السؤال
السلام عليكم
أولا أحب أن أقدم لكم شكري وامتناني لما تقدمونه من فائدة، نفس الله عنكم كرب الدنيا والآخرة.
أنا أم لطفلين، واستشارتي من شقين أحدهما نفسي والآخر عضوي، أما الأولى: فإني أعاني دائما من العصبية والتوتر والتشاؤم، أحاول أن أتغلب على مشكلتي وأتفاءل وأحب الدنيا، فمرة أنجح ومرة لا أستطيع، ووسواس الموت لا يفارقني، صحيح أن الموت حق ولكن (اعمل لحياتك كأنك تعيش فيها أبدا)، واذا مرت بي لحظة حلوة أتوقع أن ما بعدها أسوأ بكثير، أو أنها آخر لحظة في حياتي، وزاد علي هذه الوساوس أن أحد أقاربي رأى حلما يخصني ففسره مزحا بشكل سيء، وأصبحت تأتيني لحظات خوف كثيرة ولا أعرف من ماذا أخاف، بمجرد ما أحس ألما ولو بسيطا أتوقع أسوأ الأمراض، وأذهب للطبيب وبعد عمل التحاليل وطمأنتي أخرج وأنا غير مطمئنة، علما أني فاشلة تماما في صنع علاقات اجتماعية أو أي نشاط خارج مسؤوليتي المنزلية، فحياتي هي زوجي وأولادي فقط، فأنا مغتربة بعيدا عن أهلي.
واستشارتي الأخرى: أنا أشكو من جرثومة المعدة والقولون العصبي، وكثيرا ما أشكو من شد عضلي وألم بالصدر، وألم أسفل البطن (المبايض)، أجريت تخطيطا للقلب وصورة للصدر وكانت سليمة -ولله الحمد-، وأصبحت أعاني من النحافة، فهل كل ما أشكو منه بسبب الحالة النفسية أو العكس؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بالنسبة لجرثومة المعدة فإن علاجها أصبح سهلا، وخاصة بعد تناول العلاج الثلاثي، فإن احتمال التخلص من الجرثومة هو أكثر من 80% من الحالات في المرة الأولى، ويمكن إن عادت الأعراض إعادة المنظار للتأكد من عودة الالتهاب في بعض الحالات التي تكون فيها الجرثومة مقاومة للعلاج، ولذا فإنه من المهم مراجعة الطبيب إن استمرت الأعراض أو عادت.
أما بالنسبة للقولون العصبي، فهو اضطراب في وظيفة القولون مما يؤدي لأعراض في الجهاز الهضمي مثل: الانتفاخ، وسوء الهضم والإخراج، ومع أن هذه الأعراض ليست خطيرة في حد ذاتها، ولا تؤدي لمرض خطير مستقبلا، إلا أنها مزعجة جدا للمريض.
ويشكو المريض من:
1. الانتفاخ والغازات.
2. خروج المخاط مع البراز.
3. الإمساك.
4. الإسهال بعد الطعام أو في الصباح الباكر أو كلاهما معا.
5. الشعور بعدم استكمال الإخراج بعد الذهاب للحمام.
6. الرغبة في الذهاب للحمام.
7. آلام في البطن ومغص تزول بعد الذهاب للحمام.
8. خروج أصوات واضحة من البطن يسمعها القريب منك.
وتزيد هذه الأعراض في حالة الضغوط النفسية، أو السفر أو حضور المناسبات العامة، أو تغير نمط الحياة اليومي، أو بعض أنواع من الأطعمة.
ومن المهيجات لأعراض القولون العصبي:
1. التدخين.
2. المشروبات الغازية.
3. بعض العقاقير الطبية.
4. القهوة والشاي.
5. الأطعمة المقلية.
6. التوابل والبهارات.
7. البقوليات (الحمص، العدس)، وبعض أنواع الخضار (الكرنب، الملفوف، الملوخية، الباذنجان).
8. الإجهاد النفسي، والغضب والضغوط والقلق.
9. التعرض لتيارات الهواء الباردة.
10. وجبة كبيرة على غير المعتاد.
11. أكل الطماطم بقشرها.
12. اللبن والحليب.
والعلاج يكون بمحاولة الابتعاد قدر الإمكان عن الضغوط النفسية، ومعرفة أن القولون العصبي قد يبقى مدى الحياة، وأنه لا يتطور لأي مرض آخر، والتعرف على ما يسبب زيادة الأعراض وتجنبه، وممارسة المشي وتمارين الاسترخاء، والتعرف على الأطعمة التي تزيد الأعراض وتجنبها.
ووجد في الدراسات أن أفضل تركيبة دوائية هي تناول ميبفرين 3 مرات في اليوم قبل الطعام بـ 20 دقيقة، ودوغماتيل 50 ملغ 3 مرات في اليوم.
ونرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.
************************************************************************
انتهت إجابة الدكتور محمد حمودة استشاري أول باطنية وروماتيزم.
تليها إجابة الدكتور محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
************************************************************************
أنت لديك ميول للعصبية والتوتر والقلق، وهذا كثيرا ما يكون مقرونا بالشعور بالتشاؤم، وهذا دليل على وجود درجة بسيطة من الاكتئاب النفسي.
الأعراض قد تفرض نفسها على الإنسان، لكن الإنسان يجب ألا يقبلها، ويتساءل مع نفسه (لماذا أنا متوتر؟ لماذا أنا عصبي؟ لماذا أنا متشائم؟)، يجب ألا تقبل هذه الأعراض تلقائيا، وهذه هي المشكلة الرئيسية، فبعض الناس يفرضون الاكتئاب على أنفسهم فرضا، وذلك من خلال الاستسلام وقبول الأعراض النفسية السلبية.
حولي فكرك إلى فكر إيجابي -أيتها الفاضلة الكريمة-، أنت -والحمد لله- لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، لابد أن تتخذيها وسيلة ومفتاح خير تنطلقين منه في هذه الحياة، وتعيشي حياة طيبة وسعيدة، هذا مهم جدا.
لابد أن يكون مزاجك دائما مزاجا استرخائيا، وعليك أن تنظمي وقتك بصورة صحيحة، لأن تنظيم الوقت يبعد الإنسان عن الجهد النفسي والجسدي، وحين لا يكون هنالك جهد نفسي وجسدي يحس الإنسان قطعا بالراحة.
أعراض القولون العصبي والتوترات المصاحبة –كما أشار لك الأخ الدكتور محمد حمودة–، كثيرا ما يلعب القلق فيها دورا، لذا أنا أنصحك حقيقة بتناول أحد الأدوية التي تساعد كثيرا في إزالة القلق والتوتر والوسواس، وأعتقد أن عقار (لسترال) والذي يعرف باسم (زولفت)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين) سيكون هو الأفضل بالنسبة لك.
جرعة الزولفت هي: نصف حبة ليلا –أي خمسة وعشرين مليجراما– يتم تناولها بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة ليلا، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
بالنسبة لتمارين الاسترخاء فهي مهمة جدا وضرورية، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو الرجوع إليها والاستعانة بالإرشادات والتعليمات الموجودة بها، ومحاولة تطبيقها بحذافيرها، وسوف تجدين فيها -إن شاء الله تعالى– فائدة كبيرة جدا.
أعتقد أن راحتك النفسية ستؤدي -إن شاء الله تعالى– إلى راحة جسدية، وسوف يبدأ وزنك في التحسن، وممارستك لأي نوع من الرياضة البسيطة التي تناسب المرأة المسلمة، أعتقد أن ذلك سيكون فيه أيضا منفعة كبيرة بالنسبة لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.