السؤال
أولا: منذ فترة طويلة أعاني من ألم في الصدر، وعن طريق الصدفة قال لي الطبيب: اذهب لعمل (إيكو) للقلب، واكتشف وجود ارتخاء في الصمام المترالي، ووصف لي حقنة بنسلين طويل المفعول كل شهر، وقال لي: إن الألم سوف ينتهي تدريجيا مع استخدام الحقنة، ولكني ألاحظ أن الألم يزداد مع الوقت، وأنني أصاب بالتهاب لوزتين متكرر، ومع أني مستمر في أخذ الحقنة فإني أصاب بالتهاب اللوزتين, وألم الصدر لا ينتهي - خاصة عند أخذ نفس عميق، أو عند الركوع في الصلاة - وعند الوقوف أشعر بألم شديد نتيجة الرفع من الركوع, وأثناء الحركة في النوم، وأثناء تحريك الذراع الأيمن أو الأيسر أشعر بألم في منتصف الصدر، واستخدمت أولفن جيل دهانا للصدر، لكن دون جدوى.
ثانيا: حصل لي حادث العام الماضي، وكنت أشعر بألم شديد في القفص الصدري بعد الحادث وفي الجانب الأيسر، ولكن هذا الألم انتهى مع الوقت, ولا أشعر به إلا عند البرد, أو عندما أمرض, أو ترتفع درجة حرارتي، وعندي رشح شبه دائم، ولكن الألم في منتصف الصدر يلازمني ولا يتركني أبدا، والتهاب اللوزتين متكرر.
ثالثا: يوجد لدي ارتجاع للطعام بعد الوجبات، وإمساك مستمر، وعدم انتظام في عملية الإخراج، فما الحل؟ مع العلم أن عمري 23 عاما، ووزني 64 كيلو، وطولي 170 سم.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا بد أنك قرأت عن ارتخاء الصمام المترالي (Mitral Valave Proplapse)، فهو موجود عند أكثر من 5% من الناس، ومعظمهم لا يشكون من أي أعراض، وعادة ما يكتشف عن طريق الصدفة - كما هو الحال عندك - وفي معظم الأحوال لا يحتاج لعلاج، وإنما يعطى المريض بعض الأدوية التي تخفف من الأعراض، مثل: (الإندرال) عند وجود الخفقان - إن كان عنده خفقان -.
أما البنسلين: فإنه لا يفيد في حالة ترهل الصمام المترالي، وإنما يستخدم لمنع تكرر التهاب اللوزتين بالمكورات السبحية التي يمكن أن تسبب الحمى الروماتيزمية، والتي يمكن أن تسبب إصابة في الصمامات، إلا أن هذا ليس عندك، فالطبيب الذي أجرى لك (الإيكو) لم يقل إن هناك تضيقا أو ارتجاعا في الصمام الذي يمكن أن يحدث نتيجة الإصابة بالحمى الروماتيزمية، وإنما كان التشخيص هو ترهل في الصمام.
أما آلام الصدر: فواضح أن لها علاقة بالرض، فهي من جدار الصدر - أي: من العضلات - ومن الأضلاع، ومن غضاريف الصدر ومفاصل الصدر، وهي من الرض الذي حصل بعد الحادث؛ ولذا لا أرى أن تشغل نفسك بها، وإنما تتناول الأدوية المسكنة عند اللزوم، مثل: فيتامين د 50000IU مرة واحدة أسبوعيا لمدة شهرين، ثم حبة كل أسبوعين بعد ذلك.
أما التهاب اللوز المتكرر: فعليك باستئصال اللوزتين إن كان لا يتوقف مع استمرار إبر البنسلين.
وأما الارتجاع الذي تعاني منه: فإنه يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة, وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم، فإنه لم يعد هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع منها صاعدة إلى المريء، مسببة ارتجاع العصارة المعدية الحامضة إلى المريء، والذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة، فتسبب تخريشا للمريء، وقد تسبب التهابا في المريء وتضيقا أحيانا.
ومن أهم أعراض الارتجاع: الإحساس بالحرقان في منطقة الصدر، وقد يصحبه عدم ارتياح أو ألم في المعدة، خصوصا بعد تناول بعض الأطعمة.
ومن الأعراض الأخرى: الإحساس بطعم حارق في الحلق أو الفم، بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة أو بضيق حاد في التنفس، وقد يسبب الارتجاع الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، وقد لا توجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة, وتختلف من مريض إلى آخر.
تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثرا وأشد ضررا، وهناك عوامل تسبب هذا الارتخاء أو التوسع, أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، منها: امتلاء المعدة بالطعام، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات، مثل: الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشوكولاته، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب، كما أنه أحيانا يكون الارتجاع مترافقا بفتق فم المعدة، مما يضعف كثيرا عمل الصمام الهام، ومن ثم تزيد الأعراض.
ولتشخيص المرض لا بد من عمل منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي.
أما العلاج: فإنه يكون بالأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec, pariet , Nexium , lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة، وأحيانا نحتاج لأخذها مرتين.
وأما الإمساك: فالعوامل التي تزيد من إمكانية حصول الإمساك أن يتناول الإنسان القليل من الألياف والخضروات، وكذلك لا يتناول كمية كافية من السوائل, وانخفاض النشاط البدني, فقلة الحركة تزيد من إمكانية حصول الإمساك.
وأحيانا تكون الأدوية السبب في ذلك, وكذلك نقص نشاط الغدة الدرقية.
ومن الأدوية التي تسبب الإمساك: المواد المنومة، مثل: المسكنات الشائعة التي تحتوي على الكودين، ومدرات البول، ومضادات الاكتئاب، ومضادات الهيستامين، ومضادات التشنج، ومضادات الاختلاج، ومضادات الحموضة المصنوعة من الألومنيوم, وإدمان الجسم على الزيوت العطرية والأعشاب يؤدي إلى كسل في نشاط الأمعاء.
وأحيانا يكون السبب هو: الأمراض النفسية، وكلما طالت فترة الإمساك أصبح من الصعب التخلص منه.
وأما بالنسبة للعلاج: فيكون بالإكثار من تناول الخضروات والماء, ويفضل أيضا المشي, وتعويد نفسك على الدخول للحمام يوميا في أوقات معينة.
من الأدوية التي تساعد على التخلص من الإمساك: (Agiolax) وهو مستخلص من الأعشاب, وليس له أعراض جانبية تذكر, ويمكن أخذ ملعقة في الصباح, وملعقة في المساء, مع كوب من الماء, وهو يمتص الماء في القولون, ويزيد من حجم البراز, ويجعله لينا, وعليك بالاستمرار عليه.
أيضا: عليك بتناول تفاحة خضراء يوميا, وقلل من الشاي والقهوة الثقيلين.
وعليك باستعمال التين، وذلك بأن تنقع 3 أو 4 من ثمار التين الجاف في كوب ماء بارد في المساء, وفي الصباح، وتؤكل هذه الثمار المنقوعة, ويشرب ماؤها على الريق.
والله الموفق.