السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا شخص متزوج، ولدي بنتان، تعرفت على فتاة عن طريق الهاتف، وعقدت عليها -على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم- ولم أعمل الفرح حتى الآن، وأريد أن أنفصل عنها؛ بسبب أن القبيلة عرفوا بأني تعرفت عليها عن طريق الهاتف!
وكذلك لدي ارتباطات مالية أخرى، كما أخشى في المستقبل من بناتي أن يعلمن بطريقة تعارفنا عن طريق المجتمع ويتأثروا بهذه الطريقة، وممكن -لا قدر الله- أن يسلكوا هذا الطريق، حيث إنني لا أريد الإنجاب من الزوجة الثانية التي تعرفت عليها.
السؤال: هل أكمل الفرح وأتركها فيما بعد، أم أنفصل عنها الآن قبل الفرح؟ وهل انفصالي عنها يكون ظلما لها أم لا؟ مع العلم بأني قد أعيش معها وأنا غير مرتاح من ناحية الثقة -لا قدر الله-.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك -أيها الأخ الكريم- ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
وأرجو أن أؤكد لك بداية أن بنات الناس لسن لعبة، والواحد منا لا يرضى مثل هذا الموقف لابنته، أو لأخته، أو لعمته، أو لخالته، فكيف يرضاه للآخرين؟ وإذا كانت الفتاة صالحة فلا يضرك الطريقة التي عرف الأهل بها، أو الطريقة التي تعرفت عليها بها، فالخطأ هنا مشترك، والإنسان ينبغي أن يتقي الله لا يتقي الناس، وأنتم أخطأتم عندما بينتم هذه الطريقة للأهل حتى عرفوا ذلك، ولكن الخطأ لا يعالج بخطأ، فما ذنب هذه الفتاة التي تهيأت بعد أن عقدت عليها، وهيأت نفسها لتكون زوجة، وهي راضية بهذا الوضع أن تكون زوجة ثانية، ثم بعد ذلك وبهذه السهولة تريد أن تنسحب من حياتها، وتريد أن تتركها تندب حظها.
أرجو أن تعلم أن العقد على الفتاة ثم ترك الفتاة بعد ذلك يسبب لها صدمة عنيفة؛ لأن الناس سيتكلمون في عرضها، ويساء إليها غاية الإساءة، كما أن فكرة أن تتزوجها ثم تطلقها، هذه الفكرة مرفوضة جملة وتفصيلا، فإن الأصل في الزواج هو التأبيد، فاستعذ بالله من الشيطان، واجعل خشيتك من رب الناس لا من الناس، وتب عن هذا الخطأ الذي وقعت فيه، واجتهد في إصلاح هذا الخطأ بإكمال مشروع الزواج من هذه الفتاة التي أعتقد أنه لا ذنب لها.
وإذا كان هناك عدم ثقة فلتكن في نفسك أيضا، فمن الذي دفعك وقد أكرمك الله بزوجة حلال أن تبدأ فتتصل، وتبحث هنا وهناك، وتتعرف على فتيات، ولذلك أرجو أن تنتبه لهذه المسألة، ونتمنى أن تكون صورة الفتاة جميلة وطيبة في عينك؛ لأنك أنت المبادر، دائما الرجل هو الذي يفتح هذا الباب، والفتاة تصدق الرجل بسهولة وتنقاد له، ولذلك نحن نحذر من العبث بالأعراض، ومن الكلام مع الفتيات بهذه الطريقة بالهاتف، أو بالنت أو بغيره.
نتمنى أن تقف مع نفسك وقفة، واجعلها وقفة لله -تبارك وتعالى-، والعبرة كما قلنا بصلاح الفتاة وبتوبتها، وبتوبتك وصلاحك أنت، وكلام الناس لا ينتهي، إذا تركتها سيتكلمون، وإذا تزوجت منها سيتكلمون، والعاقل لا يفكر في كلام الناس، ولكن يجتهد في أن يرضي رب الناس، فإن الإنسان إذا طلب رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، أما إذا طلب رضا الله في سخط الناس فإن الله يوشك أن يرضى عليه ويؤلف قلوب الناس عليه، فإن العظيم إذا رضي على الإنسان أمر جبريل أن ينادي في أهل السماء في أن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يلقى له القبول في الأرض.
أتمنى أن يكون في هذا الموقف الذي حصل درس عظيم لك، تقف فيه مع نفسك، ونشكر لك (حقيقة) هذا التواصل مع الموقع، وإذا كنت تطلب النصح الشرعي فإن الشريعة لا تتهاون في مثل هذه المسائل، والإنسان ينبغي أن يحب لبنات الناس ما يحب لنفسه وما يحب لبناته، ويكره لبنات الناس ما يكرهه لنفسه.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.