لم أدخل الكلية التي أريدها ولم أخطب حتى الآن وأشك أني مسحورة

0 492

السؤال

السلام عليكم

أنا خريجة، وابنة عائلة محترمة والكل يشهد على أخلاقي وتربيتي، وأنا –الحمد الله- متدينة وأصلي وأقوم بقراءة القران دائما، لكن أعاني من عدم وجود الحظ في حياتي، لأني لم أدخل الكلية التي تمنيتها، ولحد الآن لم يتقدم أي شخص لخطبتي على الرغم من أني لا ينقصني أي شيء، أشك أني مسحورة لمنع زواجي لأن زوجة عمي تفعل هذه الأشياء، وأنا قلقة جدا، ما يزيدني قلقا أني دائما أقوم بالصلاة وقراءة القرآن والدعاء لكن لا أجد استجابة لدعائي، وخائفة جدا من أن يضيع مستقبلي.

أرجو الدعاء لي وإرشادي لفعل الصواب، ولكم الأجر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سرى علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ويسرنا تواصلنا معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه.

بخصوص ما سألت عنه، فإنا نحمد الله على ما أنعم به عليك وتفضل من الالتزام وحب الطاعة وقراءة القرآن، وإنا نسأل الله أن يزيدك من فضله، لكنا نختلف معك فيما ذكرت من سوء حظ لعدم دخولك ما أردت في الجامعة، أو عدم تقدم خاطب إلى الآن لعدة أسباب:

أولا: لا تظني -أختي الفاضلة- أن ما تريدينه هو الخير، فقد يتمنى العبد أمرا والله يعلم أن فيه هلاكه فيصرفه عنه لحبه له، والله في كتابه يقول: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}، فلعل ما أنت فيه هو الخير.

ثانيا: الأمور تسير بقدر الله عز وجل، والعبد مكلف بالعمل والله يتولى أمره ويوفقه للخير، فإذا ما أديت ما عليك فثقي أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

ثالثا: في الإسلام فلسفة الابتلاء، ومعناها أن الله إذا أراد لعبد مكانا عليا فإن الله يبتليه ليرفعه إلى تلك المكانة، ولا عجب أن أكثر الناس بلاء هم أنبياء الله عز وجل لشدة قربهم من الله، ولما أعده الله لهم في دار كرامته، والنبي -صلى الله عليه وسلم- هو القائل: (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل)، فما آتاك مما كرهت هو من البلاء الذي ستجدين عقباه -إن شاء الله- إن صبرت خيرا كثيرا.

رابعا: هناك أمر هام جدا وهو أنك لا زلت صغيرة، ومتوسط أعمار الزواج الآن في العالم الإسلامي أصبح 33 سنة، وعليه فالأمر لا زال مبكرا بالنسبة لك.

خامسا: نريد منك أن تثقي في عطاء الله وأن تتوكلي عليه، وأن تعلمي أن الله يريد لعبده الخير، وأن تثقي أن الله لا يضيع من أحسن الاتصال به.

سادسا: على فرض وجود سحر، فإن العلاج ينبغي أن يكون على طريقتين:

1- طلب المعونة والشفاء من الله ابتداء فهو القائل جل شأنه: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين}، وقال تعالى: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرجيم}.

2- عليك أن تستخدمي العلاج الجائز المشروع، وذلك عن طريق الرقية الشرعية، وهي أن تقومي مثلا بقراءة بعض الآيات أو السور، ثم تنفثي في يديك وتمسحي بهما جسمك، ويجوز أيضا أن تقرئي شيئا من القرآن في إناء فيه ماء ثم تغتسلي به، أو تصبيه على رأسك، أي أنك تقرئين القرآن وتنفثين بريقك في الماء بقصد الرقية، وتقرئين هذه الآيات والسور: سورة الفاتحة، سورتي الفلق والناس، آية الكرسي: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم .... }، وخواتيم سورة البقرة: {آمن الرسول يما أنزل إليه من ربه والمؤمنون ...} إلى آخر السورة، وكذلك دعاء: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات، وأعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة، وكذلك الآيات رقم (102) و(103) من سورة البقرة، وقوله تعالى: {فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون*فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين*وألقي السحرة ساجدين*قالوا آمنا برب العالمين}، وقوله تعالى: {قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين*ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون}، وقوله تعالى: {ولا يفلح الساحر حيث أتى}، ثم تصبين هذا الماء على رأسك، وتكررين ذلك عدة مرات، وهذه رقية نافعة مجربة، فعليك بالتوكل على الله والحرص على طاعته، فإنه من يتق الله يجعل له مخرجا .

نسأل الله أن يفرج همك وأن ييسر أمرك، والله ولي التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات