السؤال
السلام عليكم
أنا متزوجة منذ 3 سنوات، تزوجني زوجي بالرغم من رفض أهله لي، فقد كانت أمه تريد تزويجه من ابنة أختها، والسبب الثاني: أنهم يرون أهل مدينتي متخلفين، وبخلاء، وأنهم أفضل منا، لذلك لم يعطوني حقوقي لتعلق زوجي بي وتعلقي به، بجانب أنني يتيمة.
قبل سنة ونصف خطبت أم زوجي لابنها الثاني الفتاة التي كانت تريدها لزوجي، فكتبوا لها مهرا أعلى من مهري، ومبلغا لجهازها أكثر من المبلغ الذي أعطوني إياه، وأسكنوها بيتا كما يقال لا ينقصه قشة، بل وفخم جدا، مع العلم أنهم أسكنوني بيتا فارغا عند زواجي، واشتروا لها بدلة للزفاف أغلى جدا من البدلة التي اشتروها لي.
أحاول جاهدة التجاهل وعدم الاهتمام بهذه المشكلة، لكنني لا أستطيع إلا الغضب، وأتضايق جدا، علما أنني لا أغار من سلفتي، لكن لم التفريق بيني وبينها من أهل زوجي؟ ولم حرموني زيادة الفرح مع أنهم يستطيعون ذلك؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أرجو أن تعلمي - يا ابنتي الكريمة - أن المرأة إذا نالت الحظوة عند زوجها، ونالت الاهتمام عنده، وفازت بحبه، لن يضرها بعد ذلك كره الآخرين ممن حوله، وإذا كرهها الزوج وأبغضها، فلن ينفعها حب من حوله من الناس، لذلك ينبغي أن تسعدي بما أنت فيه من تعلقك بالزوج ومن حبه لك، ونسأل الله أن يعينكما على الخير، وأن يديم بينكما هذه المشاعر، واعلمي أن الإنسان إذا حاول كيد الآخرين والإساءة لهم، يرجع إليه كل ذلك، فهو يتألم أكثر، والمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله.
فكوني أنت صافية النفس طاهرة الفؤاد، ولا تبالي بما يحصل حولك، واعلمي أنهم إن أحبوا هذه المرأة اليوم فقد يكرهونها غدا، وإن أحبوها أو كرهوها لن يغير شيئا، فالمهم هو أن يكون الإنسان محبوبا عند الله تبارك وتعالى، فأقبلي على الطاعة، وأقبلي على زوجك بالاهتمام، ولا تلتفتي لمثل هذه الأمور الصغيرة، فإن عدم التفاتك إليها وعدم كلامك عنها وعدم الوقوف عندها، يزيد من يريد بك شرا ألما، ويزيده بؤسا وتعاسة، أما إذا شعروا أنك تتضايقين، وأنك لا تحتملين ما تشاهدين، فإنهم سيزدادون عليك شرا، والمرأة العاقلة – كما قلنا – لا يهمها إلا حب الزوج، وعلاقتها بزوجها، ومن الطبيعي أن يحصل هذا إذا كان الزوج قد عاندهم، ولكنهم أخطؤوا، لأن القلوب والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، فمن الخطأ الذي يحصل في مجتمعاتنا أن يجبر الشاب على قريبة له لا يريدها، أو تجبر الفتاة على ابن عم لها أو ابن خال لها هي لا تريده.
ونريد أن نقول: هذه المسألة ليست هكذا، وإنما هو تلاقي الأرواح وتلاقي القلوب قبل أن يكون تلاقي الأبدان، ولذلك فعلا نحن بحاجة إلى أن نشيع مثل هذه المفاهيم الهامة جدا في مجتمعاتنا، وأعتقد أن المتعلمين والمتعلمات والفاضلين والفاضلات من أمثالك، بحاجة إلى أن يقوموا بأدوارهم في توعية كبار السن، حتى لا يقعوا في مثل هذه الأمور، وفي الأخير لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وإذا كنت قد فزت بهذا الزوج فاعلمي أن السعادة تنال في بيت من القش، بل تنال في خيمة من وبر، وأن التعاسة يمكن أن توجد في عمارة وفي أضخم بيت على وجه هذه الأرض، لأن هذه ليس لها علاقة بالسعادة والشقاء، فالسعادة هي نبع النفوس المؤمنة الراضية بقضاء الله وقدره، المواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته، فكوني أنت ممن يرضى بقضاء الله وقدره، وممن يشغل نفسه بعبادة الله، وممن يرجو الثواب من الله، وممن تطيع زوجها كما أمر الله.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.