السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني منذ نحو سنة من ألم في قلبي غريب أحيانا يجيئني وأنا أبذل مجهودا، وأحيانا وأنا مرتاحة راحة تامة، وبنفس الوقت ضيق نفس وإرهاق وألم بمفاصل جسمي، وأتعب من أقل مجهود، سواء مجهود جسدي أو حتى نفسي أو عصبي.
حين أغضب أو أصرخ من أبسط المواقف يجيئني ألم بقلبي، ولا أقدر أتنفس، وأعصابي دائما ترتجف، أعصاب يدي، فأتعب كثيرا ولا أعرف ماذا أعمل؟!
الناس يقولون أنتي فتاه كيف أصبت بالقلب؟ فلا أستطيع الزواج والإنجاب، وأنا خائفة أن يعلم أي أحد بالأمر فيبتعدوا عنا الناس وعن أخواتي ولا أحد يتزوجهن بسببي، وأيضا خائفة على نفسي لكن عليهن أكثر.
كما أشعر بنبض في كل جسمي يتنقل، وأكثر شيء أحس به حين أكون جالسة أحس بشيء في قلبي، نفس إحساس الدم المتحبس، يعني أحس بالدم لما يمشي بقلبي والوجع يتعبني كثيرا في ظهري وأكتافي، خصوصا كتفي اليمين.
علما أني أحس بعدم انتظام في ضربات القلب، حتى لو ما كنت بحالة توتر أو غضب.
أرجو منكم الإفادة، أنا تعبت جدا من هذا الأمر، وقد ذهبت إلى دكتور ففحصني على السريع بالسماعة، وقال: سليمة، وذلك في مدة يسيرة من غير أن يسألني أي أسئلة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ D.N حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولا عملية ضيق النفس والآلام المختلفة، وما يصحبها من أعراض مثل التي تعانين منها، ليست دليلا أبدا على أنك مصابة بمرض القلب، نحن بالطبع لم نفحص عليك، أو لم تتم حيالك الإجراءات الطبية الكاملة، لكن أعتقد أن المؤشرات التي تشير أن حالتك هي نفسية في المقام الأول، هي مؤشرات قوية جدا.
أنت ذهبت إلى الطبيب وذكرت أنه لم يقم بالإجراء التام حيالك، لكن لا تنزعجي لهذا الأمر، لأن كثيرا من الأطباء من خلال خبرتهم يستطيعون أن يحددوا في دقائق معدودة إذا كان الأمر نفسيا أو جسديا، فهذا الطبيب أنا متأكد أنه كان مطمئنا تماما لحالتك الجسدية، وأنك لا تعانين من أي مرض عضوي.
أيتها الفاضلة الكريمة: في هذه الحالة أنا أيضا أفضل (حقيقة) أن تذهبي إلى طبيبة (مثلا) طبيبة المركز الصحي – طبيبة الأسرة – اذهبي إليها واحكي لها كل أعراضك، واطلبي منها أن تجري لك بعض الفحوصات (التأكد من نسبة الدم، قوة الهيموجلوبين، والدم للترسيب، ووظائف الكلى، ووظائف الكبد، الدم للرطوبة ما دام لديك آلام، مستوى فيتامين ب12، فيتامين د، وظائف الغدة الدرقية، والفحوصات الهرمونية الأخرى، هذه سوف تكون قاعدة ممتازة جدا، فحوصات تامة كاملة، وربما تجري الطبيبة لك أيضا صورة للصدر، وكذلك تخطيط للقلب، هنا تكون الأمور دقيقة واضحة ومقنعة - إن شاء الله تعالى – لك.
أنا على ثقة كاملة حقيقة أن أعراضك هذه ليست جسدية، لكن لم تتوطد علاقتك بهذا الأمر إلا من خلال إجراء هذه الفحوصات، فأرجو أن تذهبي إلى الطبيبة، وأنا أعرف أن المملكة العربية السعودية بها خدمات متميزة جدا لطب الأسرة، فأرجو أن تقدمي على هذه الخطوة، وبعد أن تطمئني أعتقد أنك ربما تكونين في حاجة لأحد الأدوية المضادة للقلق والمخاوف، وهي كثيرة جدا ومتوفرة، وحتى الطبيبة العمومية يمكن أن تقوم بوصف أحد هذه الأدوية لك.
من النواحي الأخرى: حاولي أن تمارسي تمارين رياضية بسيطة تناسبك، لأن الأدوية الرياضة تؤدي إلى الاسترخاء العضلي، وتزيد من طاقات الإنسان النفسي وكذلك الجسدية.
كوني دائما إيجابية، كوني متفائلة، ركزي على دراستك، التحقي بمراكز تحفيظ القرآن، حافظي على أداء الصلاة في وقتها، وحافظي على وردك اليومي من القرآن والذكر والدعاء، هذا كله فيه خير كثير لك، ويصرف انتباهك تماما - إن شاء الله تعالى – عن هذه الأعراض المختلفة التي تحدثت عنها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.