صديقي ملتزم إلا أنه على علاقة مع فتاة .. كيف أنصحه؟

0 406

السؤال

السلام عليكم

أنا أعيش في بلد غير مسلم، ولدي صديق أحبه في الله، وهو كأخ لي، وهذا ما يقوله هو أيضا، ونحن في صف واحد معا في المدرسة, بدأ بالالتزام وهداه الله بعد ما تعرفت عليه، ولكن بقيت مشكلة وحيدة هي مصادقة البنات، وهو يحب فتاة في المدرسة، وهي عربية أيضا، نصحته كثيرا بتركها، لكنه دائما يقول لا أستطيع فهي تحبني وأحبها، وهو والله لا يقوم بعمل كبائر معها، مجرد أصدقاء، وأحيانا يقوم باحتضانها.

علما أن هذا الأمر يعتبر عاديا جدا هنا في هذا البلد، لكنه محرم, فدلوني -جزاكم الله خيرا- ماذا أفعل معه؟ وهل يجب علي مخاصمته وعدم الكلام معه؟ علما أن هذا الصديق هو الأفضل.

أرجو منكم أن تدلوني على كل الطرق التي أستطيع إقناعه بها، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبا بك أيها -الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك حرصك على إصلاح صديقك، ومحاولة نصحه، ونسأل الله تعالى أن يجعلك مفتاحا للخير مغلاقا للشر.

مما لا شك فيه أن الصاحب بحاجة ماسة إلى من يناصحه ويذكره بالله تعالى، ونرجو الله تعالى أن تكون أنت من يكتب على يديه إصلاح هذا الشاب، ومما يعينك على إصلاحه أن تذكره بخطر التعرض لفتنة النساء، وإن حاول الشيطان أن يقلل من هذه الذنوب التي يقع فيها، فإن افتتان الرجل بالمرأة ليس بعده فتنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) والنساء أعظم وسيلة يحاول الشيطان بها إغواء الرجل، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام في وصف المرأة إذا خرجت من بيتها، قال: (استشرفها الشيطان) فهي وسيلته المؤثرة والنافعة لتحقيق مقاصده الخبيثة، وعلى الإنسان المؤمن أن يدرك أن تحذير النبي صلى الله عليه وسلم، وقبل ذلك تحذير الله تعالى لنا من تجاوز الحدود في علاقة الرجل بالمرأة، أن هذا من رحمة الله تعالى بنا والتخفيف علينا حتى لا نقع فيما لا تحمد عاقبته.

وظاهر جدا أن هذا الشاب واقع في هذه المحرمات التي ذكرتها أنت من إقامة العلاقة المحرمة بهذه الفتاة، والوقوع في مقدمات الزنى من احتضانها ونحو ذلك، وهذا نوع من الزنى، ولكنه ليس الزنى الذي يوجب عقوبة الحد، ولكنه زنى كما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث، وعلى هذا الأخ أن يدرك تمام الإدراك أن هذه المقدمات قد تجره بعد ذلك إلى الوقوع في الفاحشة العظيمة، ومن رعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، فإن كان محبا لنفسه حريصا على نجاتها وتجنيبها الوقوع في العذاب الأليم، فإن عليه أن يتدارك نفسه، فذكره أنت بتلك العواقب التي قد يقع فيها، وحاول أن تسمعه المواعظ التي تذكره بعواقب الزنى، والعقوبات التي أعدها الله عز وجل للزناة والزواني، فإن هذا النوع من الوعظ والتذكير بالله والجنة والنار من أعظم ما يعين على قلع الشهوات من النفوس، وأنت مثاب –أيها الحبيب– على كل جهد تبذله في سبيل إصلاح صديقك.

أما إن لم تر فيه صلاحا ورجوعا، فإن نصيحتنا لك أن تفارقه وتحرص على صحبة غيره إن وجدت من زملاء المدرسة، وإلا فصاحب الصالحين حيث كانوا، ولا يشترط أن يكونوا زملاء لك، فمساجد الله تعالى مملؤة بالصالحين، فاحرص على مجالسة الصالحين، فإنهم يعينونك على ذكر الله تعالى وطاعته والابتعاد عن سخطه، وهم خير من يثبتك على هذا الطريق، ولن ترى منهم إلا خيرا، فإننا نخشى عليك بدوام صحبتك لهذا الشاب مع عدم تأثره بك أن يجرك أنت للتأثر به، فإن الإنسان مدني بطبعه يؤثر ويتأثر.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتك على الخير ويعينك عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات