السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام، أرجو من الله العلي القدير أن يجعل عملكم هذا في ميزان حسناتكم، وقد قدم لي هذا الموقع الكثير والكثير!
لدي سؤال: بخصوص زوجتي، وهي حامل -والحمد لله- ونتابع عند اختصاصي، وبالأمس كان لدينا مقابلة، وقد أخبرنا الاختصاصي بأن الجنين نازل أسفل الرحم.
كما نصحنا بأن لا تتحرك كثيرا، وعليها أن ترتاح، علما بأن آخر يوم في الدورة كانت بتاريخ 19/9/2012م وهذا مولدنا الثاني -والحمد لله-.
ما نصيحتكم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرد لك الشكر بمثله, ونسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.
بالحساب لزوجتك بناء على تاريخ الدورة الشهرية, فبتاريخ اليوم يكون عمر الحمل عندها نحو 29 أسبوعا ويومين, أي أنها ما تزال في الفترة التي تكون فيها رئتا الجنين غير ناضجتين بالشكل الكافي.
لذلك فإن أكثر ما نخشاه في هذه الفترة هو حدوث ولادة مبكرة, لا قدر الله.
هنالك علامات قد توحي (لكنها لا تؤكد) بأن السيدة لديها استعداد لحدوث ولادة مبكرة, منها مثلا حدوث آلام أو شد في أسفل البطن, نزول الجنين في الحوض مبكرا (كما هو الحال عند زوجتك), قصر عنق الرحم, أو توسع فيه, أو غير ذلك.
لأن وجود هذه العلامات منفردة لا تشخص الحالة, فإنه يجب عدم الاعتماد عليها منفردة في وضع التشخيص, بل يجب الاعتماد على اجتماعها مع بعضها.
بمعنى أنه إذا حدث نزول مبكر للجنين في الحوض, وترافق هذا النزول مع قصر وتوسع في عنق الرحم, أو مع آلام في أسفل البطن أو تقلصات فهنا يجب الحذر, فقد تكون هذه الأعراض دلائل على قرب حدوث ولادة مبكرة, لا قدر الله.
لذلك فإنني أنصح بأن يتم عمل ما يلي:
أولا: عمل تخطيط خارجي لقلب الجنين، ولعضلة الرحم يسمى CTG.
ثانيا: يجب أن يتم عمل فحص نسائي بكل لطف بالمنظار, مع أخذ عينة من إفرازات عنق الرحم, لكشف أي التهاب خفي قد يؤهب للولادة المبكرة.
ثالثا: يجب قياس عنق الرحم عن طريق الفحص العادي أو بالتصوير التلفزيوني, وتحديد طوله واتساعه بدقة.
إن تبين بالتخطيط عدم وجود تقلصات رحمية, وكان عنق الرحم بطول جيدا, وليس فيه اتساع, ولم يتبين وجود التهاب بالعينة من إفرازات عنق الرحم, فهنا تكون الأمور مطمئنة -إن شاء الله- واحتمال حدوث الولادة المبكرة مستبعد, والعلم عند الله عز وجل.
في كل الأحوال, وللوقاية من الولادة المبكرة, فإنه يجب عمل زيارات متقاربة عند الطبيب، يفضل أن تكون أسبوعيا لمتابعة الحالة, وعلى زوجتك تفادي الوقوف أو حتى الجلوس لفترات طويلة, ويجب الاستلقاء بوضعية ميلان على الجانب الأيسر, وكذلك عند النوم يجب أن يكون على الجانب الأيسر قدر الإمكان, فهذا مما يزيد من ضخ الدم إلى المشيمة ويحسن ترويتها, ويقلل من احتمال الولادة المبكرة بإذن الله.
كما يجب عليها الإكثار من شرب السوائل المفيدة, وخاصة شرب الماء, لأن (الأماهة) وهي عكس الجفاف، تساعد كثيرا في الوقاية من الولادة المبكرة.
يجب علاج أي التهاب يحدث في الجسم بسرعة وبشكل جيد، كما يجب تفادي أي سبب يؤدي إلى حدوث زيادة في الضغط داخل البطن, مثل الإمساك, السعال, أو حمل ودفع الأشياء الثقيلة.
إن تبين بأن لدى زوجتك احتمالا قويا لحدوث ولادة مبكرة, فإنه يجب الامتناع عن العلاقة الزوجية, أو ممارستها مع استخدام العازل الذكري, والسبب هو أن السائل المنوي يحتوي على مادة كيميائية تثير عضلة الرحم, وقد تسبب ظهور التقلصات الرحمية.
بالطبع كل ما سبق هو نوع من الأخذ بالأسباب, ولغاية الآن لا توجد طريقة مؤكدة أو علاج يقي 100 % من حدوث الولادة المبكرة، ويبقى التوكل على رب العالمين عز وجل هو الأهم، فهو خير الحافظين.
نسأل الله العلي القدير, أن يمن عليك وعلى زوجتك بثوب الصحة والعافية, وأن يتم لها الحمل والولادة على خير.