يجب أن تترك الوظيفة، حتى تنعم بحياة جيدة وآمنة، ووعدتني بأنها ستفعل ذلك بعد الزواج.

وفعلا تزوجنا ووفرت لها كل متطلبات الحياة العصرية من منزل ومستلزمات، وقررت أن أنسى موضوع تركها للعمل، ولكن - بصراحة - كنت أعاني، فالأمر أرهقني، والشك والخوف يسيطر علي، فقررت أن ألجأ إلى ما أمر الله به من ضوابط للمرأة التي تخرج من بيتها، رغم أن خروجها ليس لحاجة ملحة، وأنا – والحمد لله - ميسور ماديا، فطلبت منها أن تلبس الجبة الطويلة، وأن لا تضع أي مكياج حتى لو كان بسيطا، وأن لا تتعطر، فواجهت منها تذمرا وتملصا، وردا قاسيا، فذكرتها بوعدها، وطالبتها بترك العمل، أنا أعترف أني كنت شديدا في مسالة الملبس، وهذه الأمور: من التعطر والمكياج وعدم مصاحبة السيئات، رغم أن الشرع أمر به، لكني كنت جديا جدا، لأنني سمعت ما سمعت منها من ماض سيء، فرفضت ترك العمل، وخيرتها بين تركه أو الانفصال، فسرعان ما تدخل أهلها، وقامت بخلعي حتى لا يلحقها أي كلام سيء؛ لكون زواجنا لم يمض عليه إلا ثمانية أشهر، وليس لدينا أطفال، فوافقت حفاظا عليها، وجرت المخالعة.

واليوم، وبعد مرور ستة أشهر على انفصالنا، أعيش حالة من الصدمة لما حدث معي، وهل أنا قد ظلمت الفتاة؟ هل أنا مذنب بتركها لشيء حدث وانتهى، وكان قبل الزواج؟ رغم أنها ما أنهت علاقتها بذلك الرجل إلا بعد خطبتي لها خطبة رسمية، وحتى ليلة الخطبة.

أرجوكم ساعدوني، ماذا أفعل، فالهم قتلني، ولا أعرف هل أصبت فيما فعلت أم أني أخطأت؟ وهل أنا مذنب؟ وإن كنت مذنبا كيف أكفر عن ذنبي؟ رغم أني سمعت أنها تتمنى أن نرجع سوية، لكن لم تغير ما طلبت منها، ولا زالت مصرة على العمل في الشركة.

أشيروا علي جزاكم الله خير الجزاء، وهل ما فعلته هو الصواب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صفاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك - أيها الحبيب - في استشارات إسلام ويب، ونحن نشكر لك حرصك على أن تكون زوجتك ملتزمة بالضوابط الشرعية، هذا الرأي هو الصواب - أيها الحبيب - بلا شك، فإن الله تعالى لا يأمر إلا بالخير والمعروف، ولا ينهى إلا عن الفاحش والمنكر، فكل ما أمر الله به حسن، ومما أمر الله تعالى به أن تلتزم المرأة العفة والحشمة، فتغطي مفاتنها عن الرجال الأجانب، وتجتنب كل مواطن الريبة، وأن ما طلبته من زوجتك لم يتعدى هذا القدر والحد، وإن اختلف الأسلوب الذي كنت تطالب به، لكن المطالب من حيث هي صحيحة.

وأنت بما فعلته - أيها الحبيب - لم تقع في ظلم لهذه المرأة بحسب ما وصفت لنا، إذ أنك خيرتها بأن تبقى في البيت وتوفر لها أنت كل ما تحتاجه المرأة من زوجها، وبين أن تفارقها، وهذا القدر لا ظلم فيه، فإن الله تعالى يأمر بالإمساك بالمعروف أو التسريح بإحسان، فلا تخف عاقبة ما فعلت.

أما هل الخير في أن تراجع هذه المرأة أو لا؟ فما دامت هذه المرأة قد انفصلت عنك باختيارها هي، وطلبت هي الخلع، وهي لا تزال على تلك الحال التي كانت محل شجار وخلاف بينك وبينها أثناء الزواج، فالذي نراه - أيها الحبيب - أن تركها هو الأولى لك، وسيعوض الله عز وجل كل واحد منكما بخير مما ترك، كما قال سبحانه وتعالى: {وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته}.

فنصيحتنا لك: أن تبحث عن المرأة الصالحة المتدينة، فهذه هي وصية النبي - صلى الله عليه وسلم – إذ قال - عليه الصلاة والسلام – في آخر حديثه: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) فحاول - أيها الحبيب - أن تبحث عن المرأة المتدينة المتحجبة التي تطمئن نفسك أن تكون أما لأولادك مربية لهم قدوة لهم، وهذا النوع من النساء - ولله الحمد - كثير.

وخير ما نوصيك به - أيها الحبيب – تقوى الله سبحانه وتعالى، وإحسان الصلة به، وسيقدر - سبحانه وتعالى - لك الخير.

نسأل الله – تعالى - أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات