هل الرعشة وضعف الأعصاب سبب فقدي للذاكرة؟

0 539

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب في المرحلة الثانوية، بدأت مشكلتي حين كنت في المرحلة المتوسطة، بالتحديد الثاني متوسط، بدأت أمارس العادة السرية، وكانت حينها لدي ذاكرة خارقة، كنت لا أحتاج إلى المذاكرة، بل أنظر إلى الكتاب نظرة واحدة، وأفهم وأحفظ ما بـه.

كانت مواد التاريخ والحفظ سهلة جدا لدي، وكنت لا أهتم لها وقت الاختبارات، وكانت مدة قراءتي لا تتجاوز الساعة الواحدة، وكنت في التحفيظ أحفظ صفحة من القرآن بـ 9 دقائق! ولا أنساها إلا بعد فترة طويلة، وبدأت المشكلة بعد ممارسة العادة السرية بـ 6 أشهر، ولاحظت أني بطيء الفهم، ولـم أكن مثلما كنت أحفظ سريعا، وأصبحت كثير النسيان، وبدأت تتفاقم المشكلة مع السنوات، وكنت متفوقا دراسيا ولكن ضاعفت ساعات المذاكرة إلى 6 أو 5 مرات أكثر، ولا أحفظ إلا بعد كر وفر، وأنسى بعد وقت وجيز جدا من المذاكرة!

أنا الآن بالصف الثالث الثانوي، أصبحت أشعر بأن يدي ضعيفة جدا، وترتعش أصابعي كثيرا، وقدماي تنتفض أحيانا ومثلها يداي، ولا أستطيع أن أحكم قبضتي، وتقلصت قواي، وأشعر بوخز بين الوقت والآخر، وألم في الجانبين والمعدة، وعند ممارسة العادة السرية أشعر وكأنني أنتفض، ويدي ترتعش، وخاصـة أصابعي ترتعش كثيرا، ولا أستطيع أن أسيطر عليها، وقررت أن أترك هذه العادة القبيحة الممرضة، ولكن المعضلة لم تزل.

كيـف أتخلص من هذه الرعشة وضعف الأعصاب والعضلات؟ مع العلم أني ذهبت إلى طبيب وعملت فيتامين (B12) وفيتامين (د) وفحوصات بالرنين المغناطيسي، وكل النتائج سليمة، -ولله الحمد-.

جزاكــم الله خيـرا، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

من المهم معرفة متى تحصل الرجفة –الرعشة- في الأطراف عندك، فإن كانت تحصل عندما تكون قلقا أو متوترا أو أمام الناس فإن هذا يسمى بالقلق الظرفي، ويقصد به المخاوف التي تأتي للإنسان عند المواجهات، وأحيانا دون مواجهة، والسبب في ذلك أنه غالبا ما يكون لدى الشخص الاستعداد أصلا للقلق والتوتر، وهذا لا يعتبر مرضا, إنما هي ظاهرة تشاهد لدى كثير من الناس.

ينصح الإنسان في مثل هذه الحالة بالنوم المبكر, وممارسة الرياضة, والتقليل من شرب الشاي والقهوة والمنبهات، وممارسة تمارين الاسترخاء؛ فهي ذات فائدة -بإذن الله-، ويمكنك أن تجدها في كثير من مواقع الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.

هناك رعشة تحصل لدى بعض الناس عند الغضب والانفعال العصبي، وتختفي عندما يعود الشخص إلى طبيعته، وهناك رجفات أيضا تحصل نتيجة زيادة نشاط الغدة الدرقية، وهذه تكون رعشة خفيفة، وتكون مترافقة مع نزول الوزن والإسهال.

من أسباب رعشة الأطراف أيضا نقص السكر، وهذا يسبب أيضا الشعور بتعرق بارد وخفقان، والإحساس بالجوع، لذا يجب تناول السكريات إن حصلت مثل هذه الأعراض، وتراقب الوضع، فإن اختفت الأعراض فيكون السبب هو نقص السكر.

أحيانا نقص السكر يحصل بعد ساعتين إلى ثلاث من تناول الوجبات المشبعة بالنشويات، وبعض الرعشات تكون وراثية، أي يكون هناك بعض أفراد العائلة عندهم هذه الرجفة، وهذه حالة وراثية تنتشر في بعض العائلات، وتزداد عند كبار السن، ونراها عندما يحرك يديه لأخذ شيء أو تناول مشروب، وتقل أو تختفي عندما تكون اليدان مرتاحتين, وفي الغالب يكون للمريض أقرباء لديهم نفس الرعشة.

من أسباب الرجفة أيضا الأدوية، وخاصة الكورتيزون والأدوية التي تستخدم للربو، ومن أسباب الرعشة التي تحصل عند كبار السن هو مرض باركنسون، إلا أنه يحصل -كما ذكرنا- عند كبار السن.

إن لم تستطع أن تجد من بين الأسباب التي ذكرتها أيا من الحالات التي توافق حالتك، فعليك بمراجعة طبيب مختص بالأمراض العصبية، ولكن قبل ذلك راقب كل الأمور التي ذكرناها سابقا.

أما بالنسبة لقلة التركيز وضعفه: فله أسباب عضوية، ومن الأسباب العضوية ضعف إفراز الغدة الدرقية، ولا أعتقد أنك تعاني من ذلك؛ لأنها لا تسبب رجفة في اليدين، ويمكن عمل فحص بسيط، وإجراؤه يجعلنا مطمئنين أكثر.

كثيرا ما يكون السبب هو القلق والتوتر، ومن نتائج كثرة ممارسة العادة السرية أن يصبح الإنسان متوترا، وهذا يؤثر على قدرته على التركيز، ومن الأمور التي تساعد على التركيز -إن شاء الله- أخذ قسط كاف من الراحة والرياضة، وفي إدارتك لوقتك يجب أن تعطي أسبقية لبعض الأمور، منها العبادة، والراحة، والرياضة، والترفيه عن الذات، والعمل والتواصل الاجتماعي، وحين تتعامل مع أي معلومة، فحاول أن تتعامل مع المعلومة بأكثر من أداة حسية، بمعنى أن تستعمل النظر وتستعمل الشم والإحساس والسمع.

الانتظام في ممارسة الرياضة كرياضة المشي والجري يحسن من التركيز، فقد وجد أن ممارسة الرياضة تؤدي إلى إفراز مواد داخلية داخل المخ تعرف باسم (إندروفين endorphin) و (إنكلفين Enkephalins) وهذه المواد سماها بعض العلماء (الأفيونات الداخلية endogenous opiates) أو المرفونات الداخلية للمخ؛ لأنها تؤدي إلى الشعور بالاسترخاء وإزالة القلق، وهذا ينتج عنه تحسن كبير في التركيز.

حين تقرأ أو تسمع شيئا أو تشاهد أي شيء، فحاول أن تركز عليه بأكثر من حاسة، وفي نفس الوقت اطرد بقية الأفكار، فعلى سبيل المثال: الصلاة تتطلب الانتباه وتعرف أنك تقف في مقام ليس بالسهل، أنت أمام رب العزة، تأمل في القرآن وتدبر فيه، وركز في التسبيح والتهليل والدعاء، فهذا يحسن كثيرا من التركيز، وهناك دراسة تشير إلى أن قراءة القرآن بتركيز تحسن الذاكرة، وعندما يتأمل الإنسان فيما يقرأه ويتدبره يكون أقل الناس تعرضا للإصابة بالعته والخرف وفقدان الذاكرة.

من الأدوية المفيدة في هذا الخصوص -بإذن الله- دواء اسمه (موتيفال Motival) تناول جرعة حبة واحدة ليلا لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، هذا الدواء دواء سليم ومفيد، ومزيل للقلق، وأيضا محسن للمزاج، وهو غير تعودي وغير إدماني، فأرجو أن تتناوله مع تطبيق الإرشادات السابقة.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات