تعبت من الإجهاد والتنميل والبرودة وسرعة دقات القلب .. ماذا أفعل؟

0 632

السؤال

أنا شاب عمري 19 سنة, حدث لي أمر غريب منذ 3 أشهر تقريبا, أصبحت أعاني من الإجهاد القوي، وتنميل في أطرافي، وبرودة كذلك في بعض الأحيان، أيضا: سرعة في دقات القلب, وعدم تركيز، ولا أريد سماع ضوضاء أو التحدث بشكل مستمر أو بشكل عال, ولا أغضب بشدة، ولا أتحمس بقوة، ولا أفرح بقوة؛ لأن ذلك يجعلني أفقد التركيز، ويأتيني شتات ذهني عجيب وكأنه يغمى علي، وفي بعض الأحيان الأنوار تؤلم عيني.

ذهبت لعدة مستشفيات أهلية وحكومية، وحللت جميع التحليلات الممكنة للدم وأشعة صدرية, وأيضا تخطيط القلب - ولله الحمد - كل تحليلاتي والأمور الأخرى سليمة.

كان لدي نقص في فيتامين (د) (وبـ12 وحديد), لكن ارتفع - ولله الحمد - لأكثر من الطبيعي، ولكن لا زلت أعاني من هذه الأعراض, أحد الدكاترة قال: إني سليم عضويا ولا يوجد لدي شيء، ولم يتبين لي أن لدي مشكلة عضوية, وقال: يمكن أنك تعاني من حالة نفسية تؤثر عليك جسديا، مثل: التوتر والقلق, - وفي الحقيقة - لا أريد الذهاب لدكتور نفساني؛ لأسباب شخصية واجتماعية, وبالنسبة لي قد يكون كلامه صحيحا، لا أدري ! لكن لم أعد أخرج كثيرا من البيت، وتركت الدراسة قليلا, أصبحت منعزلا عن الآخرين؛ لأن الحالة تأتيني في بعض الأحيان في الأماكن التي يوجد فيها أناس كثر، كالمدرسة، والمسجد، والاجتماعات العائلية الكبيرة, وأكون أكثر راحة وطمأنينة عندما أكون في البيت بجوار والدي ووالدتي.

وعندما يأتيني أحد الأعراض السابقة في البيت أكون قد تصديت لها، وأبعد تفكيري عنها, لكن عندما أكون خارج المنزل لا أستطيع ذلك، بل أتوتر وأخاف لدرجة كبيرة؛ لأن ذلك يسبب لي توهانا ودورانا، مع العلم أني أعلم أني سليم، ولكن لا أستطيع صد هذه الهجمات, فبماذا تفسرونها؟ وهل هناك علاج دوائي لها؟ وهل هو خوف أو كثرة تفكير بشيء سلبي؟؛ لأني تعبت كثيرا منها.

منذ أسبوع تقريبا وأنا أحاول جاهدا الابتعاد عن التفكير؛ لكي لا أدخل في دوامة التوتر والخوف التي كما يقولون: إنها تأتي بمصاحبة رعشة وخفقان في القلب، وتنميل للأطراف وبرودة وعدم تركيز، والإحساس بالإغماء.

أفيدوني جزاكم الله خيرا؛ لأني أصبحت متحيرا، وأخاف أنها تأتيني في أي يوم آخر, مع العلم أن هذه الحالة في الثلاثة الأشهر الماضية تأتيني على فترات وليست كل يوم, بل كل 4 أيام أو كل أسبوع أو كل 3 أيام وهكذا ..أتعبتني كثيرا، أنا وأهلي ومن هم حولي.

أخيرا: لدي مشكلة في لون الأظافر تميل إلى اللون الأزرق بشكل دائم، قال الدكتور: إن هذا طبيعي، وتم الكشف عن الأكسجين في إصبعي الإبهام وكانت الدرجة 100، فهل هذا طبيعي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ثامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أنت قمت بمقابلة الأطباء وقد تم فحصك بصورة جيدة جدا، وكل ما قيل لك يجب أن تقتنع به، الحمد لله تعالى أمور سلمية وأعراضك هذه بالفعل قد يفسرها القلق أو التوتر، أعتقد أنه لديك درجة من المخاوف البسيطة هي التي جعلتك تكون أكثر انعزالا، الوضع الأمثل - أيها الفاضل الكريم – هو: أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا؛ لأن المتابعة مهمة في هذه الحالة، هذا من الناحية المثالية.

أما إذا لم تتمكن من الذهاب، فعليك أن تكون صارما مع ذاتك في بعض الأمور الأساسية التي لا تحتمل التأجيل، موضوع الدراسة هذا يجب أن تواصله، عليك أن تمارس الرياضة فالرياضة مهمة جدا؛ لأنها تحسن وتجدد الطاقات النفسية والجسدية، ومن الضروري أن تغير نمط حياتك، وذلك من خلال الدفع الاجتماعي الإيجابي التواصلي، ولا بد أن تشعر بقيمتك كشاب - الحمد لله - أنت في مقتبل العمر وبداية سن الشباب، ولديك طاقات نفسية وجسدية كثيرة جدا، لا بد أن تستفيد منها وتوجهها التوجيه الصحيح.

فإذن: التفكير الإيجابي مهم جدا، لا تستجب أبدا لمشاعرك السلبية، وإنما استجب لأفعالك الإيجابية؛ لأن الفعل هو الأداء، والفاعلية تحسن الإنسان، أما الفكر السلبي الانسحابي إذا اتبعه الإنسان فهذا قطعا يضر به كثيرا.

حالتك سوف تستفيد كثيرا من أحد الأدوية المضادة للقلق والتوتر والمخاوف والمحسنة للمزاج، لكن - كما ذكرت لك - يفضل أن تقابل طبيبا نفسيا.

أما في موضوع لون الأظافر: فمادام أن الطبيب أكد لك أن الأمر طبيعي، فهذا يأتي في نطاق الفوارق الطبيعية الموجود بين البشر.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات