السؤال
أحب زوجي كثيرا، وأخاف أن أفقده في يوم من الأيام، وهو يحب أهله ولكن أنا لا أحبهم، ونحن نسكن بقربهم، وزوجي موظف ولكن لم يأخذ الراتب حتى الآن، ودائما أمه تقول: عندما تأخذ الراتب سوف تعطيني مبلغا معينا، ونحن نريد أن نبني، مع العلم أن والدته قوية جدا، ولي سلفة قوية تأخذ حقها من أم زوجي دائما، ولكن أنا لا أستطيع أن أتكلم احتراما لزوجي.
أرجوكم ساعدوني، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ندى العمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك في الموقع، ونشكر لك المشاعر النبيلة، ونشكر فكرة السؤال؛ لأنك تريدين أن تتحببي إلى هذا الزوج وتريدين أن تحافظي عليه، ونسأل الله أن يحقق لك المراد، واعلمي أن الزوج المطيع لوالديه البار بهم هو أفضل الأزواج، فأنت ستسعدين -إن شاء الله تعالى– ببركة بره، فشجعيه على البر والإحسان، ولا تستمعي لثقافة المسلسلات، ولما يقوله أهل الشر والعداوات، فإن أم الزوج لها مكانة رفيعة، ولا خير في زوج لا يقدر أمه، واحرصي دائما على أن تحترمي هذا الجانب فيه، وتقدري أهله، وسوف يبادلك المشاعر.
أسعدنا أنك حريصة على عدم إغضابه بإغضاب أهله، وفعلا هذا ليس من مصلحتك، فحاولي دائما أن تكوني لطيفة مع أهله، وإذا جاء شيء يضايقك فأرجو أن تحتملي لأجله، ثم حاولي أن تعرضي عليه ما يضايقك، وتشاوري معه ليقوم هو بالحل المناسب وينصفك ويتفادى معك أسباب الاحتكاك مع أهله وأسرته.
وعلى كل حال فإن المرأة إذا أحسنت استقبال زوجها، إذا خرج سألت عنه، وإذا غاب أحسنت استقباله إذا رجع، اهتمت بمشاعره، احترمت أهله، حرصت قبل ذلك على أن تطيع الله تبارك وتعالى العظيم، فإنه لا يوجد شيء يحبب الزوج إلى زوجته بمثل الطاعة لله تبارك وتعالى.
عليك أن تعملي برنامجا للتعاون على البر والتقوى في داخل البيت، قال تعالى: {وأصلحنا له زوجه} ماذا كانوا يفعلون؟ {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين} فعليك بالدعاء والخشوع والخضوع لله، واعلمي أن قلب الزوج، وقلب والدة الزوج، وقلوب الرجال والنساء بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وما عند الله من التوفيق والتأييد والخير لا ينال إلا بطاعته.
أرجو ألا تتشبهي بتلك التي تأخذ حقها بيدها، تأخذ حقها بالقوة، فإنك -ولله الحمد- لست مثلها، ولا تكوني مثلها، وخير للإنسان أن يكون عبدا لله مظلوما من أن يكون ظالما، لذلك نتمنى أن تهتمي لهذه الجوانب، وتحرصي على أن تكوني نمطا جديدا في النجاح، لا تنظري إلى الفاشلات كيف فشلن، ولكن انظري إلى من نجحن كيف نجحن؛ لأن الإنسان ينبغي أن يتأسى بالناجحين والناجحات، ويجتهد في رضا رب الأرض والسموات.
هذا الطريق يضمن لك الحفاظ على زوجك، والسعادة معه، لأنه يقدر أمه أيضا، وسيفرح بإكرامك لهذه الوالدة، وفي النهاية هذه الأم لن تأخذ إلا ما قدر لها، وسوف يبارك الله لكم في الرزق، فلا تهتمي ولا تغتمي بهذه الأمور، والفرق كبير بين الزوجة التي تقول: (لا تعطي أمك) وبين التي تذكره بواجباته، تفرح إذا أعطى أمه، ولكن تذكره أن عليه مسؤوليات، وأنه كذا في غير هذا الوقت.
أيضا ليس من الحكمة أنه كلما أعطى والدته دراهم أن تذكريه وتقولي: (متى نبني؟ متى نفعل؟) ولكن في أوقات أخرى ذكريه ببعض الواجبات، بعد أن تظهري الفرح بإكرامه لأمه، فالأم هي التي حملت وأرضعت وتعبت وسهرت، وهذا جزء من المعروف الذي يحاول أن يرده إليها.
على كل حال: إذا كانت علاقتك بالزوج طيبة فلا يضرك العلاقات الجانبية، وتذكري أنك متزوجة من الرجل ولست متزوجة من أهله، فأحسني إليه، واحتملي من أهله لأجله، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.