أهلي يطلبون الاتصال بهم دائما وزوجي يرفض ذلك.. فأين الصواب؟

0 341

السؤال

السلام عليكم...

أنا سجينة منزلي، وبما أنني أقطن بعيدة عن أهلي، فهم يزورونني، لكن زوجي لا يحب أن يزورونني كثيرا، وإن كان فلتكن أمي أو إخوتي، ولا يجب أن يكثروا أكثر من ثلاثة أيام، ولكن أهلي لا يعرفون ذلك، خاصة أمي التي ترسل من هب ودب لولا الهروب بالكذب كأن أقول لها بأنني مسافرة الخ، ولو قلت لها: بأن زوجي لا يرضى فيا للكارثة، للأدعية التي سوف تقولها، وأنا أيضا لا أزورهم أكثر من مرتين في السنة، ولا أمكث أكثر من أربعة أيام.

ماذا أفعل يا شيخ؟ وهل تصرف زوجي صحيح؟ فأمي لا تحب هذا، وتغضب مني، وهل أمي على صواب؟

الصداقة شبه محرمة بالنسبة لي، وحتى مع أهله يجب أن لا أكثر من الزيارات، ولكن إن احتاجوا لمساعدة، فأنا أول الأشخاص، هل تصرف زوجي صحيح؟

رابعا: منذ زواجي وأمي دائمة الإهانة لي، وتحملني المسؤولية في أشياء أقلها ضرورة الاتصال بأخواتي وخالاتي في الشهر مرة، في حين حتى إخوتي الصغار -أخي وأختي- لا يتصلون بي أبدا، في حين أني مجبرة أن أكلمهما، وأخي الكبير أيضا إن لم أكلمه أنا، فلن يتصل بي أبدا، وأمي أيضا لا تتصل بي، وإن كان فهو لمصلحة، وإن لم أتصل بها ليومين فيا للمصيبة، حتى وإن كنت مريضة، فهل تصرف أمي معي صحيح؟ وبماذا تنصحني؛ لأن زوجي يقول لي دائما بأن إخوتي لا يتصلون بي لماذا تتصلين أنت؟

علما أن إخوتي يهينونني أمام الجميع بأنني لا أتصل بهم، وأنا لا أستطيع الرد لخجلي، وأمي تدافع عنهم -والله تعبت- فهل أنا مقصرة في حقهم، أم ان زوجي على صواب في معاملته لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونحب أن نقول زوجك على صواب وأهلك على صواب، ونسأل الله أن يعينك على التسديد والمقاربة، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ولكن طاعة الزوج هي المقدمة، والاستجابة لأمره هو الأمر الذي يرضي الله تبارك وتعالى، وإذا استطعت أن تجمعي بين الأمرين خاصة فيما يتعلق بالوالدة وإرضائها ومحاولة الاتصال بها ولو كان اتصالا خفيفا، وإذا لم تتصلي وكان ذلك من الصعب عليك، فلا أقل من أن تحسني الاعتذار، تقولي (يا والدتي أنا والله مشتاقة، لكني والله مشغولة، لكن الأبناء، لكن كذا وكذا) يعني تحسني لها الاعتذار، وتظهري لها الاهتمام، ولا تقصري في مساعدتهم.

ونعتقد أن الأمر ما ينبغي أن يأخذ أكبر من حجمه، فكثير من الناس عندهم مثل هذه الطبائع، ولكن قطعا أنت عرفت أن الإنسان والمرأة بعد أن يكون لها زوج، ويكون لها عيال فإن الوضع يختلف عندها تماما، لا تستطيع أن تتميز بتلك المرونة في علاقاتها أو في حركتها، وهذا هو الأصل أن تقر في بيتها، وأن تقوم بخدمة أولادها وبحسن الرعاية، والتبعل لزوجها، فإذا قمت بهذا الواجب فلا يضرك لوم الآخرين.

وأعتقد أن الزوج أيضا ينبغي أن يأخذ حقه وحظه من الاهتمام، ونفضل ألا تشتكي له دائما من أهلك، لأنه عند ذلك فعلا سيحضك ويدعوك إلى القطيعة والتقصير في حقهم، ونحن نعرف أن الأسر لا تستطيع أن تتحمل فوق طاقتها، فلو أن كل إنسان يأتي فيجلس أياما، وهذا يجلس أياما، فإن هذا يؤثر على حق الزوج وحق الأولاد وعلى تربية الأبناء والبنات.

فإذن نحن بحاجة فعلا إلى أن نسدد ونقارب، ولكن الذي يهمني جدا هو ألا تنزعجي أكثر من اللازم، فنحن لا نستطيع أن نتخلص من عادات أهلينا ومن عادات قبائلنا، ومن عادات بعض الأقارب بسهولة، الأمر يحتاج إلى وقت.

أما بالنسبة لإخوانك الذين لا يتصلون، وهم مع ذلك يلومونك فلا تلتفتي لكلامهم، ونحن نرى أن الرجل هو الذي يتصل على أخته؛ لأنه مثابة الولي عليها واتصاله بها يعزز مكانتها عند زوجها، وهم يقصرون، ومع ذلك يريدون أن يلومونك.

أما هؤلاء الصغار أيضا فينبغي أن تهتمي بهم وتجتهدي في مساعدتهم بقدر المستطاع، وإذا دافعت الوالدة عنهم، فحاولي أن تتحملي هذا الأمر، لأن الوالدة كانت تدافع عنك لما كنت عندها، فلما ابتعدت شعرت أنك لا تتصلين بها، فهي تحامي وتدافع عن هؤلاء الصغار لكونهم صغار، لكونهم مع الوالدة، ولكن إذا قمت بالواجب الذي يرضي، إذا قمت بما عليك من الصلة والبر والاهتمام بالقدر المطلوب، ونعتقد أن اتصالك كل أسبوع أو عدد من الأيام تتصلي وتسألي، فنعتقد أن هذا كاف، وإذا غضبت الوالدة فأرجو إرضائها، وإذا استطعت أن تزيدي الاتصال بالوالدة، فلا حرج ولا مانع.

أما بالنسبة للأشقاء الآخرين والأخوات فينبغي أيضا ألا تقصري معهم، ولكن كما قلنا هم سيحتاجون إلى فترة وإلى وقت حتى يعتادوا على هذا الوضع الجديد، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وإذا كنت تؤدين ما عليك فلا يضرك ما يقال، ونسأل الله أن يعينك على الوفاق مع زوجك، وعلى القرب منه، وأن يعين الزوج أيضا على تفهم طبيعة الأهل، فإنه من الصعب أن يتغير له جميع الناس، ولكن الزوجة التي عنده يستطيع أن يتوافق معها ويصلوا إلى حلول مناسبة، أما الآخرون فكيف نحكمهم ونحن ليس لنا عليهم سلطان، والمؤمنة التي تخالط الناس وتصبر على أذاهم خير من التي لا تخالط ولا تصبر، فكيف إذا كان الناس هم أرحام الإنسان وأهله؟!

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات