السؤال
السلام عليكم
أنا صاحب الاستشارة (2169588)، دكتور محمد: لقد أكملت شهرا على السيروكسات بلا فائدة، وسأكمل شهرا آخر بإذن الله، ثم أرى فإذا لم ينجح معي السيروكسات، فقد قلت لي أن الإفكسر هو البديل، فالرجاء أن تعطيني فكرة عن الإفكسر خاصة للرهاب والقلق، وكم الجرعة اللازمة لحالتي؟ ورجاء أن تعطيني تفاصيل هذا الدواء.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأولا أريد أن تكون مشاعرك إيجابية حيال الدواء، وهذا مهم جدا؛ لأن التأثير النفسي قطعا يعتبر إضافة إيجابية أو سلبية فيما يتعلق بمفعول الدواء، فالإنسان إن كانت لديه إرادة التحسن قوية وظن بالدواء خيرا، فهذا قطعا يساعد في فعالية الدواء، وهذا ليس نوعا من التوهم كما يعتقد البعض.
فإذن إعط الزيروكسات فرصة كاملة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.
أما بالنسبة للإفكسر، فهذا الدواء يسمى علميا باسم (فلافاكسين) وتنتجه شركة (وايز) الكندية، وهو من الأدوية الفعالة جدا، ويتميز هذا الدواء بأنه يعمل من خلال تنظيم الموصل العصبي الذي يعرف باسم (سيروتونين) والموصل العصبي الآخر، والذي يعرف باسم (نورأدرينالين).
إذن فعاليته فعالية مزدوجة، لكن هذه الفعالية المزدوجة لا تظهر إلا بعد أن تكون الجرعة مائة وخمسين مليجراما أو أكثر، علما بأن جرعة البداية هي خمسة وسبعين مليجراما، وبعض الناس يكتفون بهذه الجرعة في الحالات البسيطة، أما إذا لم يحدث تحسن، فالجرعة تكون مائة وخمسين مليجراما، ويمكن أن ترفع حتى مائتي وخمسة وعشرين مليجراما يوميا، وفي بعض الحالات تكون الجرعة حتى ثلاثمائة مليجرام يوميا، وهذه هي الجرعة القصوى.
هذا الدواء: أشارت دراسات أنه يفيد حوالي ثلاثين بالمائة من الذين لم يستفيدوا من الأدوية الأخرى، وهذه قطعا خاصية وميزة إيجابية.
الدواء ليس له آثار جانبية خطيرة، فقط قد يؤدي إلى زيادة في الوزن، كما أن بعض الذين لديهم ارتفاعا في ضغط الدم لا ينصح باستخدام هذا الدواء؛ لأن الإفكسر هو في حد ذاته – في حالات نادرة – قد يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم – خمسة إلى عشرة درجات – لذا ننصح كل من يبدأ في تناول الإفكسر أن يقوم بفحص ضغط الدم أولا قبل أن يبدأ الدواء، ثم بعد ذلك يبدأ الدواء، ويحاول أن يراقب ضغط الدم لديه، بأن يقيس الضغط (مثلا) مرة كل ثلاثة أشهر.
هذا التأثير يحدث في حالات نادرة وبسيطة، وحتى إن كان هنالك ارتفاع بسيط في ضغط الدم، فهذا لا يعني أن يتم التوقف عن تناول الدواء.
الإفكسر يتطلب أن يتم التوقف منه تدريجيا، لديه بعض الآثار الانسحابية، إذا توقف منه الإنسان فجأة، وتتمثل هذه الآثار الانسحابية بالشعور بالدوخة، وربما الرجفة، وكذلك القلق والتوتر، لكن إذا توقف عن الدواء متأنيا فهذا - إن شاء الله تعالى – لا يؤدي إلى ظهور أي أعراض سلبية.
الدواء دواء ممتاز، دواء فاعل، والآن ظهر دواء آخر يسمى باسم (برسيتج) واسمه العلمي (دسفلافاكسين) يعني أنه مشتق من مشتقات الإفكسر، وقد اتضح أنه دواء فاعل جدا وممتاز جدا، ويتميز بأنه ليس له آثار انسحابية إذا تم التوقف عنه فجأة، كما أن جرعته هي خمسين مليجراما فقط يوميا، وفي الحالات الشديدة يمكن أن ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.