السؤال
هل يجوز إذا تعرفت على بنت عن طريق الإنترنت -وذلك من أجل خطبتها- أن أذهب إلى منزلهم، وأصارحهم بأني تعرفت عليها عن طريق النت، أم الأفضل أن أقول شيئا آخر غير النت؟ لأني أخشى من أهلها ألا يوافقوا.
هل يجوز إذا تعرفت على بنت عن طريق الإنترنت -وذلك من أجل خطبتها- أن أذهب إلى منزلهم، وأصارحهم بأني تعرفت عليها عن طريق النت، أم الأفضل أن أقول شيئا آخر غير النت؟ لأني أخشى من أهلها ألا يوافقوا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك -أيها الابن الفاضل- في الموقع، ونشكر لك هذه الصراحة، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، والشاب إذا تعرف على فتاة عن طريق النت مهما كانت العلاقة نظيفة؛ فهذا فعلا قد يترك آثارا على أهل الفتاة وعلى أهله، وربما أساءوا بهم الظن لوجود الشرور الكثيرة في هذا العالم الافتراضي.
ولذلك نحن نقترح عليك: قبل الذهاب لأهلها أن تذهب لمنطقتها، أو لجامعتها أو لكذا، ثم تشاهدها هناك، ثم تخبرهم بأنك رأيتها في المكان الفلاني وأنك ترغب في خطبتها، ونفضل دائما أن يأتي أهلك ليتكلموا بلسانك، نحن لا نريد للشاب أن يذهب بنفسه ويقول: (رأيت ابنتكم، أو أريد فلانة، أو كذا) فإن الرجل يقبل بأهله، والأهل هم الذين يتكلمون بلسانه، فإذا جاء الأب وجاء العم وجاء الخال اطمأنت أسرة الفتاة إلى اختيارهم، وإلى طلبهم واحترموا الكبار، أما إذا جاء الشاب وحده فإنهم عند ذلك يقولوا: (أين الأهل؟ لماذا لم يأتوا؟ لعلهم غير موافقين؟) ويظهر أمامهم الشاب وكأنه متسرع، كأنه متهور، كأنه لم يشاور أهله، ولذلك نتمنى أن تجد من يتكلم بلسانك، هذه المسألة الأولى.
المسألة الثانية: ليس من مصلحتك ولا من مصلحتها إظهار أن التعارف تم بهذه الوسيلة، عليك أيضا أن تأتي لمكانها وتراها على الطبيعية، وتقول: (فعلا أنا رأيتها في الجامعة، رأيتها في المسجد، رأيتها وهي خارجة من البيت، رأيتها كذا) إذا سئلت، إذا لم تسأل فهذا طبيعي أن يختار الإنسان، يعني: إذا كان هناك أصدقاء، إذا كان هناك رابطة، هل هم جيران، يعني تبحث عن وسيلة فعلية، وليس هناك داعي للكذب، لكن إخفاء ما حصل بينكم من خلال النت هذا مطلب فيه مصلحة، والإنسان غير مطالب بأن يفضح نفسه أو يتكلم بأسراره.
نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.