السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد رزقني الله بزوجة تحبني كثيرا، ولكن يؤرقني تدخلها الزائد في شؤوني، فإذا ذهبت لشراء ملابس تلح أن تكون معي، وتحاول إرغامي على شراء ملابس على ذوقها، ولو رفضت واشتريت شيئا آخر تغضب، وتقعد باليومين والثلاثة غاضبة مني، ولو جاءت مناسبة لصديق وذهبت لشراء هدية، تصر أنها هي التي تختارها، ولو اخترت أنا غير الذي تريده تغضب وتزعل، وتجعلها حكاية، تحاول دائما التدخل في كل شيء، حتى لو قلت لها أرغب في نوعية أكل معينة، تحاول إقناعي بأن هذه النوعية من الأكل غير جيدة.
وأنا -الحمد لله- لست بضعيف الشخصية حتى أفعل ما تريد هي، ولكن مشكلتي أني أعشقها بجنون، كما أنها تعشقني، فعندما أفعل ما أراه مناسبا، مخالفا بذلك رغبتها، تنشب بيننا المشاكل، ويحدث الخصام عندما أشتكي لوالدها ووالدتها، يقولون إنها تحبك، فماذا نفعل معها؟ بالله عليكم ماذا أفعل معها؟ حتى أتجنب تدخلها الزائد وكثرة المشاكل المترتبة على ذلك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منصور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك في موقعك، ونشكر هذا التواصل، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يديم بينك وبين أهلك مشاعر الحب والود، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ونحن أيضا في الحقيقة نقول كما قال والد الفتاة ووالدتها: هي تحبك جدا، وهذا من علامات الحب، وأرجو أن تعرف أنه لابد أن يكون للمرأة اشتراك في ثياب زوجها ومظهره، وهذا من اهتمامها الزائد بزوجها، فأرجو أن تحقق لها هذه الرغبة، ولا تعطي الأمر هذا القدر من الحساسية والتوتر، ونحن نتمنى أن يكون التنازل من جانبك؛ لأن هذا من طبع المرأة، فهي تريد لزوجها أن يظهر بأحسن مظهر، وتريد لزوجها إذا قدم شيئا أن يقدم أروع ما يكون، تريد لزوجها دائما أن يكون في أعلى المقامات وأعلى المنازل، فقدر لها هذا الجانب، وحاول أن تتعامل مع الأمور بهدوء.
ونحن نعتقد أن الهدوء في هذه المسائل هو جزء كبير جدا من الحل لهذا الإشكال، وأنت كرجل ينبغي أن تحتمل، لأننا أمرنا بأن نصبر على النساء، والوصية توجهت من النبي -صلى الله عليه وسلم– للرجل: (استوصوا بالنساء خيرا) و (رفقا بالقوارير) وهذا لأن المرأة فعلا عاطفية وعندها كثير من الاندفاع، وهذا ما ينبغي للرجل أن يتفهمه، ويحاول أن يتعامل معه بهدوء.
عموما نسأل الله أن يديم بينكم مشاعر الود، وأرجو دائما أن تحاور الزوجة بهدوء، وتحاول أن تتبنى قناعاتها، لأن وسائل السيطرة على الزوجة لو أنك تبنيت القناعات التي عندها فإنها عند ذلك ستعود للقناعات التي لك، وهذا لعله معنى لطيف، لكنه يحتاج إلى بعض التوضيح، قالوا (مثلا): لو أن المرأة غضبت من زوجها وقالت أنت كذا –وهذا يحدث عندما يبحث عن مكان فلا يجده– فالمرأة تقول: اسأل الناس، وهو لا يريد، هذه فروق مختلفة، المرأة تريد الدعم والمساعدة، والرجل لا يريد، فإذا لم يفعل الرجل فغضبت المرأة فعند ذلك يقول: (حقا أيقنت أني لا أفهم، أيقنت أني لا أعرف هذه الأمور) وهي ستتبنى الموقف الآخر فتقول: (حاشاك بل أنت عبقري، أنت فيك كذا، وأنت فيك كذا) ومثل هذه الأمور مهمة جدا في التعامل مع المرأة، لأنها تأتي مع نفسيتها ومع طبيعتها.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يديم بينكم المشاعر النبيلة، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأرجو أن تتيح لها فرصة في الأمور العادية التي لا تضر، خاصة مسألة اللباس، مسألة الذوقيات، مسألة الاختيار، هذه الأمور المرأة غالبا تكون فيها هي البارعة وهي المتميزة في اختياراتها، وترى أنه من الإساءة أن يختار زوجها هدية غير مناسبة، أن يخرج بثياب غير مناسبة، فأرجو أن تقدر عندها هذا الجانب، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.