الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حماتي تذم أهلي وتشوه سمعة أخواتي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجة، وحدثت مشاكل بيني وبين حماتي، وقد ظلمتني كثيرًا، والحمد لله زوجي -وفقه الله- عزلني في شقة منفصلة عنها، علمًا أن ابنها الكبير طلّق زوجتيه، والثالثة ما زالت معه، وقد عزلها أيضًا عنها.

الآن هي تشوه سمعة أهلي وأخواتي، وكلما جاء خاطب تقول له: لا تذهب إليهم؛ لأنهم أناس لا ينفعونك، وأكثر من مرة سمعتها بأذني تقول: "سألوني عن أخواتها فقلتُ لهم لا ينفعون، ولا تخطبوهم".

سؤالي: ماذا أفعل؟ وهل هي آثمة؟ وكيف أتصرف معها؟ علمًا أني الآن أذهب إليها وأساعدها في بيتها، وكل ما تطلب مني شيئًا أفعله، وهي تتظاهر بأنها تحبني وتحب أطفالي، ولكنها تمنع زواج أخواتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي هذه الحماة لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يصرف عنها سيئ الأخلاق والأعمال؛ لا يصرف سيئها إلَّا هو.

أرجو أن تعلمي أن كل إنسانٍ مسؤول عن الكلمة التي يتكلم بها، والله تبارك وتعالى لا يُحبّ الظلم ولا العدوان على الآخرين، وإذا كان لأخواتك نصيب فلن يتأخّر لأجل إساءة هذه المرأة والكلام عنهنَّ بالسوء، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لهنَّ الخير ثم يُرضيهن به.

سعدنا لأن زوجك تفهّم الوضع، وعزلك في مكانٍ يبعد عن المشاكل، ويُضيّق فرص الاحتكاك، وسعدنا أكثر أيضًا لأنك لا زلت تخدمين والدته وتتحمّلين ما يحصل، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على تجاوز هذه الصِّعاب.

أمَّا الإنسان الذي يتكلّم عن الآخرين بالسوء فهو آثمٌ بلا شك، وأرجو ألَّا تفتحي معها هذا الموضوع، ولا تُناقشيها فيه؛ فإن هذا قد يُجدد المشاكل، ويدفعها للمزيد من العناد، واعلمي أن النصيب المُقدّر لأخواتك سوف يأتي؛ لأن هذا الكون ملْكٌ لله، ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله، ولا يستطيع إنسان أن يمنع خيرًا يأتي به الله تبارك وتعالى، فـ {ما يفتح الله للناس من رحمةٍ فلا مُمسك لها وما يُمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم}.

وأيضًا ينبغي لمن يُريد أن يبحث ألَّا يكتفي بسؤال امرأة واحدة أو جهة واحدة، ولكن ينبغي أن يبحث ويجتهد ويسأل آخرين، لأن من الناس مَن لا يقول العدل، ومن الناس من يظلم، ومن الناس يتجاوز الحدود، وعلى كل حال فإننا سنمضي جميعًا إلى الله تبارك وتعالى، والمكر السيئ لا يحيق إلَّا بأهله، والذي يفعل الخير سيجد الخير، فعند الله تُجزى كل نفسٍ بما تسعى.

نسأل الله أن يُعينك على تجاوز هذه الصِّعاب، وأرجو الفصل بين حياتك مع زوجك وتعاملك مع والدته، وتعاملك مع أسرتك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينكم على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً