السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من منطلق قوله تعالى ( فسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون)، أحببنا أن نشارككم هنا، وإبداء نصحكم وإرشادكم.
قصتي عمرها تسعة شهور، كنت أحاضر في ملأ عن الطرق المتبعة لإنقاذ من يبتلع لسانه، فجأة أحسست وكأني أبتلع لساني، انتابتني حالة ممزوجة بدوران شديد، عرفت أن السكر منخفض بسبب أن الحالة حصلت لي في حياتي مرتين، وأنا لست مصابا بالسكر.
نقلت إلى غرفة طوارئ أحد المستشفيات، وفعلا كان سكر الدم 58، بعدها بيومين حصلت لي نكسة مشابهة تماما، ولكن بزيادة ألم في القفص الصدري من جهة القلب، تم فحص سكر الدم وتبين أنه 63، وتم عمل (ECG) وتحليل أنزيمات القلب، وكل النتائج أشارت إلى السلامة، سلمكم الله من كل مكروه.
لم تختف المشكلة في صدري، وظللت أعاني منها حتى طلبت منهم (x-ray) للصدر، وتبين التهاب بسيط في الرئة اليسرى، أعطيت على إثره المضادات الحيوية، وبعد مضي أسبوعين شفيت، ولكن بعد مضي شهر من الحادثة أصبحت بين كر وفر، بين عيادات الهضمية بسبب ألم متفاوت في المعدة وحموضة شديدة، تم تشخيصها في بادئ الأمر بعد عمل الفحوصات بأنها (H. Pylorii) ومع أخذ (tri treatment) لمدة ثلاثة أسابيع أحسست بتحسن طفيف ليس إلا.
مع استخدام دام أكثر من 5 أشهر لمضادات حموضة منوعة، طلبت إجراء (Upper endoscopy) مع العلم أني في شهر صفر الفائت عملت جميع تحاليل الدم الأساس و(Ultrasound)، وكل التحاليل كانت -بفضل الله- لا يشوبها غبار، اتضحت النتيجة بأني مصاب بالتهاب متوسط في جدار المعدة، والتهاب بسيط في الاثني عشر، فرحت بمعرفة العلة ولكن، بعد إجراء (Endoscopy) انتابتني نوبات دوار، كأني واقف والدنيا تدور من حولي! ولكن لم أفقد الاتزان.
تناولت (B-cirsca) على توصيات الطبيب، إلى الآن تأتي على شكل نوبات، أيضا خرجت مشكلة أخرى، حصلت لي 3 نوبات ذعر في فترة المساء أيقظتني من النوم، أولها استيقظت وإذا بيدي اليمنى قد تنملت تماما، والثانية استيقظت وكأن نفسي انقطع مع إطلاقي لصرخة مدوية، وثالثها أمس، وكأن نفسي انقطع، وذلك خلال ثلاثة أسابيع فقط.
على العموم، حاليا لدي ألم في الجهة اليسرى من الصدر في الثدي بالتحديد، يشبه إلى حد ما الحرق، وكان في بدايته على شكل تنميل، وأيضا عاد لي ذاك الدوار المزعج، وخلال التسعة شهور كنت في حالة نفسية سيئة بكل المقاييس، ولكن كنت أمارس الرياضة ما استطعت إليها سبيلا، وكنت أمارس بعض تمارين الاسترخاء، ولكن لم أتناول أي مضادات للقلق، خوفا من أمرين، هما التعود وأيضا تأثيرها على المعدة.
في هذه الفترة لم يتوقف الشد النفسي والقلق؛ لأن نتيجة العلة لم تعلل، وتناولت خلال هذه الفترة الكثير من الأدوية المضادة للحموضة، وأيضا المساعدة على التحكم في صمام المريء المعدي، وخلال هذه التسعة أشهر لم أحس بطعم الشفاء التام، ونزل وزني من 95 إلى 72 خلال هذه الفترة، وكان في الثلث الأول، أي الشهور الأولى نصيب الأسد، لأني امتنعت تدريجيا عن الطعام، وأراها بكل صراحة نقطة إيجابية.
أعلم أني قد أطلت ولكن قد تكون بعض التفاصيل ذات مدلول كبير ومهم، وفي الختام لكم عظيم المحبة والدعاء في جنح الليل، ودمتم بود.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالنسبة لانخفاض السكر، فعادة ما تظهر أعراض نقص السكر إذا نزل السكر إلى ما تحت 70 ملغ، وتتحسن الأعراض متى ما تناول المريض السكر، أو أي شراب أو طعام يحتوي على السكر، مثل العصير المحلى، أو السكر مع الماء، ويفضل قياس نسبة السكر عند حصول الأعراض إن أمكن.
أعراض نقص السكر التي تحصل بعد عدة ساعات من تناول الطعام تسمى نقص السكر الارتكاسي (reactive hypoglycemia) وتكون أعراض نقص السكر بالإحساس بالعصبية، والخفقان، والتعرق، والإحساس بالدوخة وقرب الإغماء، والإحساس بالجوع الشديد والرجفة، وإن لم يتم علاج نقص السكر فقد يؤدي ذلك إلى الغيبوبة، خاصة عند مرضى السكري، وسبب نقص السكر هو زيادة إفراز الأنسولين الناجم عن ارتفاع السكر السريع، ويحصل عادة بعد وجبة غنية بالنشويات التي تسبب ارتفاع السكر السريع.
هناك عدة أسباب لانخفاض السكر الارتكاسي، منها نقص نشاط الغدة الدرقية، ومنها أيضا إجراء عمليات على المعدة، والتهاب المعدة بالجرثومة الحلزونية، والسكري، إلا أن معظم الحالات لا يكون هناك سبب واضح لها، وفي مثل هذه الحالة ينصح المريض بما يلي:
- تناول وجبات صغيرة كل ثلاث ساعات.
- التمارين الرياضية.
- تناول أطعمة متنوعة، وعدم الاقتصار على النشويات.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف الكثيرة.
- تجنب الأطعمة السكرية.
عند بعض المرضى تكون هناك أعراض مثل أعراض نقص السكر، إلا أن السبب هو التوتر والقلق، وهذا يؤدي إلى اضطراب في الجهاز العصبي المنظم، مسببا أعراضا تشبه إلى حد كبير نقص السكر، وبالنسبة للدوخة هو الدوار الوضعي الحميد (benign vertigo) والدوار أو الشعور بأن الأرض تدور من حولنا، هو نتيجة لخلل يصيب جزءا من الأذن الداخلية يكون مسؤولا عن التحكم في الاتزان.
في الدوار الوضعي يشعر المريض بإحساس بالدوار الشديد عندما يحني رأسه للخلف للنظر لأعلى، أو عندما يرقد على جنبه، وهي حالة تحدث بسبب اضطراب للبلورات الحسية في قسم التوازن في الأذن الداخلية، والأعراض تشمل إحساسا بالتأرجح أو خفة الرأس، ويحدث بتغيير وضعية الجسم، ويستمر لمدة محدودة، ولا يصاحبه ضعف بالسمع، ومتى غيرت الوضعية فإن الدوخة تتحسن، وأثناء هذه النوبة قد تتحرك العينان من جانب إلى آخر دون سيطرة من المريض عليها.
عادة ما يستمر الدوار الوضعي لدقيقة واحدة تقريبا فقط، حتى إذا احتفظ المريض بالوضع الذي سببه في البداية، وقد يحدث الدوار الوضعي نتيجة لتصلب الشرايين، وتلف قناة الأذن الذي يحدث مع الشيخوخة وعدوى الأذن الوسطى، وعدوى قناة الأذن الداخلية، وإصابات الرأس، أو جراحة الأذن، كما أنه قد يكون أيضا من أعراض التصلب المتعدد أو نتيجة لعدوى فيروسية.
في الغالب يكون مجرد تجنب أوضاع الجسم المسببة للنوبة هو كل ما تحتاجه؛ لأن (betaserc) قد لا يفيد في كثير من هذه الحالات، أما الارتجاع المعدي المريئي (Gastroesophageal reflux) فما تعاني منه يسمى الارتجاع المعدي المريئي (Gastroesophageal reflux Disease (GERD) فكما تعلم أنه يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة، وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم فإنه لا يعود هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع منها صاعدة إلى المريء، مسببة ارتجاع العصارة المعدية الحامضة إلى المريء، والذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة.
تسبب العصارة المعدية ذات الحموضة المرتفعة تخريش المريء، وقد تسبب التهابا في المريء وتضيقا أحيانا، ومن أهم أعراض الارتجاع الإحساس بالحرقان في منطقة الصدر وقد يصحبه عدم ارتياح أو ألم في المعدة، خصوصا بعد تناول بعض الأطعمة، ومن الأعراض الأخرى الإحساس بطعم حارق في الحلق أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة أو بضيق حاد في التنفس.
من أعراضه الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، وقد لا تتواجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة وتختلف من مريض لآخر.
هناك عوامل تسبب هذا الارتخاء أو التوسع أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، منها ما يلي: امتلاء المعدة بالطعام، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشكولاتة، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب، كما أنه أحيانا يكون الارتجاع مترافقا بفتق فم المعدة، مما يضعف كثيرا عمل الصمام الهام، وبالتالي تزيد الأعراض.
زيادة حموضة المعدة، لها أسباب متعددة منها: تناول الأدوية المسكنة، التدخين، تناول الكحول، تناول الأطعمة الحارة، والفلفل، والبهارات، قرحة المعدة، ومنها القلق والتوتر، وهذا ما تعاني منه -كما ذكرت-.
أما العلاج فإنه يكون بالأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec, pariet , Nexium , lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة، وأحيانا نحتاج لأخذها مرتين.
من ناحية أخرى عليك الالتزام بتجنب المأكولات والمشروبات التي ذكرتها، والتي يلاحظ المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لا بد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات، كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق بوضع مخدتين إلى ثلاث تحت الرأس بارتفاع مسافة 15 سنتيمترا، حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.
العلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر وأحيانا سنوات، ونتائجه بشكل عام جيدة، وكما ترى فإن هذه الحالات التي تنتابك قد يكون للقلق والتوتر تأثير في حصول وزيادة الأعراض، ويساعدك في مثل هذه الحالات قراءة القرآن والتدبر في آياته وذكر الله {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، والاقتناع أن كل ما يصيبنا هو تطهير لنا، ومحو لذنوبنا، ورفعة في المنزلة -إن شاء الله-، ومن ناحية أخرى فإن تمارين الاسترخاء التي تمارسها تساعد -بإذن الله-.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.