السؤال
السلام عليكم.
أعاني من ضعف جسدي شديد وتعب، وإرهاق وكسل وخمول، وفقد تام للطاقة والقوة، ولا أقوى على أداء أي مجهود رغم أني لا أتناول الحلويات والمشروبات الغازية، ولا آكل المطاعم إلا نادرا، وأحرص على تناول الطعام الصحي، ولا أعاني من فقر الدم، وفيتامين (د) نسبته 30، ما الحل؟ وإلى أي طبيب أو عيادة أتجه؟ علما أني أستخدم أدوية انتابرو اسيتالوبرام 10مج للقلق، ووارفارين 9مج لتخثر الدم، وتوباماكس 50 مج للشقيقة، وكنت أستخدم الثايروكسين 50 مج لعدة سنوات، ثم قطعه لي الطبيب بعد تحسن التحاليل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن حالتك -إن شاء الله تعالى– مستقرة، وهي حالة خاصة تتطلب بالفعل أن تكون تحت الإشراف الطبي.
أنت تتناولين عقار (وارفارين) لتخثر الدم، وكما تعرفين هذا الدواء مهم وحساس ويتطلب مراعاة ومتابعة خاصة مع الطبيب، كما أنه يجب أن يكون هنالك حذر في تناول أي دواء مع الـ(وارفارين) حتى لا تحدث تفاعلات سلبية.
الأدوية التي تتناولينها هي: استالوبرام والتوباماكس، وليس لها -والحمد لله تعالى- تفاعلات سلبية مع الـ(وارفارين).
الخمول والكسل أسبابه كثيرة جدا: الاكتئاب النفسي يؤدي إلى هذه المشاعر قطعا، وافتقاد الرغبة والدافعية للقيام بالواجبات الحياتية أيضا يؤدي إلى ذلك، الإنسان في بعض الأحيان قد يلجأ إلى التكاسل والخمول في الأشياء البسيطة، وهذا الأمر قد يمتد معه، لذا الالتزام بالرياضة وممارستها تعتبر أمرا مهما، والإنسان يعيش حياة صحية من خلال ترتيب الغذاء، وأنت تقومين بذلك -جزاك الله خيرا-، أعتقد أنه يجب أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة، والنوم المبكر سوف يفيدك كثيرا، مع التمارين الرياضية التي ذكرناها، وتناول فنجان من القهوة في الصباح أيضا يجدد لك الطاقات -إن شاء الله تعالى–، وعليك بالدعاء: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل) هذا دعاء مهم جدا، وكما تلاحظين اقتران العجز والكسل بالهم والحزن، حيث إن المزاج المتعكر يؤدي إلى افتقاد الطاقات النفسية وكذلك الجسدية، فاحرصي على الدعاء، -وإن شاء الله تعالى- فيه خير كثير لك.
يجب أن تكتبي أيضا برامج يومية تلتزمين بتطبيقها، كثيرا ما نلجأ إلى التكاسل لأننا لم نحدد ما نريد القيام به في يومنا، نترك الأمور كما هي ونعمل ما نعمل في لحظة آنية، ونتوقف عما لا نريد أن نعمل أيضا، وهذه إشكالية كبيرة، لابد أن يكون هنالك التزام وصرامة تطبيقية للأنشطة الحياتية اليومية، لأن هذا يحسن الدافعية لدى الإنسان ويرفع همته ويزيد من نشاطه، فكوني حريصة على ذلك.
نقطة أخيرة: وهي موضوع عقار (الثايروكسين)، أنت كنت تتناولين هذا العقار يوميا، ويعرف أن هذا العقار هو دواء معوض لعجز الغدة الدرقية، وهذا الدواء من خاصيته أنه يزيد الطاقات الجسدية والنفسية، أنت الآن لا تتناولين هذا الدواء بعد أن تحسن التحليل لديك، لكن أعتقد أنه من الضروري أن تراجعي طبيبك وتناقشي معه هذا الموضوع: هل للثايروكسين دور في التكاسل؟ أعتقد أنه ربما يكون له دخل، وحتى إن كان فحصك طبيعيا فلا مانع أبدا أن تأخذي خمسة وعشرين ميكروجرام في اليوم -مثلا-، لكن لا تقدمي على هذه الخطوة إلا بعد أن تستشيري طبيبك، كما أن تناول مركب (أوميجا 3) ربما يكون مفيدا جدا لك، لكن هذا أيضا يجب أن يكون بعد استشارة الطبيب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.