خطيبة أخي غيرت معاملتها لنا وأهلها خدعونا.. فكيف أتعامل معها؟

0 375

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي سيتزوج إنسانه كنت أحبها لكن أصبحت أكرهها ولا أطيقها، باختصار لأن أهلها خدعونا ولم يخبرونا حقيقتها، خدعونا في مسألة العمر لم يخبرونا بعمرها الحقيقي، ولم يخبرونا بعدد إخوانها وأخواتها، وأيضا كانت تريد في وقت تبادل الدبلة ألا يحضر أهله، لماذا؟ وعندما حضرنا لم تكن تطيقنا، وتغيرت ملامح وجهها وأصبحت كريهة، ومنذ ذلك اليوم وأنا أفكر لماذا هذه المعاملة السيئة؟ لماذا هذه الفتاة وليست غيرها؟ لأن حظنا سيء ودائما نحن في مشاكل والناس يكرهوننا، يا ليت الزمن يرجع، هل مكتوب علينا الشقاء منذ ولادتنا؟

مشكلتي الأخرى هي التفكير بالناس واهتمامي بهم وعدم اهتمامهم بي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا العزيزة الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

نصيحتنا لك -أيتها البنت العزيزة– أن تدركي تمام الإدراك أن ما يختاره الله تعالى للإنسان هو الخير -بإذن الله تعالى-، فما اختاره الله تعالى لأخيك وقدره هو المصلحة، فإن الله تعالى بر رحيم لطيف بعباده، يدبر لهم ما فيه صلاحهم، ونحن نتفهم بغضك لهذه الفتاة بسبب ما فعلته من التلبيس عليكم –أو غير ذلك– ولكن نصيحتنا لك –أيتها البنت العزيزة– أن تتحلي بالعفو والصفح، فإنهما من صفات الله تعالى ويحب أن يتخلق بها عباده، وكل إنسان عرضة للخطأ، وقد يزين له الشيطان بعض المبررات التي يدعوه بها إلى ارتكاب الخطأ، ظنا منه أنه في الطريق الصحيح، فيحتاج منا أن نعذره وننصحه.

وينبغي للإنسان العاقل –أيتها البنت العزيزة– أن يحاول أن يعيش يومه سعيدا، وأن يتغلب على مرارات الحياة، فهذه الفتاة أصبحت جزءا من أسرتكم، من غير المفيد أن تعيشوا متنافرين يبغض بعضكم بعضا، وهذا من عمل الشيطان وكيده ومكره، فإنه لا يريد لأهل الإيمان والإسلام أن يعيشوا حياة سعيدة، بل هو حريص على إدخال الحزن إلى قلوبهم، وشرع الله تعالى جاء مخالفا لذلك، آمرا بالمودة والمحبة بين المسلمين، لاسيما الأقارب والأرحام ومن ينتسبون إلى أسرة واحدة، وأحب الناس إلى الله أكثرهم عفوا وصفحا، وأكثرهم حرصا على تأليف القلوب وجمعها.

نأمل أن تكوني أنت -بإذن الله تعالى– الساعية في ذلك، التي يجري الله تعالى على يديك هذا الخير، فحاولي لم القلوب وشملها، وذلك بأن تترفقي بهذه الفتاة وتناصحيها لتتجنب أخطاءها برفق ولين، وتحاولي التوفيق بينها وبين أسرتك، وأنت بذلك ساعية في الطريق التي يرضاها الله عز وجل ويحبها، ويدخر لك بذلك الأجر العظيم، فتفوزين بالسعادة في الدارين، تفوزين بالسعادة العاجلة فتحيى الأسرة حياة هادئة مطمئنة، يحب الناس فيها بعضهم بعضا، وتفوزين بالأجر الجزيل عند الله تعالى، وسيجعل الله عز وجل هذا السلوك سببا جالبا لك الأرزاق الحسنة، فإن الجزاء من جنس العمل، والناس يبادلونك المشاعر التي تعطيهم، فإذا أحببتهم أحبوك، وإذا حرصت على الخير لهم حرصوا على الخير لك، وهكذا.

وأما المبالاة بالآخرين والاهتمام بهم فهو أمر مقبول ما دام في حدود معقولة، فالاعتناء بنظرة الناس وتقييمهم للإنسان مما يدفعه نحو اكتساب المعالي والكمالات، ولكن لا ينبغي له أن يبالغ في ذلك، وينبغي أن يكون الاهتمام الأول اكتساب رضا الله تعالى ومحبته، فإذا رضي الله تعالى على الإنسان وأحبه ألقى حبه في قلوب الخلق، وقد قال سبحانه وتعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}، وفي الحديث: (إن الله يحب فلان فأحبوه)، هكذا ينادي مناد السماء، فإذا أحبه أهل السماء وضع له القبول في الأرض.

احرصي -بارك الله فيك– على اكتساب رضا الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه، ولا بأس بعد ذلك بأن تهتمي بنظرة الناس إليك بالقدر المعقول، أي بالقدر الذي يدفعك نحو فعل ما يستحسن وترك ما يقبح، أما ما عدا ذلك فلا تهتمي به.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات