ألم في الصدر يصحبه حرقة في المعدة .. ما تشخيص حالتي؟

0 1081

السؤال

منذ ثلاثة أسابيع شعرت بألم وسط صدري, مع حرقان أو حموضة في أعلى رأس المعدة؛ مما أثر على صدري وظهري، راجعت أكثر من مستشفى، وعملت تخطيط قلب وكانت النتيجة أن القلب سليم- والحمد لله - ثم عملت تحليل جرثومة معدة، وكانت النتائج سليمة، والضغط نتيجته جيدة، ثم تركت الأدوية التي صرفها لي الأطباء، واستخدمت الحبة السوداء, والعسل, والمرة، واليانسون، فارتحت بعد أن اختفى الألم، ثم بعد أسبوع رجع ألم في المعدة وألم في الصدر في اليمين واليسار, وأسفل الثدي يذهب ويعود، وإلى الآن لم أجد طبيبا يشخص حالتي, فهل توجد معي قرحة معدة؟ أو ارتجاع في المريء؟ أم المرارة ملتهبة عندي؟ أم ذبحة صدرية؟ مع العلم أني لست مدخنا.

أرجو إفادتي عن التشخيص الصحيح لحالتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض تشير إلى أن المشكلة الأساسية عندك هي: الارتجاع المعدي المريئي (Gastroesophageal reflux Disease (GERD).

وكما تعلم فإنه يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة, وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم، فإنه لم يعد هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع منها صاعدة إلى المريء، مسببة ارتجاع العصارة المعدية الحامضة إلى المريء، والذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة؛ لذا يحصل تخريش للمريء، وقد يسبب بالإضافة إلى الأعراض التهابا في المريء, وتضيقا أحيانا.

ومن أهم أعراض الارتجاع: الإحساس بالحرقان في منطقة الصدر، وقد يصحبه عدم ارتياح أو ألم في المعدة، خصوصا بعد تناول بعض الأطعمة.

ومن الأعراض الأخرى: الإحساس بطعم حارق في الحلق أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة أو بضيق حاد في التنفس.

ومن أعراضه: الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، وقد لا توجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة وتختلف من مريض إلى آخر.

ومن ناحية أخرى: فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثرا, وأشد ضررا، وهناك عوامل تسبب هذا الارتخاء أو التوسع، أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، منها: امتلاء المعدة بالطعام، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات، مثل: الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشوكولاته، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب.

كما أنه أحيانا يكون الارتجاع مترافقا بفتق فم المعدة،؛ مما يضعف كثيرا عمل الصمام الهام، ومن ثم تزيد الأعراض.

وزيادة حموضة المعدة، لها أسباب متعددة منها: تناول الأدوية المسكنة، والتدخين، وتناول الكحول، وتناول الأطعمة الحارة، والفلفل، والبهارات، وقرحة المعدة، والقلق والتوتر.

ولتشخيص المرض: لا بد من عمل منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي.

أما العلاج: فهناك بعض الأمور التي تساعدك على تخفيف الأعراض, وهي:

- تجنب تناول وجبات كبيرة، إذ أنها تبقى في المعدة لمدة أطول، وتزيد فرصة حدوث الارتجاع المعدي المريئي، وتناول عوضا عن ذلك وجبات صغيرة أكثر عددا.
- لا تتناول المأكولات أو المشروبات التي تزيد الإفرازات الحمضية، أو تقلل ضغط العاصرة المريئية السفلية، أو تبطئ إفراغ المعدة من محتوياتها، وتشمل الأطعمة، مثل: المأكولات الدسمة عالية الدهن، ومنتجات الطماطم، والمشروبات الغازية، والفواكه الحمضية، والنعناع الفلفي, والنعناع السنبلي.

- تجنب التدخين ، فالنيكوتين ينبه إفراز الحمض المعدي، ويفسد وظائف العاصرة المريئية.

- انقص وزنك، فوزنك 129 كيلو، وهذا مهم جدا جدا.

- اشرب كوبا كبيرا من الماء عند ظهور أول علامة لحرقة الفؤاد.

- لا تأكل قبل النوم بساعتين.

- لا ترتد أحزمة ضيقة أو ملابس تضغط على معدتك.

- ارفع رأس سريرك بوضع قوالب مقاس 6 بوصات تحت رجلي السرير عند رأس السرير, أو وسادة تشبه الإسفين؛ لجعل الجزء العلوي من جسمك يتخذ زاوية مع باقي الجسم.

- قف في وضع رأسي بعد الأكل، وتجنب الانحناء بجسمك للأمام.

أما العلاج الدوائي: فإنه يكون بالأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec, pariet , Nexium , lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة، وأحيانا نحتاج لأخذها مرتين.

وعدم فاعلية العلاج لا ينفي وجود الارتجاع؛ لأن بعض الحالات تكون شديدة وعنيدة على العلاج، والعلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر، وأحيانا سنوات، ونتائجه بشكل عام جيدة، وفي بعض الحالات العنيدة يلجأ للعمل الجراحي.

أسأل الله لك الشفاء والمعافاة.

مواد ذات صلة

الاستشارات